هل تعرف معنى كلمة طعم العلقم؟ في اللغة العربية يقولون إن طعم العلقم أمرّ من قشر الليمون الحامض، وفي معجم "الأهلاوية" هو أن نخسر نهائيان افريقيان متتاليان لأول مرة في تاريخنا.
ما حدث قد حدث، ولكن لو تركناه يمر كما مرت خسارة نهائي الوداد 2017 فلن نكون النادي الأهلي، هل تعلمنا من الوداد؟ لا لم نتعلم وإلا لما كررنا نفس الأخطاء في 2018، ولذلك نحاول في هذه الحلقات رسم خريطة طريق الإصلاح الذي نراه حتميًا لتصحيح المسار.
كيف تدار الكرة في النادي الأهلي؟
يمتلك النادي الأهلي لجنة كرة يقودها رئيس النادي محمود الخطيب وتضم عضويتها زيزو وعلاء عبد الصادق، ويمتلك كذلك لجنة فنية تضم علاء ميهوب وحمدي أبو راضي وناجي خليل وهشام حنفي ومحلل أداء هو وسام صفوت، فيما تضم إدارة الكرة بالنادي حسام غالي ومحمد فضل ورضا شحاتة.
ما هي أدوار تلك اللجان على المستوى الجماعي أو على المستوى الفردي؟ اللجنة الفنية عندما تشكلت تم الإعلان أن دورها هو ترشيح العناصر للانضمام للفريق الأول، ومع الوقت تقلصت أدوارها حتى اكتفت بترشيح لاعبي الدرجة الثانية والناشئين للانضمام للأهلي، ووصلت الى طلب ميهوب الاعتذار عن المنصب لعدم وضوح دور اللجنة، هذه هي اللجنة الفنية.
لجنة الكرة أيضًا غير واضحة المعالم، هل هي اللجنة التي تدير ملف الكرة أم أنها لجنة استشارية يتوقف دورها عند تقديم الاقتراحات في ظل ضمها لعضوين لا ليسا من أعضاء مجلس الإدارة، أضف الى ذلك عدم وجود مردود فني على مستوى التعاقدات بالنادي خلال فترتي الانتقالات الشتوية والصيفية في عام 2018، فما هو دور اللجنة؟
أما باقي أفراد إدارة الكرة بالنادي فهم الثلاثي غالي وفضل وشحاتة، ثلاثي قد يمتلكون الاستعداد لأن يشكلوا كوادر مستقبلية للأهلي لما يمتلكوه من شخصية تتناسب مع معايير أصحاب المناصب الكبرى في الأهلي، ولكن من يقودهم اليوم؟ من يوجههم حتى يصلوا لمرحلة الثقل التي تصنع منهم مستقبل الأهلي الإداري؟
لو أن الإجابة هي الخطيب فقط فهذا ضغط واستنزاف لطاقات رئيس النادي المثقل بالمهام والمسئوليات بحكم منصبه وظروفه الصحية، وقبل هذا وذاك لا يجب التعامل في النادي الأهلي بهذه المركزية، يجب أن تتوزع المهام القيادية بين أصحاب الخبرات، هذا أولا، أما ثانيًا فيجب أن تصبح مهام كل تلك اللجان الإدارية في الأهلي أكثر وضوحًا منعًا للخلط، هذا إن كنا نريد أن ننظم الأعمال الإدارية في الأهلي.
كيف تفرض شخصية الأهلي بدون قائد يمتلكها؟
عندما تمر الشهور الستة الأولى على أي لاعب جديد داخل النادي الأهلي يسأله الاعلام: ما هو المختلف داخل النادي الأهلي؟ يقول النظام الذي وجدته داخل النادي الأهلي مختلف عن أي فريق آخر، أيًا كان الفريق القادم منه اللاعب فالنادي الأهلي امتلك نظامًا ميزه عن كل الأندية المصرية.
الأمر مرتبط بالانضباط والالتزام ووجود معايير يتم تطبيقها على الكبير قبل الصغير، هذه الأمور اختلفت الآن، هل تعلم أن الأهلي عاقب ناصر ماهر بسبب مشاركته في مباراة للكرة الخماسية مع أصدقائه ثم كافأه بعدها بساعات بتوقيع عقد طويل ممتد لخمس سنوات؟ هل تعلم أن أغلب لاعبي النادي الأهلي يتدربون بشكل منفرد في صالات ألعاب (جمنازيوم) خارج النادي بدون إذن النادي، هل تعلم أن أحدًا لا يعاقب على هذه التصرفات؟
صالح جمعة أحد أمهر وأفضل لاعبي الجيل الحالي لاعب غير منضبط أخلاقيًا، السر الذي تعرفه كل جماهير الأهلي هي أنه دائم السهر ولا يهتم بنفسه على مستوى التغذية بخلاف الجانب الأخلاقي، هل تصدق أن الأهلي يفكر في استعادة لاعب بهذه المواصفات دون وجود أن حسابات أو ترتيبات لكيفية وجود الشخصية الإدارية التي ستعمل على تقويم لاعب بهذه الأخلاقيات، هل فعلًا سنعتمد على تعهد اللاعب بالالتزام؟
سابقًا امتلك الأهلي ثابت البطل وطارق سليم في منصب مدير الكرة ففرضا شخصية الأهلي على الفريق، ومع رحيلهما تولى حسام البدري هذه المسئولية بينما كان الاعتماد الأساسي على الشخصية الصارمة لمانويل جوزيه للسيطرة على الفريق، ولكن منذ رحيل جوزيه لم يمتلك النادي الأهلي مدير الكرة القادر على فرض ضوابط وشخصية الأهلي داخل الفريق.
هذا الجيل بحاجة الى مدير كرة ذو شخصية صارمة لا تعرف الموائمات والتوازنات، رجل لا دخل له بالجانب الفني يتكفل فقط بالجوانب الإدارية، دوره ليس الحديث للإعلام وتقييم الفريق والحديث عن المظالم والحكام، مدير الكرة هو الرجل الذي يحافظ على توازن الفريق، وهذا الرجل لا نمتلكه في الأهلي منذ رحل مانويل جوزيه قبل ست سنوات!