تحليل المقاصة: بالفرص خسارة غير منطقية .. بالتكتيك خسارة مستحقة!



خسارة الأهلي من مصر المقاصة إذا شاهدت ملخص المباراة ستشعر بكل تأكيد أنها غير مستحقة، فالأهلي أضاع العديد من الفرص السهلة سواء بالشوط الأول - الذي لم نكن فيه بمستوانا المعهود - أو بالشوط الثاني الذي هيمنّا فيه وسيطرنا على وسط الملعب خاصة في نصفه الثاني.

في بداية المباراة وبسبب إصابة هاني سعيد نزل محمد مسعد ليلعب بالجانب الأيسر بفريق المقاصة، وهو ما دفع عماد سليمان المدير الفني الدفع بإيريك تراوري في وسط الملعب ليلعب بجوار صلاح ريكو، ليتواجد الثلاثي فوافي وحسين الشحات ومسعد تحت المهاجم الوحيد جون أنطوي.

ولكن لماذا إصابة هاني سعيد كانت لصالح المقاصة؟ الدفع بإيريك في وسط الملعب أضاف سرعة عانى منها الأهلي خاصة في عملية الضغط التي لم تكن متقنة بالشوط الأول، وبالتالي أتاح الفرصة للاعبي المقاصة لإيجاد مساحات كبيرة خاصة بالجانب الأيسر الذي ركز عليه عماد سليمان وبالتالي ظهر محمد هاني بشكل غير جيد.

فمسعد وحسين الشحات وإيريك تراوري كثيراً ما كانوا يظهرون بالجانب الأيسر مشكّلين خطورة على محمد هاني الذي لم يجد المساعدة سوى من أحمد فتحي، فعبد الله السعيد الذي لعب بالجانب الأيمن لم يتمكن من الاستمرار في الهجوم والدفاع طوال المباراة.

وبالتالي شاهدنا الهدف الأول أحرزه المقاصة من انطلاقة لتراوري بالجانب الأيسر لم يتمكن هاني من إيقافه ليلعب عرضية على حدود الـ18 استقبلها حسين الشحات في ظل غياب رقابة من الثنائي فتحي وعمرو السولية، ليظهر دور حسام عاشور البالغ في الأهمية والذي مازلنا نعاني من عدم وجود بديل له، وإن كان من المفترض أن يكون أكرم توفيق الغائب عن المشاركات هو البديل.

من جانب الأهلي استمر البدري في الاعتماد على 4-4-2، ليلعب وليد سليمان بالجانب الأيسر والسعيد بالجانب الأيمن، طريقة صنعت لنا الفرص بالشوط الأول ولكن سلبياتها الدفاعية كانت أكثر من الإيجابيات الهجومية.

خرجنا من الشوط الأول متأخرين بهدف لحسين الشحات، نتيجة كنا لن نعاني منها إذا كنا نمتلك مهاجم قناص قادر على تحويل الفرص لأهداف، فأزارو مازال مستمر في اهدار الفرص، مثل الكرة التي استقبلها من السعيد خلف دفاع المقاصة ليضعها في السماء بدلاً من المرمى.

بالشوط الثاني حاول البدري منع تفوق المقاصة من جبهة محمد هاني، ليقوم بحركة غريبة جداً أظهرت تفوق المقاصة أكثر تكتيكياً، ليس لقوة الفريق الفيومي ولكن لأن الدفع بهاني في مركز وسط الملعب المدافع وفتحي كظهير أيمن أضعف الأهلي بشكل كبير، مما أسفر عن استقبالنا للهدف الثاني.

ولأن هاني غير معتاد على اللعب بهذا المركز، بات من الطبيعي أن يخطئ في التمريرات والتمركز، وهو ما حدث عندما مرر هاني للسعيد كرة قوية لم يتمكن من استلامها، وبالتالي أتاح الفرصة أمام المقاصة للعب مرتد مستغلين السرعات التي يمتلكوها، لنعاني مرة أخرى لغياب لاعب وسط الملعب المدافع مثل حسام عاشور.

