"لاعيب"..تكتيكي تكتيكي



كلما جاء لاعب أفريقي ليختبر في الأهلي أو ليتفاوض وكيله مع الأهلي أتذكر إعلان "أسرع لاعيب فيكي يا مصر" والذي يقدم فيه أحد الوكلاء لاعب "بكرش" لأحد المدربين مؤكداً أنه "لاعيب تكتيكي تكتيكي".

 

عامة ما تبدأ المفاوضات على الإعلام قبل أن يعلم أي من اداريي الأهلي بهذا اللاعب وتبدأ القصة بخبر في الصحف أو في أحد المواقع نقلاً عن وكيل اللاعب وهو يرتدي "الطاقية" أن الأهلي يفاوض اللاعب ولكننا نرفض عرض النادي لأنه لا يتناسب مع اللاعب.

 

تكرر السيناريو مؤخراً مع "بانجورا" الذي أصبح إبهامه أغلى "صباع" أفريقي بعد أن صرح وكيله بأن الأهلي عرضه يتناسب مع الإبهام الأيمن "للحج بانجورا" وأن الأهلي عليه أن يرفع من قيمة "الشروة" حتى يستطيع نيل اللاعب بأكمله وليست أجزاء منه، علماً بأن تاريخ اللاعب هو مع فريق درجة ثالثة في النروج قبل انتقاله لأحد فرق الدرجة الأولى وتسجيل سبعة أهداف معه خلال الموسم الكروي.

 

وما أن يسمع الوكلاء أن الأهلي سيبيع أحد محترفيه ليتفاوض مع آخر حتى يتحول مكتب المهندس "عدلي القيعي" الى طوابير من الممثلين للاعبين أو "قرايبهم" لعرض لاعبين يقروا بأنهم الأفضل في تاريخ أفريقيا وتتعالى أوراق البيانات الشخصية والسيرة الذاتية والفاكسات على المكتب ومعها بعض "السي دي" تعرض اللاعب وهو يسدد في ملاعب عشبها أطول من أدغال "كينيا" ويرتمي حارس المرمى بشكل أسطوري لكنه لا يستطيع صد تسديدة اللاعب "التكتيكي" لتدخل مرماه ونرى جماهير دخلت الملعب لتحمل اللاعب بدون معرفة البطولة أو حتى النادي الذي سجل فيه اللاعب.

 

قد يكون السبب في هذا أسلوب الأهلي في التعاقد مع المحترفين والذي يعتمد على مشاهدة المحترف في اختبارات مع الفريق الأول أو الناشئين لأن الأهلي نادراً ما يخرج ليبحث عن المهاجم أو المحترف، بل ينتظر أن يأتي اليه عبر الوكلاء. وقد تكون الحالة الإستثنائية هي فلافيو وجلبرتو الذين طالب جوزيه بهم بعد مشاهدتهم مع بترو اتليتيكو وخاصة فلافيو الذي لم يستطع الأهلي التعاقد معه في بداية الأمر ليبدله بأفيلينو حتى جاء فلافيو ليشكل الإثنان بصمة أفريقية هامة في تاريخ الأهلي.

 

والحالة الإستثنائية الأخرى كانت مع فيليكس أبواجي الذي تعاقد معه الأهلي وهو يبلغ من العمر 17 عاماً ليشكل مع حسام حسن أقوى ثنائي هجومي في التسعينات. أما عن باقي التعاقدات فكلها باءت بالفشل الذريع سواء اسحاق أول أو صنداي أو أفيلينو أو جيلبرسون أو ماكي وغيرهم من الأسماء التي لا نتذكر عنها شيئاً.

 

ومع مقارنة الوضع الحالي لمحترفي الأهلي بإستثناء أمير سعيود الذي أبدع مع العربي الكويتي ولم نراه قط في أي مباراة لكننا مؤمنين بموهبته الفنية وننتظر مشاركته. فالتعاقد مع فرانسيس وغدار لم يقدم أي شيء جديد للأهلي ففرانسيس "بالرغم من تقديرنا لمجهوداته الحالية" سدد على المرمى طوال مبارياته مع الأهلي ما يساوي عدد تسديدات متعب في مباراة واحدة تألق فيها نجم الأهلي ومنتخب مصر. وغدار لم يأخذ فرصته حتى الآن لتحكم عليه الجماهير فعشرة دقائق أمام الشرطة أو هارتلاند لا تسمح لأفضل لاعب في العالم من إظهار أي من قدراته.

 

وبمقارنة محترفي الأهلي مع قرنائهم في الفرق المصرية الأخرى نجد أن الأهلي يأتي في المؤخرة من فاعلية المحترفين. حيث تفوق كوفي وإيريك بيكوي وبابا آركو ودودزي وعبدالله سيسيه وجودوين. لكن هذا لا يعني أنهم اذا تعاقد الأهلي مع أي منهم قد يبرزوا بنفس الأسلوب والدليل تشيرنو لاعب الإتحاد السابق الذي ظهر بقوة مع فريقه الإسكندراني وإختفى عند انتقاله الى القلعة الحمراء.

 

ولا أعلم اذا كانت مشكلة الأهلي مع التعاقدات هي بسبب عدم وجود كشافين للنادي في أفريقيا لمشاهدة اللاعبين على أرض الواقع وترشيحهم للأهلي بدلاً من انتظار الوكلاء لعرض "بضاعتهم". أم أن المشكلة في عدم قدرة الأهلي توفير القيمة المالية لمهاجمي من طراز عالي ليسوا بحاجة لأي اختبارات كمابي مابوتو لاعب مازيمبي أو رزاق أوتومويوسي البنيني الذي تعاقد معه ميتز الفرنسي لكن ارتفاع سعر اللاعبين وتخطيه حاجز المليون يورو أخرج الأهلي من المفاوضات.

 

والمشكلة الأخرى هي عدم قدرة بعض اللاعبين التأقلم مع الضغط الجماهيري والإداري في الأهلي الذي ينافس دائماً على بطولات متعددة في نفس الوقت، أو عدم قدرة اللاعب التأقلم مع أسلوب الحياة في مصر وهو عامة ما يحدث للاعبي أمريكا اللاتينية مثل جيلبرسون وكاستيلو لعدم قدرة أي منهم التفاهم بسهولة مع زملائه أو مع الجماهير.

 

بدون شك الأهلي بحاجة الى اعادة نظر في سياسة التعاقدات مع المحترفين وعدم الإنصياع الى قصر فترة التعاقدات والتي قد تؤدي الى سرعة التعاقد مع لاعب أو آخر لإغلاق "قائمة" المحترفين الثلاثة. ففي هذه الحالة أبناء النادي "أولى" اعطائهم الفرصة خاصة اذا لم يكن المحترف بحجم الأهلي. أو أن يبدأ الأهلي في استكشاف أفريقيا بحثاً عن المواهب كما تفعل أندية أوروبا وتأتي بدروجبا وإيسيان وتوريه وغيرهم. وبالطبع التفكير في بناء أكاديمية أفريقية للأهلي في دول غرب أو وسط أفريقيا قد تكون حلاً مثالياً يدر ربحاً كبيراً على الأهلي من تسويق اللاعبين محلياً أو عربياً أو أوروبياً وإختيار أنسبهم ليكون ضمن قائمة الأهلي الإحترافية.

 

نتمنى أن يبحث الأهلي عن محترفيه لا أن ينتظر وكلائهم لأن الجماهير تنتظر الأسماء الأفريقية أو العربية بفارغ الصبر ليكون نجم جديد يترك بصمته على محترفي الفريق لا أن يكون "أسرع لاعيب فيكي يا مصر ...لاعيب تكتيكي تكتيكي"

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا