أصبح من شبه المؤكد ظهور منتخب مصر في كأس العالم بنفس الطريقة الدفاعية التي اعتمد عليها هكتور كوبر منذ وصوله لمنصب المدير الفني للفراعنة، هذا الأمر كان مؤكد بنسبة 99% ولكنه أصبه في حكم الـ100% بعد الإعلان عن قائمة أخر معسكر قبل المونديال.

وعلى الرغم من أن الكثير يرغب في ظهور مصر في كأس العالم بشكل هجومي أفضل بحكم حبنا للكرة الجمالية والهجومية الا أن كوبر لا يرى ذلك، ربما المدير الفني الذي قادنا لنهائي كأس الأمم والوصول لكأس العالم على حق وربما لا، ولكن من تلك القائمة فإن الأرجنتيني سيعتمد على الطريقة الدفاعية، ولكن لماذا هذا اليقين؟

أزمة الذين يريدون مصر أن تلعب كرة هجومية تكمن في وسط الملعب، فالاعتماد على الثنائي محمد النني وطارق حامد أصل ظهور المنتخب بالشكل شبه المعدوم هجوميًا لنعتمد فقط على محمد صلاح الذي يمتلك كل المقومات ليحرز الأهداف حتى وإن لم يحصل على المساندة الكافية من باقي أعضاء الفريق.

أزمة وسط الملعب

الاعتماد على الثنائي طارق حامد والنني ربما لن ينتج عنه غياب الكرة الهجومية مثلما حدث منذ تولي كوبر، ولكن تعليمات الأرجنتيني بلعب تمريرات بسيطة وفي القدم وعدم التقدم في الكرات الهجومية هو السبب الرئيسي في ذلك، وربما يكون السبب الحقيقي وراء استبعاد لاعبين مثل حسام عاشور وعمرو السولية.

فعاشور الذي لم يشهد نفس النجاح الساحق الذي حققه مع الأهلي على الصعيد الدولي "عيبه" أنه متميز جدًا في طريقة الاستحواذ، فهو يجيد التحكم في رتم المباراة بالإضافة إلى صناعته لحائط صد للهجمات المرتدة للخصوم وهي طريقة لعب الأهلي، ولكن كوبر يلعب عكس ذلك تمامًا.

من الممكن تفهم سبب استبعاد عاشور، ولكن عمرو السولية؟ لاعب الأهلي يمتلك بالفعل كل المقومات التي قد يحتاجها كوبر، وليس معنى ذلك أن يشارك بصفة أساسية، ولكنه على الأقل سيضفي للقائمة مركز لا يجيده سواه، فمن من الثنائي حامد ومحمود عبد العزيز قادر على نقل الكرة من الخلف للأمام؟

ربما يستطيع النني القيام بدور السولية، ولكن الفكر المنطقي يحتم الاستفادة من نجوم المنتخب استفادة كاملة، وبالتالي علينا إدراك أن قوة النني في المشاركة كخط وسط ملعب مدافع وليس ارتكاز، وبالتالي إذا شارك بمركزه ستجد تمريرات أكثر دقة واستحواذ إيجابي أكثر على الكرة، ولكن مرة أخرى ربما لا يريد كوبر هذا من الأساس.

إذا كان استبعاد عاشور به شيء من المنطق - لا يقلل من اللاعب على الاطلاق – الا ان استبعاد السولية من الممكن أن يكون غير مبرر، فاللاعب الذي أهم ميزاته قدرته على الخروج بالكرة من الخلف للأمام قادر بنفس الوقت على اللعب بشكل دفاعي، فلماذا إذن استبعاده التام بهذا الشكل؟

منافسة الهجوم "الغائبة"

دعنا من وسط الملعب لننتقل بالحديث عن خط الهجوم، أحمد جمعة مهاجم المصري محاولة واضحة من كوبر لإيجاد حل في أزمة المهاجم الصريح، وذلك لعدم تمكن أحمد حسن كوكا من تقديم ما يريده كوبر منه، بالإضافة إلى ابتعاد مروان محسن عن مستواه بعض الشيء منذ عودته من الإصابة.

الأزمة في ذلك أن شكل المنتخب في الناحية الهجومية غير واضح، وبالتالي يصعب التكهن بفكر كوبر، فهل يريد الأرجنتيني مهاجم محطة يستند عليه اللاعبين في بناء الهجمة؟ أم يريد مهاجم سريع يساعد بشكل فعّال في الكرات المرتدة؟ أم يريد مهاجم وهمي لخلق مساحات لاستغلال سرعة صلاح؟ أم أنه سيلعب بصلاح نفسه مهاجم؟

على الرغم من عدم وضوح فكر كوبر الهجومي سوى أنه يعتمد على "باصي لصلاح"، الا أن المهاجم الذي يعد بالفعل ضامن تواجده بالقائمة من الثلاثي كوكا ومروان وأحمد جمعة هو مهاجم الأهلي مروان، لتبقى المنافسة بين الثنائي كوكا وأحمد جمعة، ولكن لماذا؟

كوكا دائمًا يغيب عنه التوفيق في مباريات المنتخب، لتغيب فعاليته في المباريات لأن المنتخب من الأصل يلعب بأسلوب لا يجيده، فكوكا خطورته بمنطقة الـ18 ونحن أبعد ما يكون للوصول لتلك المنطقة كثيرًا، وبالتالي قد يكون اختيار جمعة هو اختبار من كوبر ليرى ما إذا كان المهاجم المحلي قادر على تقديم شيء أفضل من كوكا.

ويعد مروان متأكد من تواجده بالقائمة لامتلاكه سلاح السرعة، بالإضافة إلى قدرته على اللعب خارج منطقة الـ18، ليختار الأرجنتيني مهاجمين في قائمته حتى وإن كان يفكر ألا يعتمد عليهما وتفضيل الاعتماد على مهاجم وهمي ربما يقوم بدوره محمود عبد المنعم كهربا.

دفاع محسوم وحراسة غير منطقية

عدا خطي الوسط والهجوم لن نشهد مفاجآت في القائمة النهائية لمنتخب مصر في كاس العالم الـ23، فكوبر سيعتمد على لاعبيه المحببين في خط الدفاع كونهم قدموا أداء مشرف جدًا طوال فترة توليه، ليكون الأقرب للاستبعاد من قائمة المونديال هم الثلاثي كريم حافظ – عمرو طارق – الونش.

أضف لثلاثي الدفاع حارس مرمى ربما يكون الأقرب عواد، ليس لأنه أقل الحراس ولكن لأن كوبر يرى في عصام الحضري شيء لا يراه الكثيرون، فحارس التعاون السعودي استقبل 36 هدف في 27 مباراة، ولكن على الرغم من ذلك سيظل الأقرب، لماذا؟ "ريّح نفسك" لا يوجد سبب منطقي.

وبالتالي تبقى على كوبر استبعاد لاعبين أخرين، لاعب من وسط الملعب وأخر من الهجوم، الأقرب من وجهة نظري للاستبعاد من الوسط هو سام مرسي، وذلك لعدم وجود جدوى من وجوده من الأساس في القائمة، وبالتالي ربما يكون لمحمود عبد العزيز دور إذا احتاجه كوبر.

تبقى اللاعب الأخير الذي سيستبعده كوبر، لتكون المنافسة بين الثنائي أحمد جمعة وأحمد حسن كوكا، اللاعب الذي سينال اعجاب الأرجنتيني سيدفع بالأخر خارج القائمة.

بالنهاية إذا كنت تأمل في اللعب بشكل هجومي أفضل حتى ولو 10% من الشكل الذي ظهرنا عليه بالمباريات الماضية، ربما يكون أمل ضعيف لاستمرار الاعتماد على نفس الشكل والطريقة، والذي أهلنا بالفعل لكأس العالم ونهائي كأس الأمم، ولكن ابعد عننا لقب "برازيل افريقيا" تمامًا.

طالع أيضًا:

مفاجآت في قائمة مصر لكأس العالم .. وكوبر يضم سداسي أهلاوي بينهم اكرامي والشناوي

على رأسهم الشحات والسولية .. ابرز المستبعدين من قائمة منتخب مصر في كأس العالم