ليظل الهدف الثاني الترجمة الصحيحة للتفوق التكتيكي لمصر المقاصة على الأهلي ليس فقط لقوة الفريق الفيومي ولكن بسبب تغييرات البدري التكتيكية التي أضعفت من الفريق بدلاً من تصحيح الأخطاء.

على الفور وعقب الهدف الثاني قرر البدري سحب محمد هاني واقحام صالح جمعة على أن يعود السعيد ليلعب بجوار السولية، وعلى الرغم من أن التبديل من المفترض أن يصب لصالح الأهلي ولكن الدفع باللاعب صالح جمعة يحمل العديد من علامات الاستفهام.

بالتأكيد الجانب الفني لصالح عالي جداً، ولكن لاعب كرة القدم ليس مهارة فقط، فأي فريق بحاجة للاعب يمتلك مهارة وأيضاً قدرة عقلية وذهنية وانضباط ليفيد منظومة الفريق، وهو أمر لا يمتلكه صالح سواء من أفعاله خارج الملعب أو داخله، وهو ما يتم ترجمته بوضوح في الطرد الذي حصل عليه بعد إنذارين في 28 دقيقة.

فلك أن تتخل أن الإنذار الأول الذي حصل عليه صالح بسبب سوء سلوك لدفعه للاعب المقاصة، فعل لا يصح أن يصدر من لاعب يعلم أن الفريق بحاجة للالتزام والتركيز على الفوز بدلاً من الانسياق وراء أي استفزاز، وإن كنت أشك أن الاستفزاز كان يستحق كل هذا الانفعال.

وعلى الرغم من دخول صالح غير المؤهل للمشاركة في المباريات، الا أن الدفع أيضاً بباكاماني ومؤمن زكريا أحدث الفارق لصالح المارد الأحمر، وبالتالي تمكنّا منذ الدقيقة 66 أو بعد هدف المقاصة الثاني أن نحكم قبضتنا على المباراة.

فبعد هدف المقاصة الثاني صنعنا العديد من الفرص كانت لتؤهلنا لقلب النتيجة لصالحنا، الا أن هدف أنطوي جاء عكس ما تشتهي السفن، لنعاني من غياب التركيز مرة ثانية بالدفاع وبالتالي فقدنا الحظوظ القوية في العودة مرة أخرى للمباراة.

الاستفادة من المقاصة تتمحور في ضرورة الاعتماد على لاعبين أخرين، مثل إعطاء الفرصة لأكرم توفيق الذي يلعب بمركز لا نملك فيه سوى حسام عاشور، كذلك ضرورة الدفع بهشام محمد فور عودته من الإصابة لتعزيز مركز وسط الملعب الذي لا يوجد به الا السولية، وبالتالي يبقى فتحي بمركز الظهير الأيمن ليكون بديله الأول محمد هاني.

كذلك على الصعيد الهجومي علينا اعطاء الفرصة أكثر لأحمد الشيخ الذي كان متألق مع المقاصة الموسم الماضي، بالإضافة لعمرو بركات وإسلام محارب، لاعبين تعاقد معهم البدري ولكن لا يعطيهم أي فرصة، فلماذا إذن من البداية ضمهم؟

الخسارة من المقاصة لم تأتِ من فراغ، ولكن الاستمرار في الاعتقاد أننا لا الفريق كامل ولا يعاني من أخطاء أمر لابد أن يتغير، فالفوز بـ9 مباريات في الدوري لا يعني أننا ممتازين، وأيضاً الخسارة من المقاصة بثلاثية لا يعني انهيارنا، ولكن علينا الاستفادة من الخسارة والتعلم من دروس الموسم الماضي وأن نستعد بصورة أقوى للبطولات الافريقية مع استمرار هيمنتنا على الكرة المحلية.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا