مع وصول الوفد الاعلامي الجزائري بدأت الامور تتضح للإخوه في الجزائر الشقيق وتظهر حقيقة الحرب الشعواء التي توهمها البعض بين الشعبين المصري والجزائري .. فكان تجول افراد الوفد الاعلامي الجزائري في الشوارع المصريه ودخولهم الى المحلات واختلاطهم بالشعب المصري اكبر الاثر على الصيغة الاعلامية الجزائرية التي تغيرت بفعل الود الذي وجده الجزائريين في مقابلة المصريين لهم في كل مكان بترحاب وود وصداقة اظهرت حقيقة المشاعر التي يكنها الشعب المصري لكل ماهو عربي.
وأوضحوا أن كل ما يذاع عبر الفضائيات ويتم تناقله عبر مواقع الإنترنت من أن المباراة تمثل معركة حربية لا أساس له من الصحة، وأن وسائل الإعلام هي من تحاول بث الكره والضغينة بين أفراد الشعبين المتحابين. وأكدوا في تقاريرهم أنهم أرادوا إيصال رسالة إلى الجماهير في بلدهم «ادخلوا مصر آمنين» وحذروا من الالتفات إلى وسائل الإعلام المصرية لأنها لا تنقل الحقيقة عن الشعب المصري الطيب الكريم، مشيرين إلى مدى الود والكرم الذي قوبلوا به من قبل الجماهير.
واشارت التقارير الى ترحاب الشعب المصري بقولها "لدى جولتنا في القاهرة، حرصنا على أن نظهر هويتنا حتى نستشف ردة فعل الشارع من ذلك خاصة وأن بعض الاعلاميين الأقزام ما فتئوا يصورون المباراة بين المنتخبين على أنها صراع أزلي ينبغي فيه قهر المنافس بكل الطرق بعيدا عن الروح الرياضية والورود. ورغم أن الحديث في البداية كان عن "حنغلبكم"، "حنفوز عليكم" إلا أن النهاية كانت دائما: "ياعم ما تاخذ معانا شاي"
وكانت جريدة الشروق الجزائرية قد نشرت تقريراً مطولاً تحت عنوان "الحرب بين الجزائر ومصر لا توجد إلا في رؤوس الغندور وشلبي وعمرو أديب" حيث اكد التقرير المكتوب على لسان الصحفي "محمد بغالي" انه عندما وصل الى القاهرة كان يتخيل ان سيتم احتجازه بالساعات وانه كان مهموماً يشعر بخوف من المعاملة التي يتوقع ان يلقاها في القاهرة حيث قال " لكن أول احتكاكي بمصر الإنسان عبر شرطي الحدود بدد كل تلك المخاوف وبدأت أشك بأن "الحرب بين الجزائر ومصر ربما لا توجد إلا في رؤوس الغندور وشلبي وعمرو أديب"
واضاف قائلاً " بمجرد أن انتهيت من كل "الاستعدادات" الوثائقية والنفسية وجدت نفسي أمام شرطي الحدود، شاب وسيم في مقتبل العمر، أمسك بالجواز تصفح أولى ورقاته ثم بادرني بالسؤال »كلمني بصراحة في اعتقادك مين اللي حيفوز«، وأجبت بنفس الصراحة التي طالبني بها بعد أن استجمعت كامل صفائي»إذا اعتمدنا على قانون الاحتمالات فإن الجزائر ستتأهل طبعا«، نطقت بردي وأنا أنتظر اللحظة التي يطلب فيها مني بالتنحي جانبا والانتظار... في لحظة تبددت كل المخاوف، وتهاوت كل نظريات التهويل والترهيب، فشرطي الحدود، وبنفس الابتسامة الجميلة، وضع ختمه على جواز سفري وقبل أن يتمنى لي إقامة طيبة بالقاهرة، عبر لي عن امتعاضه الشديد من حجم الشحن الذي أنتجه بعض أشباه الإعلاميين، يبغون من ورائه الوقيعة بين شعبين عربيين كبيرين، هما في الحقيقة عقل الوطن العربي وقلبه"
واستمر التقرير يتحدث عن كرم المصريين الذين قابلوه بترحاب لمجرد معرفته انه جزائري الى رفض صاحب المحل تقاضي قيمة خط الموبايل الذي اشتراه الصحفي بل وشحنه مجاناً له بالاضافة الى العديد من المواقف التي تعرض لها الصحفي في القاهرة وجميعها تشير الى ان الحرب بين مصر والجزائر لاتوجد الا في عقول البعض فقط من الموتورين في البلدين.