شهد استاد غزل المحلة واقعة لم تكن الأولي ولا الثانية ولا حتي الثالثة .. شهد هذا الملعب الذي يسكنه "العفاريت" واقعة لا يجب معها أن تكون القرارات مرتعشة وغير تأديبية وغير قاطعة حتي يتعلم هواة الخروج عن النص أن الأدب فضلوه عن العلم.
مباراة المحلة والأهلي لم تكن الأولي في تاريخ هذه المدينة التي لا يحب جمهورها كرة القدم .. كرة القدم اللعبة البسيطة التي يفضل الكثيرون مشاهدتها من أجل المتعة والترفيه .. وأقولها مرة أخري .. المتعة والترفيه أيها الخارجون عن قوانين الحياة والكون.
اقتحام الملعب بالشكل الذي شاهدناه في مباراة كانت في مضمونها جيدة الي حد كبير هو مشهد فاضح .. وقد كنت أنا شخصيا قد تحدثت إلي أصدقائي قبل بداية المباراة بساعات وتوقعت ما حدث ليس لمجرد التخمين ولكنها بحكم خبرات سابقة شاهدتها وشهدها هذا الملعب وهذا الجمهور الذي لم يتخذ معه أي إجراء تأديبي.
اتحاد الكرة السبب الأول والأخير فيما نشاهده من فضائح لا يمكن السكوت عليها، فبالرجوع للخلف قليلا وليس إلي فترة زمنية كبيرة – شهدت أيضا خروجا عن النص من تلك الجماهير – نتذكر مباراة المحلة والمصري البورسعيدي في الموسم ذاته، وحدث وقتها نفس الأمر، وللأسف وبعد ربع ساعة كاملة استأنفت المباراة بعد اعتداءات وضرب وتكسير سواء علي لاعبين أو حكام أو إداريين .. ما هذا التهريج !!
أين القوانين؟ وأين العقوبات الانضباطية؟ أين لجنة الطواريء؟ وأين "رجال" الاتحاد المصري الذين يخرجون علينا يوميا بعقوبات واهية تتعلق بإشعال الشماريخ والسباب الجماعي الذي نسمعه في الشوارع وأصبح أمر عادي ! .. أين أنتم؟؟ هل سافرتم وتركتم البلد ومازلتم خارج نطاق الخدمة في مواقعكم؟
عقب مباراة المحلة والمصري المذكورة .. قررت لجنة الطوارئ – التي فيما يبدو تعمل في شركة المياه – قررت مضاعفة العقوبة على نادي غزل المحلة بإقامة مباراة بملعبه بدون جمهور لتصبح مباراتين، هل تلك العقوبة من شانها الحفاظ علي الأمن والأرواح علما بانها لم تكن الواقعة الأولي كما ذكرت سابقا.
الغريب في الأمر أن جميع من كان يشاهد المباراة أثبت و"بصم بالعشرة" أن الهدف الأزمة كان بالفعل صحيحا إلا فريق غزل المحلة الذي تسبب بالدرجة الأولي في تلك الثورة التي ضربت المدرجات وتسببت في هذا المشهد البعيد عن الأخلاق والتربية .. إنها الفوضي في كل شيء.
والأغرب أن حارس مرمي المحلة سامح علي – الذي شاهدته الأعين علي شاشات التليفزيون يندب وينوح عقب احتضان الكرة شباكه، شاهدته وهو يقسم بالله أن الكرة ليست هدفا !! سبحان الله .. ومن بعده المدافع الذي أمسك برأسه وأخذ يلعن سوء الحظ فهو من تسبب في الهدف !! أمر غريب جدا ..
لك أن تتخيل عزيز القاريء أن هناك الكثيرين من جميع الانتماءات التي تناصر أندية مصر أصابها حالة من الاستياء حينما صعد فريق غزل المحلة مرة أخري لدوري الأضواء، هذا الإحساس لم يكن نكاية في الفريق نفسه، ولكنه كرها في هذا الملعب والجماهير التي تأتي اليه ونوعيتها غير الواعية فقط.
السؤال الأخير الآن .. ماذا سيكون القرار أيها السادة المحترمين ؟؟ جميعنا شاهد الواقعة إلي جانب مشهد الاعتداء علي طاقم التحكيم وهو يغادر الملعب .. يا من تقومون علي "طبخ" القوانين .. تسببتم في عدم ثقة الكثيرين في اتخاذ القرار حتي انه بعد كل ما حدث لم يكن أحد متأكدا اذا كانت المباراة ستستكمل أم لا ؟؟
لذا .. أريد "حلة" .. أو تهبط المحلة ..