وكسة منتخب الشباب



حاولت ان اعارض منطق الأمور قبل انطلاق كأس العالم للشباب في تركيا رغم ان كل الوقائع والأحداث تدل ان منتخب تحت عشرين سنة ذاهب ليفشل بجدارة، لكن تبقى النزعة العنجهية في تشجيع المنتخب أي كان وانه سينفض عن نفسه الغبار في الوقت الضائع ويقدم اروع الملاحم لكن زمن الأحلام العشوائية انتهى.

 

سنذكر بعض الوقائع التي كانت تتحدث بمفردها عن حالة المنتخب وجهازه الفني

 

الإعلام المصري يبدأ في التسويق منذ شهر ونصف ان الإتحاد سيستغني عن ربيع ياسين واعطاء المهمة لمدرب آخر، وهو ما أخذ وقته من الشد والجذب ولم تخلو الفضائيات من تليفونات لربيع ياسين واعضاء الاتحاد ونسمع كلام فيه "طبطبة" والآخر فيه تسويف مما كان كفيلاً ببدء حملة هز الثقة.

 

بعد الفوز المستحق ببطولة أفريقيا للشباب بدأ كل لاعب "يشوف سكته" فوجدنا لاعبين كصالح جمعة وأحمد رفعت وهما من ركائز الفريق الأساسي يتركا انديتهما في وسط الدوري ويذهبا الى فترة معايشة طويلة وسفريات ومحادثات مع الوكلاء والصحفيين حتى فقدا حساسيتهما في المباريات وأصبح دورهما هو اثبات نفسهما في تدريبات دورتموند وأشبيلية.

 

يخرج ربيع ياسين وعمرو وردة لاعب الأهلي الناشيء ليشتبكا عبر الإعلام بعد طرد "عمرو وردة" للمرة الثانية حيث حدث سابقاً من ادارة الأهلي لعدم التزام اللاعب، إلا أن الغريب كان اسلوب ربيع ياسين في الرد على وردة بنفس الأسلوب انه "ولد أهبل وعبيط" ولم أفهم كيف ينزل لاعب سابق ومدرب منتخب الى مستوى لاعب فاقد لأخلاقيات النجم؟

 

تأتي فترة الاستعداد للمنتخب كارثية فالمنتخب يخسر مباراة تلو الأخرى في رحلة برشلونة والأداء سيء واللياقة البدنية أسوأ لنتوقع تغييراً جذرياً في تعامل ربيع ياسين مع "الأولاد" لعل وعسى يعيد روح بطولة الجزائر الا ان ربيع ياسين تعامل مع ما يحدث كأنه "أمراً طبيعياً" وانه يقوم بالتجربة ووارد الخسارة لكنه لم يجيب عن غياب الأداء الجماعي وتوهان اللاعبين و"قطع النفس" الموجود.

 

مباراة شيلي

 

 

الشوط الأول يبدأ المنتخب بأداء جيد وأقول لنفسي "شفت أهم عملوها في الوقت الضائع ولموا نفسهم" ويضيع كهرباء الفرصة تلو الأخرى بعد هدفه برعونة غريبة وإن كان الشوط الأول هو أفضل ما اداء المنتخب في الشهرين الماضيين ويأتي الشوط الثاني ونرى "فسسسسس" اختفاء تام للياقة كأن اللاعبين جاؤوا الى تركيا مشياً من القاهرة وينهار الوسط المختفي ويتخبط الدفاع ويمر "برافو" بسهولة من الدفاع ويضع لمنتخبه هدف الفوز بكل بساطة.

 

أحمد رفعت الذي ذهب لأشبيلية وأحد أوراق ربيع ياسين الهامة ظهر كمن يرى ملعباً للمرة الأولى في حياته لا يعرف ماذا يفعل ولا أين يجري ولا كيف يستلم ويسلم وبالرغم من هذا تركه ربيع ياسين أغلب المباراة قبل تبديله بلاعب من الإسماعيلي ويتحمل حالة اللاعب ربيع ياسين الذي كان عليه اما ان لا يضمه بعد غيابه عن فريقه وعن مصر لجولة معايشة أو يحدد له اسبوعين فقط فترة معايشة على أن يعود الى مصر ويشارك في المباريات حتى يستعيد حساسيته.

 

أما "بكنباور" الشباب صالح جمعة فمن الواضح ان ربيع وجده بعيداً عن مستواه فتركه على الدكة ليدفع به كبديل وليته لم يفعل فلم نرى جمعة في اي كرة حتى ساء الأداء أكثر ولم نظهر كفريق يحاول ان يعادل او ان يفوز.

 

مباراة العراق

 

 

 منذ الدقيقة الأولى ظهر أن هناك شيء حدث في المنتخب فاللاعبون كانوا "مقطوعين النفس" ومنتخب العراق يقاتل على كل كرة ونرى التحامات وقوة ورغبة حقيقية في الفوز وهجمة تلو الأخرى لكن التوفيق يعطي المنتخب المصري لعلهم يشعروا بأن الحظ يساندهم لو قدموا اداء وبعد هدف كوكا أصبح اداء المنتخب أسوأ وكل لاعب يؤدي بفردية، كهرباء يريد ترقيص كل الفريق المنافس وصالح جمعة يستلم الكرة ويعود بها ويلف على نفسه ثم يضيعها والأجنحة لا تجد من يغطي خلفها ولا من ترسل له في الوسط.

 

وشاركنا ربيع ياسين مشاهدة المباراة ونسي أنه يستطيع ان "يشخط" في اللاعبين "ليسترجلوا" وأن يغير من تكتيكه ولاعبيه ويعطي دماً جديداً أو أفكاراً قد تغير الواقع لكن لا شيء من هذا حدث وتلقينا الهدف الثاني المتوقع بعد انهيار اللياقة منذ الشوط الأول ويتكرر سيناريو تشيلي نحرز هدفاً ونتلقى بعده هدفين كلاً في شوط ويشاء القدر ان يكون الهدف الثاني مكرر ايضاً فلاعباً يخترق كل الدفاع ويغازل ويرقص ويسدد ولا يجد من يقوله "هاااا مين هناك"

 

ربيع يتحمل المسؤولية كاملة

 

لا يهمني ما سيحدث امام انجلترا وحسابات التأهل المعتاد لو جبنا عشرين هدف ودول جابوا 12 ولا اعرف من خسر ومن تعادل قد نصل بعون الله، فالفرصة كانت بين أقدامنا ولا أحد يقول أننا في مجموعة نارية وصعبة فنحن تفوقنا وأحرزنا هدفاً قبل انهيارنا السريع.

 

المسؤولية كاملة تقع على ربيع ياسين، فالمدير الفني الذي لا يعلم ما يدور في أروقة اللاعبين ولا يستطيع أن يشعر بأن هناك "حاجة غلط" ولا يعلم أن منتخبه لا يستطيع اكمال شوط اولاً بلياقته فما بالك بشوطين يجعل هذا المدير الفني مسؤولاً بالدرجة الأولى عن سوء أداء فريقه.

 

لن نتحدث عن الجانب التقني والفني وعدم محاولة ربيع ياسين تغيير المشكلة الأساسية وهي وسط ميدانه الخاوي من أي حركة وابداع وضغط واعتماده على 3-4-3 وعدم تبديلها الى 4-3-3 بالدفع بربيعة في وسط الميدان بأن يكون ليبرو خط وسط في الدفاع ولاعب وسط مهاجم عند الهجوم ليعطيك الزيادة العددية التي تفتقدها وهو ما حدث في بداية الشوط الثاني مع العراق حيث تقدم ربيعة اكثر من مرة وكاد ان يسجل برأسيه اطاحها بغرابة.

 

المسؤولية الثانية على "الباشوات" او معظم لاعبي المنتخب ممن ذهب لكي يستجم و"يفرفش" ويلعب لنفسه وأن يتلقى الكرة ويبقيها في قدمه اطول فترة لعل الكاميرات تطيل من فترة تصويرها له فيأتي له عرضاً أوروبياً، فأي عرض أوروبي سيأتي للاعب لا يجري ولا يضغط ولا يقاتل ولا يفكر ولا يمرر ولا يساند زملائه؟ متى نستيقظ من كمية الأوهام الكروية التي نشأنا عليها ونكررها مائة مرة في كل بطولة.

 

للأسف أضاع الجهاز الفني ومعه اللاعبين فرصة كبيرة للظهور بشكل يعطي التفاؤل للشعب المصري الذي يبحث عن أي بارقة أمل في أي شيء حتى لو كان منتخب شباب تحت 20 عاماً الا أن "الباشوات" لديهم ما يشغل بالهم عن تحمل المسؤولية وبالطبع بعد قليل سنسمع ان اللعب الفلاني تعاقد مع نادي سويسري في وسط الدوري والآخر مع نادي بلجيكي من وسط الدوري وتذهب أحلام دورتموند وإشبيلية مع حلم الفوز بكأس العالم.

 

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا