بين سطور تطور فيرجسون وجمود مورينيو جاءت قصة سقوط البرتغالي



سنتفق بالتأكيد على قيمة الأسطوري اليكس فيرجسون قدرته على صناعة المجد والوصول الي مكانه فريدة في تاريخ لعبة كرة القدم، قد نختلف في رؤية الأسباب التي وضعته في تلك المكانة لكننا وبأي حال من الصعب ان نختلف على النتيجة النهائية.

وفي اثناء اتفاقنا في النتيجة فمع تعدد الأسباب انا اضع فيرجسون في أحد أبرز القمم بتاريخ كرة القدم لسبب أكثر من اخر، وهو التطور، لا يمكن ان نتغاضى عن تلك الميزة الرهيبة التي تمتع بها المدير الفني الأسكتلندي.

جاء الرجل الي اليونايتد ولكنه عند وصوله لم يكن هناك ما نعرفه اليوم بالتأكيد، كان هناك نادي تائه يدور دائرة الفشل وفقدان الشخصية والهوية، والغريب في الأمر ان الرجل جاء ليبحث عن المشاكل ليؤكد ان اول أهدافه إزاحة ليفربول عن عرشه كزعيم الانجليز.

نجح فيرجسون وتفوق في تلك المعركة طوال ما يقارب من ثلاثة عقود، بالطبع لا يمكن الانتصار في حرب باردة طويلة بدون تطور، فيرجسون الذي بدأ مسيرته في سبعينيات القرن الماضي وصل الي منصة التتويج في كل مراحل طريقه.

كيف يمكن ان يتفوق شخص يقود كيان تائه تماماً وبعيد عن كل العناصر التي من الممكن ان تؤهله الي بطولة على كيان اخر وصل الي قبل التسعينات الي اللقب رقم 18 بالدوري؟! اري ان ذلك حدث لان فيرجسون لم يرفض التطور.

لأكثر من 30 عاماً وفيرجسون يعمل كمدير فني، تطورت الكرة بشكل كبير ومهول في تلك السنوات منذ ان بدأ الأسكتلندي كمدير فني وحتى رحل في 2013 ولكن ذلك التغيير في الكرة صاحبه على الدوام تطور في عقلية الرجل الذي لم يضيع الكثير من سنواته في بداية طريقه حتى وصل الي منصات التتويج بعام 1979 واستمر في اللعبة حتى تركها من على منصة تتويج اخري عقب ذلك بـ 34 عاماً.

بالطبع تعثر الرجل وخسر بطولات عديدة ولكنه بعد كل تعثر عاد وطور ما أخطأ به لينتفض من جديد ويقود اليونايتد للقب اخر وإنجاز اخر كالعنقاء لا نهاية له وكان في كل مرة يتطور ليعود أقوى مما كان.

وعندما تنظر الي الوضع الحالي للمدير الفني لمانشستر يونايتد تجد انه في الجانب الاخر تماماً من فكر فيرجسون، فمع بداية اسطورية لمورينيو في بورتو ثم صناعة الفولاذ مع تشيلسي ثم كتابة التاريخ مع الانتر الإيطالي نسي مورينو شيئاً ما في الطريق.

لم يتوقف نجاح البرتغالي بالطبع عند محطة الانتر، ورغم انه لم يتمكن من إعادة انجاز بنفس السطوة لكنه توج بالدوري مع ريال مدريد في سنة من ثلاث قضاها بالعاصمة اضرته أكثر مما افادته، ليعود لتشيلسي في الولاية الثانية لينجح بالطبع ولكن بشكل أكد ان الرجل تغير بصورة كبيرة.

استمر نجاح مورينيو عندما عاد لتشيلسي لكن في كل مرة نسي ان كرة القدم تعتمد على التطور، في كل شيء تطورت المنظومة وظهر هذا التطور في كل جوانبها من تدريب لتسويق لأفكار والعديد من جوانب اللعبة كان العامل الأساسي بها هو التطور، فرفض البرتغالي ان يركب قطار التطور ففقد الكثير حتى وصل لأسوء نسخة ممكنة من نفسه مع مانشستر يونايتد.

ما نجح به فيرجسون عبر ما يقارب من أربعة عقود كاملة من مسيرته لم يضعه البرتغالي على قمة أولوياته في 17 عاماً من التدريب.

لم يستفيد الرجل من اخطائه على الاطلاق، حتى في التعامل مع بعض فترات الموسم في مختلف البطولات، فتجده يقود فريق البلوز بنفس الطريقة امام باريس سان جيرمان وبنفس الفكر يعود ليقوده امام اتليتكو مدريد ويكرر الأخطاء بصورة ناجحة ليسقط في المرتين.

ولان الأيام قاسية ولان مورينيو لم يجعل من التطور صديقاً في خلال السنوات الماضية فسقط بنفس السيناريو بدوري ابطال أوروبا مع اليونايتد ايضاً ولكن هذه المرة لم يكن امام الكبار بل كان امام أحد الأندية الصغيرة التي تمر بأحد اسوء مواسمها على الاطلاق في اخر 5-6 سنوات بأقل تقدير.

الاعتماد على نفس الفكر بدون ان تطوره سيدفعه الي الشيخوخة المبكرة، اختلفت المدارس في كرة القدم، وفي كل طريقة أيام تزدهر واخري تسقط ولكن في وقت السقوط عليك ان تبحث الأسباب لكي تتجنبها ولكن عند تكرار نفس أسباب الفشل في كل مرة بإصرار غريب عندها يجب ان نطلق على الامر عنوناً اخر.

جمود جوزية مورينيو وانفصاله عن واقعه وواقع مانشستر يونايتد أوصل الثنائي للفشل، فشل مورينيو في الخروج من أزمته بعد الإقالة من تشيلسي ليأتي الي نادي يعاني بموقف تاريخي كاليونايتد ليصر علي نفس الطريقة وتخدعه بعض الإنجازات الصغيرة والتطور الرقمي الذي لا يعكس الحقيقة لتزيد حدة السقوط.

ليست الازمة في الإصرار على الدفاع في بعض المباريات، لم تكن حافلة جوزية مورينيو هي الازمة، بل ان الازمة ان الرجل رفض حتى صيانة تلك الحافلة عبر السنوات فتجدها في مباراة تعدو مسرعة وفي يوم اخر تتعطل وترفض التحرك مهما حاول.

سيهاجم مورينيو بطريقة واحدة، لن يتخلى عن الطريقة التي تفوق بها سابقاً حتى لو فشلت مرة او اثنين وثلاثة سيجربها مرة اخري، وان تأزمت الأمور أكثر سيعاند ثم يهاجم هذا اللاعب او ذاك، او يخرج وقت فشل فريقه ليشير لنجاحه السابق، كل شيء ممكن الا ان يري الخطأ الواضح امام الجميع فقط عيناه ترفض ما يراه كل من حوله.

اعتاد جوزية مورينيو ان يتطلع بأعجاب ومهابة على ما قدمه اليكس فيرجسون، ولكنه رفض ان يسير على طريقه رفض التطور فتهاوت إنجازاته وسقط وأصبح الفشل أقرب له من النجاح الذي فقده في الطريق عندما أصر على الجمود.

لمتابعة الكاتب:

فيسبوك - تويتر

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا