تحليل الوداد: حان وقت الحساب .. و"شماعة" الحكم لا تليق بالأهلي



خسارة محبطة لبطولة دوري أبطال إفريقيا بدون شك، يكمن الإحباط في أننا كنا الأفضل من الوداد المغربي، وعلى الرغم من ذلك الا أن التقصير منقسم بين الثنائي حسام البدري واللاعبين، وإن كان المدير الفني له النصيب الأكبر.

وعلى الرغم من الأخطاء التحكيمية التي وإن لم تكن موجودة في قرارات تغير نتيجة اللقاء، الا أن بكاري جاساما "حجم" اللقاء أو ساهم في "تمويت" الرتم وهو ما كان يحتاجه الوداد وفي غنى عنه الأهلي، ليساهم بطريقة غير مباشرة في نتيجة اللقاء السلبية للقلعة الحمراء.

ولكن حتى مع الأخطاء التحكيمية الا أن "شماعة" التحكيم لا تليق بالأهلي، المارد الأحمر مرعب افريقيا عليه التركيز دائماً في الملعب فقط، ولكن هذا لم يحدث سواء من اللاعبين أو الجهاز الفني، فالتحضير النفسي للقاء لم تكن موجودة، ولكن دعونا نتحدث عن الأخطاء.

أولاً: حسام البدري

منذ بداية البطولة والبدري يعاني من مشكلة كبيرة في اتخاذ قرارات واضحة ووضع خطة، ليتخذ قرار بقيد الثلاثي معلول وصبري وحسين، إلى أن قرر الاعتماد فقط على وليد أزارو بمركز الهجوم مع السماح لعمرو جمال بالرحيل، وهذا كله في ظل عدم اقتناعه بعماد متعب ليبقى المهاجم الوحيد الجيد من وجهة نظره هو المغربي.

ولكن إذا كان البدري مقتنع بأزارو لماذا أخرجه بالدقيقة 60 بالنهائي؟! يبدو أن حسام البدري مثلنا لا يثق في وليد أزارو، لا يمكن لمدرب يثق في مهاجمه رقم واحد أن يجعله تغييره الأول في لقاء التتويج في الدقيقة 60، البدري لا يثق في أزارو، البدري لا يثق في أزارو، البدري لا يثق في أزارو .. فماذا نحن فاعلون؟

وحتى مع رحيل عمرو جمال وبقاء ثنائي هجومي أزارو ومتعب وأخر يجيد اللعب بهذا المركز "أجايي"، لم يكلف البدري نفسه بالتفكير في اعداد متعب بالفترة الماضية، فمن يعلم الظروف قد تجعله في حاجة ماسة له مثلما حدث أمام الوداد!

وعلى الرغم من الحديث الدائم على الحالة النفسية والتأهيل للاعبين، هل ما حدث من اعتراضات ومهاترات مع الحكم والصبية جامعي الكرات يعكس هذا الاعداد النفسي للاعبين؟ بالتأكيد لا، فـ"أ ب" اللعب أمام شمال إفريقيا هو التأكيد ثم التأكيد ثم التأكيد على التركيز في المباراة فقط وصرف الانتباه عما يحدث من كل الحاضرين بالملعب.

القاء كل شيء على شماعة الأخطاء التحكيمية هو أمر مرفوض، فنحن لم نخسر بسبب بكاري جاساما، ولكننا خسرنا لأخطاء مشتركة بين اللاعبين والبدري، والجهاز الفني يتحمل كثيراً فنياً.

فعلى سبيل المثال، ما الفائدة من تبديل ربيعة بلقاء الذهاب وتبديل فتحي بلقاء العودة؟ ألم يكن البدري هو المدرب العام تحت قيادة جوزيه عام 2006 عندما دفع بوائل رياض بدلاً من محمد صديق، ولكن بدلاً من التعلم من هذا الدرس فضل البدري اخراج فتحي "لاعب نصف ملعب" واقحام متعب مهاجم.

تبديل البدري جعل الأهلي يلعب بطريقة أشبه بالعشوائية، وهو ما أتاح وسط ملعب الوداد بالاستحواذ على الكرة والحصول دائماً على أي تشتيت من دفاعهم "الكرة الثانية"، لنغيب عن صناعة الفرص، وهذا ما ينعكس تماماً في التسديد مرة واحدة فقط بالشوط الثاني.

ومن يتابع الأهلي طوال فترة تولي البدري يدرك أن المدير الفني المصري لا يمتلك القدرة على وضع خطة بعيدة المدى للفريق، وهو ما ينعكس على الاختيارات الخاطئة لقائمته الافريقية بالإضافة لسوء إدارة المباريات إذا تأزم الوضع، فالتوتر يصيبه دائماً وبالتالي يتخذ القرارات الخاطئة.

وفي ظل اهتزاز رامي ربيعة بمركز قلب الدفاع منذ فترة كبيرة، وفي ظل ظهور محمد نجيب بمستوى "رجولي" عالي جداً، لماذا حالة انعدام الثقة من نجيب، لماذا عدم اشراكه بالتشكيل الأساسي بعد المستوى القوي أمام النجم والوداد بالذهاب؟

فالاستمرار في حفظ المراكز للاعبين بعينهم أمر محبط جداً بالنسبة للجمهور فما بالك باللاعب، فنجيب استبعاده من التشكيل لم يكن قرار طبي ولكنه كان فني.

ثانياً: أخطاء اللاعبين

بالتأكيد يجب على المدير الفني تحضير اللاعبين نفسياً، ولكن إذا غاب هذا الأمر، أين هو تحضير اللاعب لنفسه قبل "نهائي دوري الأبطال"؟ لنا في محمد صلاح أفضل مثال عندما أكد أنه حضر نفسه لضربة جزاء الكونغو قبل اللقاء بـ48 ساعة، ومن منا كان على علم بحصولنا على ركلة جزاء!

فلك أن تتخيل أن كل مصر على علم بالضغط العصبي والنفسي الذي سيضعه كل من في ملعب محمد الخامس على اللاعبين، وعلى الرغم من ذلك وقعنا في المحظور واستسلمنا للشجار مع حاملي الكرات واللاعبين.

فالخسارة أمر حتمي في أي رياضة، ولكن أن نجد محمد هاني يدخل في صراع مع أحد حاملي الكرات، ورامي ربيعة يضرب بشكل عشوائي أشرف بنشرقي بالدقائق الأخيرة، بالتأكيد أمر محبط للغاية ويؤكد أن هناك عمل لم يتم بالشكل الأمثل والأنسب في التحضير للقاء.

"بجملة" عدم التحضير النفسي للاعبين بكاء أحمد حمودي قبل انتهاء المباراة، هل تصدق ذلك! فريق الـ+90 يعاني أحد لاعبيه من نوبة بكاء قبل انتهاء المباراة لأنه غير قادر على تخيل العودة وتسجيل هدف في الوداد! أمر محبط للغاية.

نتجه للأمور الفنية، كيف أضاع مؤمن زكريا للانفراد؟ وكيف تعاقدنا مع وليد أزارو على أساس أنه المهاجم المرجو والسوبر الذي سينتشل هجوم الأهلي من الانهيار، كيف تصورنا ذلك وما الذي رأيناه في المغربي عند متابعتنا له؟!

أزارو تقريباً لا يمتلك سوى سرعة كبيرة، ولكنه لاعب لا يجيد أبداً اللعب كمحطة ولا يجيد استغلال أنصاف الفرص، وعلى ذكر أنصاف الفرص بالتأكيد فشله في تحويل عرضية مؤمن بالشوط الأول لهدف لا يحسب من تلك الفرص، فتلك فرصة مؤكدة 100% ولا نقاش في ذلك.

ولكن بغض النظر عن الفرص، أزارو لا يجيد قراءة الملعب وتوقع تمريرات زملاؤه، فكثيراً ما كان يريد المغربي عدم استلام الكرة وبناء الهجمة ويفضل الركض في ظهر دفاع الوداد، ولكن لماذا؟ ما الهدف من ذلك؟ أتفهم ذلك إذا كنا في حالة هجمة مرتدة، ولكنه كان يقوم بهذه التحركات حتى وإن كانت الهجمة منظمة.

بالتأكيد حالفنا حظ سيء جداً بسبب الغيابات، علي معلول يغيب بعد بداية تألقه وعاشور نفس الأمر، ولكن الأهلي بمن حضر، فهل كان حسين السيد ومحمد هاني قادرين على تعويض غياب معلول واقحام فتحي في نص الملعب بدلاً من عاشور؟ لا.

حان الوقت لمحاسبة الفرص الكثيرة التي أخذها العديد من اللاعبين أمثال حسين السيد وصبري رحيل ووليد أزارو، على أن يتم اتخاذ قرار شجاع بتحديد مستقبل عماد متعب مع الفريق، وتقييم مستوى شريف إكرامي.

بالنهاية .. جملة فقط للتأمل، هل تصدق أن هناك مدير فني فاز ببطولتي الدوري والكأس ووصل بفريق لنهائي دوري الأبطال ومازال هناك الكثيرون يرون فيه العديد من الأخطاء وأنه غير جيد لتدريب الأهلي؟ هل تصدق ذلك!، لنطرح سؤال أخر، هل نحكم على المدرب من النتائج فقط، أم فنياً فقط، أم بالأثنين معاً؟

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا