يا ريتك ما اتكلمت يا طاهر!



المقابلة الصحفية التي اجرتها لميس الحديدي مع رئيس الأهلي محمود طاهر كانت كارثة اعلامية بكل معنى الكلمة فالنتيجة جاءت عكسية وبدلاً من تهدئة الرأي العام الأحمر عن أحوال كيانه وادارته رفعت منسوب الخوف من التفكك الاداري وعدم الدراية بدور الجماهير وعلاقتهم بالنادي.

في البداية اختيار لميس الحديدي لإجراء الحوار خطأ كبير، فلميس لا تعلم شيئاً عن كرة القدم حتى لو كانت أهلاوية الانتماء، وهو ما يمكن أن يشكل جدل بيزنطي واسلوب تحاور يتدنى بقيمة رئيس الأهلي خاصة وإن كان المحاور يهدف الى فرقعة اعلامية حدثت بالفعل حيث تصدر "#اسال_محمود_طاهر" تويتر مصر على مدى ساعات متتالية وهو ما يعني نجاح اعلامي لها، لذا فكل نقطة تضغط بها على رئيس الأهلي هي اضافة لها، لكننا معتادين ألا يحاول أن يضغط أي اعلامي على رئيس الأهلي لقيمته بين الجماهير.

بيسيرو

في الحديث عن بيسيرو ظهرت كارثة حقيقية، فالمفاوضات قام بها محمود طاهر بمفرده وهو لم يقابل بيسيرو ولم يشاهده في أي تدريب او مباراة ليحكم عليه، وهو اخذ معلوماته من أسئلة لمسؤولي أندية كانوا مساعدين لبيسيرو أو من "جوزيه مورينيو" فبداية لا يمكن أن تسأل اي مدير فني برتغالي عن زميل له، فمن عادتهم مساعدة بعضهم البعض بشكل رائع فجوزوالدو فيريرا ومانويل جوزيه ومورينيو تحدثوا بالإيجاب عن بيسيرو ولو سألوا بيسيرو نفسه عن مانويل جوزيه لقال نفس الكلام.

ولو تم سؤال ادارة الأهلي السابقة عن مانويل أوليفيرا الذي جاء للأهلي بـ "سي في" أقوى من جوزيه وسألهم أي رئيس نادي عن رأيهم في أوليفيرا لقالوا نفس ما قال المدير الإداري للوحدة .. "أنه مدرب جيد ومر بفترات جيدة وفترات سيئة ووجدنا أنه لم يكن موفق" فعندما يقول مدير اداري هذا الكلام يعني أن المدير الفني فشل مع الفريق.

محمود طاهر لم يحاول أن يبحث بنفسه بعيداً عن "ويكيبيديا" فسهل جداً أن تكتشف أن بيسيرو تم اقالته أربع مرات من أندية مختلفة، وتم الهجوم الجماهيري عليه بضراوة من ثلاثة جماهير أندية سبورتنج براجا وباناثانيكوس والوحدة والمقالات الصحفية والأخبار والفيديوهات موجودة وسهل الحصول عليها، وهو ما أعطى انطباع لكل أهلاوي قرأ هذه المقالات أن رئيس النادي يتم توجيهه بشكل خاطئ ولا يملك فريق الإعداد "الهاوي" القادر على أن يجد معلومات سهلة ومتوفرة فظهر ضعيفاً أمام كمية المعلومات التي أحضرها فريق الاعداد الخاص بلميس عن بيسيرو.

نظرية المؤامرة

للمرة الأولى يتخذ أي من أعضاء الأهلي ذريعة استخدمها اعضاء ادارة الزمالك لأعوام كثيرة وهي نظرية المؤامرة، وأن هناك أيدي خفية من أعضاء سابقين للإدارة أو كارهين النجاح، ويتم تعليق شماعة الأخطاء عليهم.

ومن ثم وقع طاهر في الفخ بأن الجماهير التي حضرت أمام النادي وقالت له "ارحل" هي جماهير مأجورة على العلم أنني أعلم أشخاص ذهبوا بمجرد علمهم بوجود وقفة لأنهم "جابوا آخرهم" من التخبط الحاصل، ومن ثم نفى حدوث مطالبة بالرحيل والكارثة الأكبر أن مدرجات التتش قبل اللقاء الاعلامي بدقائق كانت تعج بالجماهير الحمراء المطالبة للإدارة بالاستقالة، فظهر طاهر كرئيس الجمهورية الذي يظن أن شعبه كله يحبه والواقع أن الشعب كله ثائر ضده.

أسامة خليل

لم يحتمل محمود طاهر نقد الجماهير لعلاقته بأسامة خليل أحد أكبر المحرضين ضد الأهلي وجماهيره وهو معروف الإنتماء ويكفيه أسلوبه الاعلامي المعتمد على الذم والقذف والحملات المشبوهة ضد النادي والتحريض ضد مجلس الإدارة السابق.

فكيف يمكن لرئيس نادي الأهلي أن يملك صديقاً شخصياً أهان الكيان وأهان رموزه وأهان ادارته وأهان أشخاصاً هم "خط أحمر" عند الجماهير الحمراء، بل وزاد الطين بلة اعتزاز طاهر الشديد بصداقته وليته لم يحضر اللقاء الاعلامي واستمع الى هجوم جماهير الأهلي بالآلاف داخل التتش على أسامة خليل!

التسريبات

لم ينجح طاهر في إقناع أحد باجاباته عن كمية الاختراقات الاعلامية داخل الأهلي، وكانت الإجابة أسوأ من الصمت عنها، وهي أن في المجالس السابقة "لم يكن هناك تويتر وفيسبووك" وللعلم أن المجلس الحالي بدأ منذ عام ونصف والتواصل الاجتماعي موجود منذ ثمانية أعوام وهناك أعضاء للمجلس السابق يملكون حسابات على التواصل الاجتماعي فاعلة خلال مدة تواجدهم في المجلس السابق، فهل اجابات رئيس الأهلي هي متسرعة، أم هناك مرة أخرى من يضلله بمعلومات خاطئة؟

ولنفترض أن الأعضاء لم يملكوا حسابات تواصل اجتماعي، أين شخصية رئيس الأهلي في السيطرة على الأعضاء والتوافق على احترام مباديء الأهلي بمنع التسريبات ومنع الهواتف المحمولة ومنع اجراء أي تصريح من خارج المتحدث الاعلامي، وماذا فعلتم لايقاف كمية الاختراقات غير المسبوقة للأهلي إعلامياً؟

لقد تم تسريب اسم بيسيرو قبل اجتماع المجلس بأيام وتم التأكيد أن طاهر تعاقد فعلاً معه، وأن اجتماع المجلس هو لإعلامهم بالأمر "تحصيل حاصل"، فكيف يمكن تسريب أخبار كهذه واعتبارها شائعات لتظهر انها حقيقية لاحقاً؟

وقد كانت مكالمة المهندس عدلي القيعي كافية لسماع نبرة صوته الحزينة والغاضبة من رئيس النادي وتأكيد أن هناك أسماء كثيرة داخل الأهلي تسرب المعلومات وأن القيعي يعلمها بالإسم، وكانت اجابة محمود طاهر "شكراً يا عدلي ...شكراً يا عدلي" محاولاً لإنهاء المكالمة بسرعة قبل أن يتطور الأمر ويقوم عدلي القيعي بتصريحات أخطر مما قال ، لكن كل جماهير الأهلي تعلم أن القيعي أهلاوي أصيل ولن يفصح عن شيء الا في الأبواب المغلقة على عكس ما نراه من الادارة الحالية.

الأهلي نادي اجتماعي وليس نادي كرة!

ليس من الخطأ تحسين الألعاب الأخرى ومنشآت النادي والعمل على رفع الخدمات المقدمة داخل الكيان، لكن يجب على كل رئيس للأهلي أن يكون عالم بحقيقة أن شهرة الأهلي وقيمته الجماهيرية والعالمية هي بسبب كرة القدم فقط وليس أي لعبة أخرى، وهو مالم يعرفه محمود طاهر فكان مصراً أن الأهلي نادي رياضي اجتماعي وكرة القدم جزء منه!

عندما يسأل الرئيس عن بطولات ضاعت في كرة القدم ولا يعرفها وعندما يقول أننا لم نفز بأي بطولات خلال حقبة معينة والواقع أن الفريق فاز بستة بطولات في هذه الحقبة فهي مشكلة كبيرة للجماهير عندما ترى رئيس ناديها لا يعلم ما يعلمه أصغر مشجع للكيان!

عندما يتم سؤال رئيس الأهلي عن خسارة كافة البطولات للموسم ويكون اجابته بأننا فزنا في بطولات السباحة وكرة الطائرة سيدات ونملك فريق باليه وعندنا منتدى ثقافي، يمكن معرفة المسافة بين ما تراه الجماهير وما يراه الرئيس، وكان من الواجب الحديث بأن الأهلي حالياً في فترة بناء جيل جديد كما يحدث كل عشرة اعوام وفقدان تريكة وبركات ومعوض وجمعة وغيرهم ومع فشل جاريدو كلها أمور صبت في غير مصلحة الفريق وهو ما تحاول الإدارة اصلاحه، كانت الجماهير ستتفهم لأنها تعلم بأن لا يوجد نادي يفوز كل هذه الأعوام ولم يفعلها سوى الأهلي.

والسؤال المهم...من هو الذي أرسل الى رئيس الأهلي خلال الحوار أن النادي اكتسح مسابقات السباحة لهذا الموسم...فهل من فعل هذا يريد خيراً أم يريد اشعال الجماهير بشكل أكبر؟ هذه الجملة زادت من غضب الملايين من الأهلاوية عند معرفتهم أن رئيسهم يأتي بنجاحات النادي من رسائل اصدقائه!

الطامة الكبرى

بالنسبة لي كل ما تم ذكره في المقال "كوم" وأن يجلس رئيس الأهلي أمام اثنين من الصحفيين يقيمون أدائه ويقيمون ادارته ويصححون أخطائه كوماً آخراً.

كل الإحترام للأستاذ حسن المستكاوي، إلا أن رئيس الأهلي ليس هو من ينتظر تصحيح مساره على شاشات التلفزيون وليس رئيس الأهلي من يقوم صحفي كفتحي سند بمحاولة مساندته أو تصحيح اخطاء او اعلامه بأخطاء على شاشات التلفزيون أمام الملايين.

بالنسبة لي هذه كانت الكارثة الحقيقية في لقاء لميس الحديدي، فرئيس الأهلي الحقيقي يتحدث والإعلام يستمع فقط، ومن يملك الرغبة في الحديث عن امور ادارية فيكون الأمر في الغرف المغلقة، ما حدث كان كسراً لأعراف استمرت لعشرات الأعوام وهو كسراً لهيبة الرئيس ولهيبة النادي وادارته وهو خطأ لن تغفره الجماهير.

المحصلة العامة....الأهلي لا يملك رئيس ولا ادارة

في أحلك الظروف لم تهاجم الجماهير ادارتها ورئيسها بهذا الشكل، قد تكون المرة الوحيدة التي اتذكرها هي اثناء حكم عبده صالح الوحش وان كان الوحش غير محظوظ باعتزال فريق ذهبي ورحيل لاعبين للاحتراف بعد كأس العالم 1990 وهو لم يخطيء اعلامياً أو يفشل ادارياً بل عاندته الظروف الكروية وأدت الى رحيله بعد 4 أعوام من وجوده كرئيس للمجلس.

أما الآن فما آراه هو انهيار تام لمجلس الإدارة وهو نتيجة توقعناها تسبب فيها أولاً العامري فاروق وطاهر أبو زيد بسبب قانون الثماني سنوات والذي تحدثنا عن مخاطره في افراغ أندية كالأهلي من خبراتها الادارية ومن أشخاص يملكون معرفة خبايا الأمور الكروية ليأتي مجلس لا يعلم الرئيس ونائبه شيئاً عن كرة القدم، وعن آراء الجماهير وعن كيفية اختيار مدير فني، وعن كيفية تسيير الأمور الإعلامية، وعن كيفية الحفاظ على هيبة النادي وعن كيفية الحفاظ على أسرار النادي....مما يعني أننا حالياً لا نملك رئيساً ولا نملك إدارة ....لكننا نملك جمهوراً يعرف مصلحة ناديه أكثر من أي عضو وهو من سيحمل شعار تصحيح المسار وايقاف المهزلة الحالية داخل أروقة الأهلي.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا