الاسم : محمد محمد محمد ابوتريكة ... السن : 7 سنوات من التألق وابهار الجميع ... المهنة : صانع السعادة لاكبر جمهور لناد في الشرق الاوسط وصانع السعادة لاكبر دولة عربية .. النوع : انسان يسعي لارضاء ربه ولا يهمه كل ما يطلق من حوله حول ارتداء ملابس الشيخ او القديس او ايا من الالقاب الدينية

عفوا كانت هذه مقدمة ضرورية وعلى خلاف ايماني من ان المقالات يجب ان توظف لخدمة المجتمع من خلال مزج الناحية الرياضية بباقي المجالات لتطوير فكر الانسان للارتقاء بنفسه ومن ثم الارتقاء بالمجتمع .. ومع وجودي في الموقع كمحلل للمباريات وايماني بضرورة وضع القارىء في الصورة بشكل صحيح وعدم خداعه في تقييم الاداء الفني للاعبين من وجهة نظري . وجدت نفسي اكتب عن الانسان الذي ظلمه الكثيرين واكثر من ظلم محمد ابوتريكه كان ابوتريكة نفسه

ابوتريكة ظلم نفسه لانه احب عمله باخلاص قلما يتواجد في هذا الزمان حمل على عاتقه احلام ملايين وحاول ان يفعل المستحيل في وقت قليل ..فسبع سنوات من العمل الجاد ومواصلة المباريات بالتدريبات في الاهلي والمنتخب وطاف بكل البطولات وحقق انجاز كونه الهداف في بطولة كاس العالم للاندية في نسختها الثانية بشكلها الجديد وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الكثيرون في العالم تتويجه بافضل لاعب في البطولة او على الاقل وجوده ضمن افضل ثلاثة كان لمافيا الفيفا رأي اخر وهو امر يتعلق بالناحية التسويقية لا بالناحية الفنية

لن اعدد انجازات تريكة والتي يعرفها القاصي والداني ولن اتكلم عن اخلاقه التي جعلته قدوة لكثير من الشباب وعلى حب زملاؤوه له مهما بلغت نجوميتهم بل واعلان الكثيرين منهم انه كان يتمني ان يصل لاخلاقه وادبه الجم في التعامل مع الجميع ولكن وددت هنا في هذا المقال ان اوضح لماذا غاب التوفيق عن تريكة في الفترة الاخيرة ولن اقول لماذا انخفض مستوي تريكة على الرغم من ان الكثيرين من لاعبي العالم يمرون بحالة اهتزاز في المستوي ولكن ..

هناك حكمة قديمة تقول اعطني قمحا اعطيك طحينا ..وبالعامية هناك مثل يقول " اطبخي يا جارية ... ادفع يا سيدي " وعذرا لاستخدام هذا التشبية وانما بالسطر السابق نستطيع ان نضع ايدينا على من الذي تسبب في عدم توفيق ابوتريكة ؟

على غرار الامتحانات والتي تجري هذه الايام سنضع القارىء في الامتحان باختر الاجابة الصحيحة

افضل مركز يؤدي فيه نجم القلوب : 1- راس حربة    2- صانع لعب وامامه راس حربة وجناح    3- صانع لعب وامامه راسي حربة ... اعتقد ان الاجابه الاكثر دقه هي الاختيار الثالث واذا كان نجمنا قد ادي في بعض الاوقات كلا الدورين فان ما يصلح امس لا يصلح اليوم بسبب شىء لا يستطيع اي انسان تحديه الا وهو الارهاق فالارهاق لا يشترط ان يكون بدنيا بل من الممكن ان يكون نفسيا وذهنيا وهو ما يمر به نجمنا اما المهارة فلا تندثر ابدا

خلاصة القول ان تغيير مركزك الاصلي يقلل من انتاجك ومع وجود ضغوط وعدم توفيق تقل الانتاجية اكثر واكثر ولكي تحكم على لاعب لابد لك ان تضعه في مركزه الاصلي الذي يعرف خباياه جيدا ويعرف اين ومتي وكيف يستطيع ترويض الكرة فيه

دائما ما كنا نشيد برشاقة تريكة وقدرته الهائلة على الوقوف والتمرير والمراوغة بشكل رهيب وهذا كان يرجع الي تواجده بصفة دائمة في خط الوسط فتتاح له الفرصة لاستلام الكرة ووجهه للمرمي ومع وجود راسي حربة او على الاقل راس حربة حقيقي موهوب مثل متعب  وجناح يتوغل في الامام مثل بركات تكون الفرصة لتريكة عالية لاستلام الكرة  وترويضها ومن ثم ارسالها بدقة

اي ان تغيير مركز تريكة افقده بعض الحساسية وهو شىء طبيعي فدور صانع اللعب ليس كدور راس الحربة الذي يحتاج اكثر لاستلام الكرة وظهره للمرمي والتحجيز وتبادل الكرات واستلام الكرات في المناطق الخاليه وكلها اشياء موجوده لدي تريكة ولكن ليس بالصورة الممتازة بينما مهارات صانع الالعاب الذي ياتي دائما من الخلف وله حرية الحركة هي الموهبة الاصيلة لتاجر السعادة

دليل احصائي عالمي .. دخل تريكة منذ عدة اعوام في قائمة افضل صانعي الالعاب في العالم وكان ضمن العشرين الاوائل ومعني هذا ان الجميع صنفه كصانع لعب وليس كرأس حربة متأخر وانظروا معي لاي صانع لعب في العالم يغير المدير الفني من مركزه بالتاكيد سيقل مستواه فلم اري مثلا زيدان اومايكل بالاك و اوكوشا وزبير بيه او مارادونا  كراس حربة  ( استثنيت ميسي مع برشلونة لانه حالة فريدة وبرشلونة فريق فريد واستثناء لا يطبق على القاعدة )

ثانيا استعجال تريكة دائما للعودة الي الملعب كان احد اسباب حالة عدم التوفيق التي تلازمه ولعل القليلين جدا يتذكرون صراخ البروفيسور الالماني شيفرهوف في تريكة وتحذيره بانه سيعتزل مبكرا بسبب اصراره على العودة المبكرة وعدم اعطاء الاصابات حقها ... هل تذكرون مباراة الارجنتين معنا  في 2008 بعد تتويجنا ببطولة غانا واصرار تريكة على المشاركة فيها وهل تتذكرون اعداد المنتخب قبل بطولة انجولا والتي حاول فيها تريكة المشاركة باصرار لولا انه لبي نداء الجسد والذي لم يستطع ترويضه مثلما يروض المنافسين بمهارة .. واذا تحدثنا عن الظروف التي مر بها تريكة والمناسبات والتي جاء فيها على نفسه كثيرا لن تكفيه هذه السطور

طرحنا الاسئلة والمسببات ولكن اين الحل ؟

الحل اولا يأتي من تريكة بأن يعطي اصابته الاخيرة حقها وان يجهز في تأن وهدوء بعيدا عن الصخب والا يلتفت الا اي شىء وهو يعلم اكثر مني بأن كل شىء مقدر من عند المولي وعلينا فقط ان نجتهد .. لا نريد ان نضع عليك ضغطا لا يهم ان نخسر بطولة الدوري او اي بطوله اخري فكم من مرة اسعدتنا وادخلت السرور الي قلبنا نحتاجك يا تريكة في دوري الابطال امامك 45 يوم للتجهيز بمنتهي الهدوء والتأني

والي الاب الروحي لتريكة ( مانويل جوزيه ) نعلم كثيرا حبك وتقديرك لتريكة وايمانك الكبير بموهبته لذا فنحن نطلب منك ان تعيده الي مركزه الاصلي الذي سحر به الملايين اوان تعطيه الثقة باشراكه في الاوقات التي تعيد له الثقة لا ان يرجع في ظروف غير مواتيه للفريق فنفقد نجما من الممكن ان يعطي لنا سنوات اخري اشركه وامامه رأسي حربة وستري الفارق وسترون معي جميعا ان تريكة سيعود

تريكة سيعود لو اشترك وامامه راسي حربة .. وهذا ليس تعصب ولا حب اعمي لنجم موهوب ولكن هذا راي فني بحت والتجربة فقط ستثبت هذا التحليل ومهما حدث لن ننسي ابدا ان محمد محمد محمد ابوتريكة هو نجم القلوب