جوزيه والعصا السحرية!



لم تخطئ جماهير النادي الأهلي حينما طالبت برحيل المدير الفني السابق للفريق حسام البدري عقب تراجع نتائج الفريق وأدائه بشكل مخيف هدد مسيرة حامل اللقب في الحفاظ على بطولته المفضلة بطولة الدوري العام.

فجماهير الأهلي لم تعتد على الفوز بصعوبة في معظم اللقاءات والتعادل في بعضها وتلقي الخسارة في البعض الآخر مما دفع السواد الأعظم من الجمهور الأهلاوي للمطالبة بالإطاحة بالبدري عن منصبه كمدير فني للفريق وهو ما استجاب له البدري عقب الخسارة الثقيلة أمام الاسماعيلي بثلاثة أهداف لهدف.

ودخلت إدارة الأهلي بعدها في بحث طويل للاستقرار على اسم مدير فني جديد يقود الفريق الأحمر في ظل ظروف صعبة للغاية في أعقاب الخروج الأفريقي وتراجع مركز الأهلي في جدول الدوري العام لكنها استقرت على الكابتن عبد العزيز عبد الشافي لقيادة الفريق مؤقتاً.

وتمكن زيزو من لم الشمل ووضع الفريق على المسار الصحيح حتى اتخذت الإدارة الحمراء قرارها بعودة الساحر البرتغالي مانويل جوزيه لقيادة الفريق فنياً من جديد، ذلك المدرب الذي سطر مع الأهلي تاريخاً ذهبياً مرصعاً بأبرز الإنجازات والبطولات المحلية والقارية.

وما بين رغبة البعض من جماهير الأهلي في استقدام مدير فني شاب وبين رغبة البعض الآخر في عودة جوزيه لما يملكه من خبرات عريضة وكبيرة في الكرة المصرية بصفة عامة والكرة الأهلاوية بصفة خاصة عاد العجوز البرتغالي المحنك لتولي قيادة الفريق من جديد.

وكم كنت مرحباً بعودة جوزيه مرة أخرى للفريق نظراً لدرايته الشاملة بكل كبيرة وصغيرة عن فريق الأهلي خاصة وأنه درب معظم لاعبي الفريق الحاليين فضلاً عن تصعيده بعضاً من اللاعبين الشباب قبيل رحيله في عام 2009.

وتوقعت جماهير الأهلي أن يعود أداء فريقها لما كان عليه في عام 2005 ليحقق الفريق الانتصارات بمنتهى السهولة واليسر وبنتائج كبيرة وعلى الرغم من تحسن أداء الفريق  وتقليص الفارق مع الزمالك المتصدر إلى 3 نقاط فقط إلا أن الجماهير ليست راضية بالشكل الكافي.

ولكنني أختلف مع غير الراضين عن أداء الفريق بشكل عام وأداء جوزيه بشكل خاص، فإذا ما نظرنا لظروف عودة جوزيه فسنجد أنه عاد ليجد فريقاً مختلفاً تماماً عن الفريق الذي قاده للفوز بـ 19 بطولة مختلفة محلية وقارية.

حيث ارتفع معدل الأعمار في الفريق بالإضافة إلى ابتعاد البعض عن مستواه فضلاً عن رحيل نجوم بارزة عن الفريق أمثال الأنجوليين أمادو فلافيو وجيلبرتو دون أن نغفل الحالة النفسية السيئة التي مر بها غالب اللاعبين لتردي نتائج الفريق.

وظن الكثير من جماهير الأهلي أن جوزيه يملك عصا سحرية يحركها يميناً ويساراً فتنهمر الأهداف في شباك المنافسين كالأمطار، والحقيقة أنه لا يوجد مدرب على وجه الكرة الأرضية يملك مثل هذه العصا وإلا .. مكنش حد غلب!

فمن المستحيل أن يتحول أداء الفريق بين ليلة وضحاها خاصة في ظل توقف منافسات الدوري في مصر قرابة الشهرين لأحداث ثورة 25 يناير إلى أداء قوي مصحوباً بالأهداف الغزيرة والقوة والإجادة والتألق بهذه السهولة.

فإذا تتبعنا خطوط الفريق الخط تلو الآخر بداية من مركز حراسة المرمى فسنرى إن إصابة شريف إكرامي الطويلة بالإضافة إلى اهتزاز مستوى محمود أبو السعود وقلة خبرة أحمد عادل عبد المنعم كلفت مرمى الفريق عدداً من الأهداف أثرت على مسيرته خلال المنافسة.

أما خط الدفاع فحدث ولا حرج عن التخبط الكبير الذى عانى منه هذا الخط عقب إلغاء مركز الليبرو أثناء فترة قيادة البدري مما جعل دفاع الأهلي مستباحاً لجميع الفرق المصرية، وتمكن زيزو من إيجاد حل ولو بصفة مؤقتة بإشراك حسام غالي في مركز الليبرو وهو ليس مركزه في الأساس!

وبالطبع فخطي الوسط والهجوم عانا الأمرين خلال الفترة الماضية من الإصابات المتكررة التي ضربت لاعبي الفريق كإصابات أسامة حسني ومحمد فضل وعماد متعب وابتعاد جدو عن مستواه وإشراك عدداً من اللاعبين الشباب للمرة الأولى أمثال مانجا وأيمن أشرف والموهبة أمير سعيود.

وبطبيعة الحال فإن كل هذه العقبات والعراقيل تزيد من صعوبة مهمة جوزيه لقيادة الفريق نحو منصة التتويج بدرع الدوري غير أني أراه نجح في لم شمل الفريق مرة أخرى وتقليص الفارق مع المتصدر الأبيض فضلاً عن إعادته الأمل لجماهير الأهلي في الحفاظ على لقبها المفضل.

وأكثر ما يشعرني بالضيق حقيقةً هو قلة صبر جماهير الأهلي على فريقها ومديرها الفني أو بمعنى أدق الضغط الذي تضعه الجماهير عليهم مما دفع البعض منهم لعقد مقارنات ليست في محلها مع حسام حسن المديرالفني للزمالك.

فهل يعقل أن تتم المقارنة بين جوزيه وحسام حسن؟ هل يمكن أن نقارن صاحب أكبر إنجازات ومحطم كل الأرقام القياسية مع الأهلي مع حسام الذي لم يكمل عامه الثاني في تدريب الزمالك صاحب المبدأ التدريبي شدي حيلك يا بلد!؟

وأطلب من جماهير الأهلي ألا تضع فريقها تحت ضغط، فالضغط الأكبر حالياً يقع على عاتق الفريق الأبيض المطالب بالحفاظ على تصدره وفارق النقاط بينه وبين الأهلي، وأرى الوقوف بجوار الفريق واللاعبين والتواجد في المدرجات بكثافة هو أفضل وسيلة لمساندة الفريق وليكن الحساب في آخر الموسم.

ولا زلت أثق في قدرة الأهلي وجوزيه على اقتناص الصدراة والفوز ببطولة الدوري هذا العام فالفارق هو 3 نقاط فقط .. يعني متش واحد! وأداء المتصدر ليس بالأداء القوي الذي يمكنه من الحفاظ على قمته الوهمية خاصة في ظل الانتصارات المحققة بالغصب والعافية!

وحذاري أن يتسرب إلى نفوس اللاعبين والجهاز الفني إحساس الجماهير بعدم الثقة فيهم أو الشك في قدرتهم على الحفاظ على درع الدوري فحينها سنكون قد أضعنا الدوري من بين أيدينا بأنفسنا خاصة وأن المهمة ليست مستحيلة.

يا جمهور الأهلي لا تعطوا الفرصة للإعلام "المعروف" و"المتغندر" و"المودرن" بالنيل من ناديكم وجهازه الفني، قفوا خلف فريقكم كما اعتدنا منكم دائماً ولا تعطوهم القدرة على خلق شرخ في العلاقة بينكم وبين ناديكم .. اكبسوهم واكسفوهم!

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا