الراعي والدقون...وهاجم يا شحاتة



الراعي والدقون

 

قبل أي بطولة تبدأ الحملات الإعلامية لحجز أسماء لقب لكل شركة في البطولة فمنهم من يصبح راعي المنتخب والثاني راعي المشجع والثالث راعي الرجالة والرابع راعي الكرة المصري وتكثر الرعاة ويكثر الضحك على الذقون.

 

ويدفع الرعاة ملايين الجنيهات من أجل ثواني معدودة قبل أي مباراة أو خلال الإستراحة لضمان ألا ينسى أي من المشجعين لقبهم الهام. بالطبع هو حق مكفول للشركات المعلنة، لكن ما هي الخطوات العملية التي اتخذتها أي شركة منهم في حق المنتخب أو مشجعينه ليكونوا رعاتهم؟

 

فلم نرى أي من "مولد" الرعاة يهتمون بإرسال ألف مشجع مثلاً خلف المنتخب تثبيتاً للقب الشركة في رعاية البطولة، بدلاً أن نرى مختلف أنواع المشجعين وهم يستخدموا المنتج سواء مأكل أو مشرب في الإعلان وهم يشاهدون مباريات المنتخب على "القهوة" أو في البيت..فكيف تكون راعي لهذا المشجع ولا تساعده أن يمثل بلده في دعم فريقه ؟

 

طبعاً الهدف هو "السبوبة" وراء لقب "الراعي" بالرغم أن أي منهم لم يقدم شيئاً. ومثال بسيط..لو فكرت أي من هذه الشركات في توفير مساحة اعلانية واحدة من ثلاثين ثانية أثناء أي مباراة "بنين مثلاً" لإستطاعت ارسال ما لا يقل عن ألفي مشجع لمصر أمام الكاميرون بدلاً من أن نرى الشعب الأنجولي ملتقط لقطعة كرتون عليها "رابطة مشجعي منتخب مصر"..على الأقل هذه الورقة هي من القلب ويستحق عليها المشجع الأفريقي الفقير لقب "راعي مشجعي المنتخب المصري" بدل من الراعي والضحك على الدقون

 


 

هاجم يا شحاتة

 

مقارنة بالبطولات الثلاثة الماضية أرى من وجهة نظري الشخصية ان هذه البطولة هي الأضعف والأسوأ في المستوى بين جميع المنتخبات. فعند محاولة وضع أسماء 11 لاعب ليمثلوا أفريقيا على خلفية مشاركتهم في أمم انجولا 2010 لم أجد سوى أسماء قدمت اداء جيداً وليس مميزاً. فلم يلفت أحد من اللاعبين ولا المنتخبات النظر اليه وأبسط دليل هو عدم قدرة أي من الإعلام الرياضي الأوروبي وضع منتخب على أنه الأفضل أو يملك أفضل عناصر.

 

وغابت نجوم أفريقيا فتاه دروجبا وضاع إيتو وأصيب إيسيان وهو "يجري" في التمرين ومانوتشو أخرج فريقه ومنساري ترك المنتخب و"خلع". وسيدو كيتا وكانوتيه اكتفوا باللعب لدقائق معدودة قبل أن يتذكروا امكانية اصابتهم على ملاعب "مزارع" أنجولا ففضلوا اسلوب "تاتا تاتا" أما نسور نيجيريا فقد حلقت بعيداً ...بعيداً..حتى أصبح من الصعب رؤيتها أو تحديد ملامحها.

 

حتى منتخبنا فهو جاء للبطولة كحامل للقب لكنه محمّل بالإصابات وبالمشاكل وبالأحزان المختلطة بإحباطات الجماهير بعد المونديال. فإختفى أفضل لاعب في غانا حسني عبد ربه ولم يعد حتى اليوم، وتريكة يجاهد لإستعادة مستواه بعيد عن أنجولا وزيدان ومتعب يحاولان اثبات نفسهم للجمهور عبر اللعب الفردي.

 

لعبنا حتى الآن كل مباراة على قدرها وتركنا في الشوط الأول لنيجيريا الزمام لهم لتدوير الكرة وفرض اسلوب اللعب والأمر ذاته أمام موزمبيق ولم نظهر سوى أمام بنين لأننا هاجمنا لنعود ونلعب على أخطاء الخصم وليس فرض أسلوبنا أمام الكاميرون.

 

ولا أستطيع لوم حسن شحاتة فهو يفتقد أهم لاعبيه محمد شوقي وحسني عبد ربه (النسخة القديمة) بالإضافة الى ابداع تريكة على أرضية الملعب فإختفى الإبداع وربح الروتين. لكن ما أتمناه ألا يخوض حسن شحاتة مباراة الجزائر بالفكر ذاته، فهو ما حدث في أم درمان و أثبت فشله.

 

نريد أن نهاجم فنحن لا نملك أي شيء نخسره...أتمنى أن تغامر بحساب يا كابتن حسن. وألا تخشى من الدفاع المصري بأن يلعب بدون ظهير حر فوجود هاني سعيد في الدفاع أضاف اليه أمام الكاميرون. لكن نقص لاعبي خط الوسط أعطى الميدان للكاميرون لفرض أسلوبها وهو ما قد يحدث اذا تركت خط الوسط الى نذير بلحاج وكريم زياني وحسن يبدا ومراد مغني وكريم مطمور.

 

منتخب الجزائر يحتاج وقت قبل الدخول في أي مباراة وهو دائماً ما يبدأ مبارياته بالحرص والخوف ويتلقى أهدافاً وهو ما تأكد عبر مباراة مصر الأولى ومباراة ساحل العاج ومالاوي. وبعد أن يسجل الفريق الخصم ويهدأ حماسه يبدأ الجزائريون في فرض أسلوب لعبهم على أرض الميدان بالضغط على دفاع الخصم ومنعهم من تناقل الكرة لخط الوسط وهو ما فعلوه أمامنا في أم درمان وأمام ساحل العاج وهو نفس أسلوب الكاميرون أمامنا.

 

وبأمانة خط وسط ميدان مصر خالي من اللاعب اللي "يخوف" أي منافس وهو الدور الذي لعبه محمد شوقي خلال الأعوام السابقة. وبالطبع كان سبباً في نيله البطاقات بمختلف ألوانها لأن ادائه قوي وعنيف وهو ما نحتاجه. ولا أعلم من هو اللاعب القادر على هذا الدور فأحمد فتحي يؤدي بطولة رائعة لكنه يقوم بدور غيره.

 

أتمنى أن يهاجم المنتخب بثلاثة مهاجمين فيوقف نذير بلحاج وعنتر يحيى من أي تقدم للأمام ويجعل دفاعنا في حال الحاجة لتشتيت الكرة كما فعل فتح الله ووائل وهاني أمام الكاميرون أن يكون التشتيت بفاعلية بوجود زيادة هجومية قادرة على خطف الكرات القادمة من الخلف. وبالطبع يجب منع حدوث أي مخالفات على الأجناب في منطقتنا فهو أسلوب يتبعه الجزائريون حيث يقوم مطمور أو بلحاج أو زياني بالإنطلاق بالكرة ومن ثم المراوغة إما لأخذ مخالفة وهم يستغلونها بشكل ممتاز، أو للمرور وخلق مساحة وفي الحالتين هم "كسبانين" ويكون الحل بوضع لاعبين اثنين وسط للضغط على حامل الكرة مع مساعدة الظهير لهذه الجهة.

 

نحن علينا أن ندخل المباراة وهدفنا أن نلعب كرة ونمتع وليس أن نفوز فقط...علينا أن نثبت أننا أبطال أفريقيا وخروجنا من المونديال لم يكن انقاصاً من حقنا بقدر ما هو نصيب وتوفيق لم يكن في صالحنا. والدليل أن مجموعة مصر في كأس العالم كانت الأقرب للوصول الى المربع الذهبي بوصول مصر والجزائر وزامبيا التي خرجت بضربات الترجيح لتثبت أن هذه المجموعة كانت قادرة على إيصال ثلاثة منتخبات الى كأس العالم لو كانوا موزعين في مجموعات أخرى كنيجيريا والكاميرون وغانا.

 

ومن وجهة نظري المتواضعة كروياً أرى أننا قادرون على اللعب بأسلوب 4-3-3 وستكون الطريقة الأمثل أمام الجزائر بتشكيل مكون من

 

                                                الحضري

المحمدي              وائل جمعة                       فتح الله                سيد معوض

 

            أحمد فتحي                                               حسام غالي

 

                                    أحمد حسن

زيدان                                                                 ناجي جدو (أو شيكابالا)

                                    متعب

 

فبهذه التشكيلة نحن قادرون على ايجاد مثلثات في كافة أنحاء الملعب للضغط على الخصم أو ايجاد حلول في التمرير وهي نقطة الضعف التي تلعب كل الفرق منذ مباراة أم درمان على دفاعنا بإستعمالها. أتمنى أن يتحرر شحاتة من حرصه بوضع ظهير حر لا يضيف شيئاً على المستوى الهجومي خاصة مع وجود رأس حربة واحد في الجزائر وهو سيف غزال مع ابتعاد كريم صايفي عن مستواه. ويمكن في حال رغبة شحاتة تأمين منتخبنا في الدقائق الأولى أن يلعب حسني عبد ربه بديلاً لغالي في التشكيلة التي ذكرتها على أن يكون ظهير حر حتى يبدأ شحاتة في تغيير أسلوب اللعب ووضعه في وسط الميدان عند الهجوم.

 

وأنا مقتنع "بترك العيش لخبازه" وشحاتة أدرى بفريقه ولاعبيه من أي محلل رياضي..فإفعل ما شئت يا كابتن حسن لكن رجاء هاجم...وهاجم بضراوة وقوة مستغلاً اعداد نفسي قوي للاعبين على الهجوم حتى لو تلقينا هدفاً ...استغل الهجوم كأن هذه المباراة هي الأخيرة لنا...وحتى لو أحرزنا هدفاً يجب اكمال الهجوم لتأمينه ومن بعدها سينهار منتخب الجزائر لأنه مع تلقيه هدفين سيفتح خطوطه وقد يتقبل أهدافاً أخرى...وربنا معانا لاعبين وجهاز فني وجمهور يحلم كل ثانية بالفوز والوصول الى النهائي.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي الموقع

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا