صلاح جاني أم مجني عليه؟



من المحزن أن نستمر في مشاهدة ومتابعة الأزمات في الكرة المصرية بين الأطراف على الهواء مباشرةً، أزمات من المفترض أن يكون طريقها الوحيد هو طاولة تجمع بين الطرفين المتضررين لمحاولة منهما في إيجاد حل منطقي يرضيهما.

ما يحدث بشكل مستمر بين محمد صلاح واتحاد الكرة المصري يضر بسمعة الكرة المصرية، فطالما تحدثنا طوال الفترة الماضية عن علمنا وادراكنا للاحتراف في عالم الكرة، ولكن مع توالي الاختبارات للممارسة الفعلية للاحتراف دائمًا ما تظهر النتائج مخيبة للآمال.

في البداية، وبغض النظر إذا كنت مع أم ضد مطالبات محمد صلاح، لماذا التعنت من قبل اتحاد الكرة في التعامل مع وكيل اللاعب؟ ومثلما قال صلاح في رده بالفيديو فإنه من الطبيعي أن يتحدث رامي عباس بلسان اللاعب وليس من الطبيعي تدخل صلاح بنفسه في المسألة.

فإذا كان اتحاد الكرة لا يدرك أن عمل رامي عباس هو التحدث باسم موكله فإن هذه تعد أزمة كبيرة جدًا، لأن هذا هو ابسط قواعد الاحترافية، أن يدرك اتحاد الكرة أنه في حال أراد التعامل مع أي لاعب عليه مخاطبة وكيله وليس اللاعب مباشرةً.

أتفهم أن وضع محمد صلاح لم يمر به أي لاعب مصري من قبل، لاعب أصبح اسمه يتردد بجوار عمالقة اللعبة أمثال ميسي ورونالدو، ولكن على جميع المسئولين أن يكونوا على مقدار الحدث والتعامل من هذا المنطلق، وإذا لم يحدث هذا ستجدون وكيل صلاح يتحدث بهذه النبرة "الحادة" في المخاطبات التي تم تسربيها.

ننتقل لطلبات صلاح، وعلينا قبل تحليلها أن نتوقف أمام أمر هام، هل يريد صلاح تمثيل منتخب مصر أم لا؟ أظن أن الإجابة عن هذا السؤال سيكون رده بكل بساطة في لقطته الشهيرة بلقاء الكونغو بعد تلقينا لهدف، ومن هذا المنطلق يجب أن نتعامل مع طلباته التي بكل تأكيد "من وجهة نظره" ستدفع بالمنتخب للأمام ولنتائج إيجابية.

وبالتالي عندما تنظر لبعض طلباته ستجد أنها تصب في صالح راحة اللاعبين كلهم وليس صلاح فقط وفقًا لتفسيره في الفيديو، ولكن لماذا يهتم صلاح بموضوع "راحة" اللاعبين بهذا الشكل لدرجة أنه يطالب بحارسي أمن ليمنع ازعاجه والتقاط الصور معه بالساعات الأولى من الصباح؟

ستجد الإجابة في كل المقابلات التي أجراها صلاح والتي طالما أكد بها أنه يجهز نفسه ذهنيًا قبل كل مباراة، وهذا يعني أنه يفكر كثيرًا في كل الحالات والمواقف التي قد تواجه في المباريات، وهو أمر يتطلب التركيز الذي لن يأتي الا من معسكر هادئ بعيد تمامًا عن الضجيج والمشاهير.

في كلام صلاح كرر أكثر من مرة أنه على علم بهذه الحقوق لأنه وجد أثناء مسيرته الاحترافية حصوله على تلك الأمور بدون طلب منه، ففي الأندية الأوروبية يبحث الجميع عن الوصول للنتيجة المرجوة وهي النجاح، وبالتالي إذا فكرت أن صلاح يطلب ما طلبه لإنجاح المنتخب لن تختلف معه.

ولعّل الذي أشعر البعض بالضيق هي الطريقة التي ناقش بها صلاح بعض الأمور مثل نقطة "المدعو محمد صلاح"، وهذا هو العيب من تصدير الأمر للرأي العام، للأسف كان من الأحرى من جميع أطراف الأزمة أن يتركوا الاتكاء على الرأي العام كحل أخير، لأن غالبًا الرأي العام لن يتحد على اتجاه معين وبالتالي سيصاب الأطراف بنتائج سلبية.

بخلاف المطالبة براحة اللاعبين بالتأكيد ليس منطقي على الاطلاق مطالبة "لاعب" مهما كبر حجمه باستقالة اتحاد كرة إذا لم يلبوا طلباته، فعلى الجميع خاصة اللاعبين فهم أدوارهم وحجم الطلبات التي من الممكن المطالبة بها.

بالنهاية، طلبات صلاح لها ما لها وعليها ما عليها، ولكن اعتقد أن من الأفضل قبل الحكم على من المخطئ ومن المصيب التفكير في سؤال واحد فقط، هل طلبات صلاح "شخصية" أم أنها لصالح المنتخب؟

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا