يبدو اننا نعيش في اخر الزمان بحق .. فعندما تجد القاتل يغضب ويثور ويهدد ويتوعد .. لابد ان تقف لدقائق مبهوتاً لاتعرف عن ماذا يمكن ان تكتب وعن ماذا يمكن ان نتحدث وقد وصل البعض الى مرحلة من الفجور لايمكن للكلمات ان تصفها او تتحدث عنها.
جماهير المصري التي قتلت مع سبق الاصرار والترصد خرجت لتعلن رفض عقوبات هزليه وكوميديه من اتحاد مرتعش لا يستطيع ان يتخد قرار حاسم او حازم ... واتحدى ان يجد اي دارس للتاريخ عقوبة حازمه صدرت من الاتحاد المصري لكرة القدم.
ونواب بورسعيد قاموا منذ بداية الازمه بتسيس القضيه وتحويلها الى ازمة شعبيه في المدينة بأكملها لزرع الشعور داخل كل بورسعيدي ان اي عقوبه ستطبق على المصري هي عقوبة على مدينة بورسعيد بأكملها لنستمع الى مصطلحات في غاية القباحة من نوعية الاستقلال .. نفوذ القاهرة ... دولة الاهلي .. وماشابه ذلك من كلمات تجرح الكرامه الوطنيه وتضربها في مقتل ولكنها استخدمت بكثافة في الفترة الماضية من اجل تحويل القضية الى معركة مدينة ضد مدينه. واليوم نجد السيده المحترمه نائبة مجلس الشورى ووالدة اللاعب محمد زيدان تنتفض لتؤكد ان شباب بورسعيد يقتلون من اجل النادي الاهلي .. من اجل قتيل واحد سقط!!
واعلام فاسد استمر لما يقرب من الـ50 يوم يتحدث عن القضيه بشكل بعيد كل البعد عن الحقيقه .. فتارة يبحث عن عذر للقتله .. وتارة يتحدث عن استفزاز من جانب الضحيه .. وصحفيون يخرجون بكل تبجح من اجل رفض اي عقوبة على المصري .. وقلب حقائق من اجل ان تكون العقوبه على استاد بورسعيد فقط دون اي عقوبه على فريق الكره في المصري .. وتستمر المهازل من اعلاميي الفساد.
وعلى رأس هؤلاء اتحاد كره مرتعش خائف ظل يؤجل في العقوبات اليوم خلف اليوم والاسبوع وراء الاسبوع حتى جفت الدماء ومات الشعور بالندم لدى القتله وارتفعت اصواتهم بالصراخ والعويل على ناديهم الذي تم تحويل 3 من مسئوليه الى محكمة الجنايات .. واستمرت المهازل بنشر الشائعة ثم نفيها واطلاق بالون الاختبار ثم تفجيره لتزيد حدة الاحتقان .. وتصل الامور الى حافة الانفجار .. وفي النهاية نجد القرار المضحك الصادر من اتحاد كرة القدم بعقوبات هزليه مرتعشه.
وعقوبات تفتح المجال امام ضعاف النفوس في المستقبل من اجل الافساد في الارض دون اي خوف من عقوبه رادعه وعلى اي نادي مهدد بالهبوط ان يقوم بمذبحه مماثله ليجمد نشاطه عام فقط ويعود الى الدوري الممتاز دون ان يشعر بأي خوف من الهبوط.
وهنا قد يتسائل البعض ماذا تريد جماهير الاهلي بعد تجميد نشاط كرة القدم في المصري لمدة موسم كامل .. والسؤال المنطقي للرد هو .. ماذا ينتظر اتحاد كرة القدم اكثر من وفاة 150 شخص ليتخذ قرار بهبوط المصري الى الدرجة الرابعه ليدفع القتلة ثمن فعلتهم الشنعاء؟؟ هل التلاعب في نتائج المباريات التي ارتكبها اليوفنتوس وهبط بسببها الى الدرجه الثانيه في الدوري الايطالي أكبر فداحه من قتل 150 شخص مع سبق الاصرار والترصد؟؟
كل ماسبق يجعل الحديث عن حلول هو نوع من العبث الغير مبرر وحوار "طرشان" لايمكن معه التفاهم واعتقد ان الحل الوحيد المتبقي للنادي الاهلي بعد ماسبق هو اللجوء الى الفيفا من اجل حفظ حقوق الشهداء الذين أزهقت ارواحهم فقط لأنهم ذهبوا وراء الفريق وقرروا مساندته في مباراة لكرة القدم.
كلمة اخيره الى ادارة الاهلي : نحن على اعتاب موقف فاصل في تاريخ القلعة الحمراء ونتمنى ان تكونوا على قدر المسئولية الملقاه على اعناقكم .. والتفريط في لاعب او هدف او هجوم على الفريق من اعلامي حاقد يختلف كثيرا عند جماهير الاهلي عن التفريط في حق الشهداء ... والتاريخ لن يرحمكم اذا تم التفريط.
للتواصل مع الكاتب عبر الشبكات الإجتماعية
Waleed Zaki | Create Your Badge
