تحليل الوداد: كيف تهدي منافسك الفوز في 6 خطوات



أسوأ مباراة للأهلي هذا الموسم، خسارة من الوداد المغربي هي الأولى في تاريخ الفريق لم تكن نابعة من أسباب غير منطقية أو أخطاء تحكيمية ولكن بسبب مستوى الفريق السيء.

استمراراً للمستوى الذي يقدمه الأهلي المعتمد أساسياً على القدرة الدفاعية والاعتماد على صناعة فرص قليلة على مرمى الخصم ظهرنا أمام الوداد بدون أي خطورة وبدون أي تسديدة على المرمى بسبب الاعتماد فقط على الدفاع وغياب القدرة نهائياً على الهجوم حتى وإن تخلينا عن الحذر الدفاعي.

في بداية المباراة تمكن البدري من الظهور بنفس القوة الدفاعية وبالتالي خرج الشوط الأول بدون أهداف مع وجود بعض الهجمات التي كان بإمكان لاعبي الأهلي استغلالها لولا إنهاء الكرات بتمريرات غير مفهومة.

هنا ظهر أول خطأ في طريقة لعب الأهلي، فالمهاجمين وجدوا أنفسهم في هجمات مرتدة خطرة على دفاع الوداد ولكن لم يظهر أي خطة أو تكتيك معين لاستغلال تلك الكرات.

فطريقة الأهلي تعتمد على الهجمات المرتدة، ولمّا تسنح لك الفرصة أكثر من مرة لتنفيذ هجمات مرتدة خطرة على مرمى المنافس ولكن لا تستفيد منها إذن من الواضح أن هناك أزمة في تنفيذ الجانب الهجومي.

أخطر تلك الفرص كان قبل انتهاء الشوط الأول بدقائق معدودة عبر استخلاص عمرو السولية لتمريرة من دفاع الوداد ولكنه لم يتمكن من اختيار التمريرة الصحيحة لتضيع على الأهلي فرصة خطرة عن طريق عبد الله السعيد.

اندفاع الوداد بالشوط الثاني كان منتظر، أضف إلى ذلك توقيت الهدف مع بداية الشوط والذي أربك الفريق لأكثر من 10 دقائق كاملة.

الهدف الأول جاء من خطأ كبير من أحمد حجازي في كرة من المفترض أنها سهلة ولكن أونداما استغل اندفاعه لينفرد بشريف إكرامي الذي خانه التوفيق تماماً في طريقة تصرفه أمام المهاجم الكونغولي.

بعد الهدف وضح الارتباك على طريقة لعب الأهلي خاصة مع انحدار مستوى الثلاثي مؤمن ووليد سليمان والسعيد، وبالتالي لم نتمكن من الظهور بأي شكل هجومي الذي لم يتواجد فيه سوى أجايي.

وعلى الرغم من المشكلة التي نعاني منها في مركز الجناح الا أن البدري مصمم على اللعب بنفس الطريقة وعدم الاعتماد على طريقة لعب أخرى قد تحل تلك الأزمة في ثاني أخطائه التكتيكية التي أهدت الوداد الفوز.

مثلاً من الممكن أن نعتمد على جناح واحد فقط بالجانب الأيمن على أن يترك لعلي معلول الجانب الأيسر يلعب فيه مثلما يلعب مع منتخبه تونس، وبالتالي ندفع بلاعب في وسط الملعب أخر بجوار السعيد أو بجوار السولية.

فمهمة أي مدير فني أن يختار الطريقة التي تقلل من مشاكل فريقه، ولكن الاستمرار على طريقة واحدة طوال موسم يزيد فيه المشاكل أمر لابد أن يراجعه البدري في مبارياته المقبلة.

أيضاً في ظل بحث الأهلي عن تطوير هجومه والاستحواذ في وسط الملعب أخرج البدري أولاً وليد سليمان ليدفع بصالح جمعة في تبديل لا يحمل أي انتقادات لأن نزول صالح بدلاً من أي لاعب من الثلاثي مؤمن أو السعيد أو وليد لكان تبديل صحيح.

ثالث خطأ وقع فيه البدري كان التبديل الغريب عن طريق اقحام عمرو جمال بدلاً من عمرو السولية، تبديل لم يكن نتاجه سوى اخلاء وسط الملعب وهو ما تسبب في الهدف الثاني.

حيث لم يتمكن السعيد من تقديم أي جانب دفاعي بالهدف الثاني الذي وضح فيه "تمشيته" أثناء توغل وليد الكارتي قبل أن يمرر لأوناجم، ولو أن السولية كان بدلاً منه لساهم في الجانب الدفاعي ليقف كظهير أيمن في تلك الهجمة بدلاً من فتحي الذي دخل للعمق ليكمل مراقبته لأوناجم.

الخطأ الرابع كات في التبديل الثالث بنزول كريم ندفيد غير المفهوم لأن من الأصل أعتقد أنه لا يوجد أي متابع للفريق على علم بمركز ندفيد الأساسي، فاللاعب طوال مشاركاته تحت قيادة البدري هذا الموسم لعب في عدة مراكز مثل الجناح الأيمن والأيسر وصانع لعب ولاعب وسط ملعب ارتكاز.

ومع استمرار هبوط مستوى الكثير من اللاعبين استمر عمرو جمال بالخروج من منطقة الـ18 ليستلم الكرة على أطراف الملعب، وهو أمر غير مفهوم بالمرة لأن هناك لاعبين كثر نعلم خطورتهم وإمكانياتهم التي لا تمكنهم بالتواجد في أماكن كثيرة في الملعب.

مثلاً عمرو جمال خطورته كلها مكمونة في تواجده داخل منطقة الـ18، أيضاً مؤمن زكريا من الأصل خطورته تأتي من مشاركته كمهاجم ثاني بالقرب من المرمى ودائماً ما يغيب عن الظهور بمستوى جيد عند اللعب كجناح في خمسة أخطاء للبدري أمام الوداد.

الخطأ السادس الذي وقع فيه البدري ليس فنياً وإنما نفسياً، أندية ولاعبي شمال إفريقيا معروف عنهم الاحترافية في تضييع الوقت وبالتالي كان على الجهاز الفني بأكمله تنبيه اللاعبين بعد الانجراف نجو استفزازات لاعبي الوداد الذين نجحوا في مرادهم وأخرجوا لاعبي الأهلي من التركيز في العودة في النتيجة على أن ينصب تركيزهم في محاولات بائسة لإقناع الحكم أن اللاعبين يحاولون إضاعة الوقت.

أخيراً الفريق بإمكانه الظهور بمستوى أفضل فنياً لو اعتمد الجهاز الفني على طريقة تقلل من المشاكل التي نعاني منها، فلابد التفكير أولاً بدفع اللاعبين بالمراكز المحببة لهم بدلاً من تثبيت طريقة لعب معينة وملئ الفراغات باللاعبين.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا