البدري ناجح أم فاشل .. هل مقياس النجاح هو الأرقام فقط؟



عندما يتم انتقاد حسام البدري المدير الفني للنادي الأهلي يأتي الرد دائماً أنه حقق الثنائية المحلية بعدما فاز بلقب الدوري وكأس مصر، وصعد لنهائي دوري أبطال إفريقيا، الأمر ذاته يتكرر مع الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر وأنه قاد المنتخب الوطني للصعود لنهائي كأس الأمم الإفريقية بالإضافة للصعود لكأس العالم.

فهل الأرقام وحدها هي المعيار الذي يحكم نجاح او فشل المدرب من عدمه؟

بلغة الأرقام التي لا أحب التحدث بها، نجد حسام البدري خلال الثلاث ولايات له مع النادي الأهلي تعرض للهزيمة في 4 مباريات نهائية، بينهم مباراتان خلال العام الجاري "أسهل بطولة كأس سوبر أمام الزمالك، ونهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الوداد المغربي".

احاول دائماً الابتعاد عن الحكم بلغة الأرقام، وأن يكون تقييمي لنجاح أو فشل مدرب معتمداً على بعض النقاط الأساسية وهي: "مدى تطويره للاعبي فريقه، اختيار قائمة المباراة ووضع كل السناريوهات الممكنة، قرأته للملعب وتدخلاته أثناء المباراة"، والجهاز الفني يفتقد بشكل كبير جداً للنقاط الثلاث السابقة

صحيح حكم المباراة كان سيء وكان له بعض القرارات الخاطئة أثناء مباراة الوداد، لكنه لم يكن السبب الحقيقي وراء الهزيمة، لم يكن مثل الحكم المغربي الشهير عبد الرحيم العرجون الذي أدار المباراة النهائية أمام النجم الساحلي 2007، الأهلي كان يستطيع حسم اللقب هذا الموسم وعدم السماح لحكم المباراة بالتأثير في النتيجة من الأساس.

سُئِل حكيم ذات مرة ما هو الفرق بين الشخص الحكيم والشخص الذكي والشخص الغبي؟، رد قائلاً: "الشخص الحكيم هو من يرى شخص غيره أخطأ في شيء ما فيتعظ من خطأه ولا يقوم به، أما الشخص الذكي هو الذي أخطأ ذات مرة لكنه لم يكرر خطأه مرة أخرى، أما الشخص الغبي هو الذي يكرر نفس الأخطاء مع انتظار نتائج مختلفة".

فريق ينافس على اللقب تستقبل شباكه 9 أهداف من دور الثمانية حتى المباراة النهائية، الأخطاء الدفاعية وانخفاض مردود حارس المرمى شيء واضح للجميع ونقطة ضعف أساسية، ولم يعالج الجهاز الفني هذه الأخطاء التي استمرت 6 مباريات كاملة!!

حارس مرمى الفريق شريف إكرامي يتحمل مسئولية كبيرة في خسارة اللقب، ليس لإنخفاض مردوده الفني فحسب، لكن عندما تشعر بإصابة قبل المباراة وتقرر لعب المباراة ليس دور بطولي كما تظن، بل تؤدي إلى ضياع مجهود الفريق ككل، إكرامي يعاني من مشكلة حقيقية في التحرك تحت القائمين والعارضة الفترة الأخيرة وفي الظروف العادية، فماذا وهو يعاني من ألام؟، أين دور الجهاز الفني في اتخاذ القرار أو تجهيز البديل؟

التعاقد مع مهاجم أجنبي بمقابل مادي أكبر من 25 مليون جنيه، في وقت حاسم من الموسم وشغله لمكان متبقي 3 أماكن فقط في قائمة الفريق الإفريقية، وتكتشف في النهاية أنه مهاجم يفتقد لأساسيات مركزه؟ أين دور الجهاز الفني في التعاقد مع لاعب دون خبرة بمبلغ مالي ضخم كان من الممكن استثمار ذلك المبلع بشكل أفضل، والتعاقد مع لاعب لا يوجد وقت كافي للصبر عليه بسبب المنافسة القارية.

لن أتحدث عن الاخطاء التي وقع فيها الجهاز الفني أثناء البطولة من بيع بعض اللاعبين، خصوصاً المدافع أحمد حجازي واستكمال البطولة بثلاثة مدافعين فقط في القائمة الإفريقية، ولن اتحدث عن أحقية مشاركة أكثر اللاعبين انضباطاً داخل الملعب وبأداء شبه ثابت ويعمل في صمت وهو محمد نجيب، وأنه لم يشارك إلا في حالات الطوارئ فقط.

لن أتحدث عن الأخطاء التي وقع فيها الجهاز الفني في قيد مروان محسن مهاجم الفريق المصاب من قبل انطلاقة البطولة وحتى الأن، وقيد ميدو جابر في منتصف الموسم وشغل مقعد من ضمن 4 مقاعد فقط متبقية ولم تستفيد من اللاعب في البطولة، بالإضافة لقيد 3 لاعبين في مركز الظهير الأيسر.

أعزائي هواة الأرقام وممن تتحدثون عن الواقعية، ما يحدث من إدارة فنية للأهلي لا يمس للواقعية بشيء، الأهلي يعاني من مشاكل فنية نعاني مراراً وتكراراً في التحدث عنها، الأرقام من الممكن أن تكون خادعة في بعض الأوقات، لماذا دائماً تتم المقارنة مع الأسوأ؟ عندما تنتقد الجهاز الفني الحالي، يكون الرد أنه أفضل ممن سبقوه، لماذا لا نتطلع إلى الأفضل؟

للتواصل مع الكاتب: فيس بوك - تويتر 

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا