عاشت جماهير الاهلى مساء الاربعاء لحظات رعب لا يمكن أن تصورها او تخيلها فى وقت غُيب فيه الامن بفعل فاعل لتقع جماهير الاهلى فريسة للمتربصين ويسقط العشرات من القتلى بفعل فاعل .
وقد تواجد مع جماهير الاهلى ومجموعات الاولتراس أحد افراد اسرة الموقع وهو الزميل زياد أشرف والذى يحرص على حضور المباريات استمرار لدعم النادى الاهلى كونه احد عشاق الاهلى وسنروى لكم اللحظات العصيبة التى عاشتها الجماهير فى ارض الملعب فور اطلاق الحكم لصافرة المباراة .
حيث قامت جماهير المصرى بالزحف الى ارض الملعب باعداد كبيرة فور انتهاء المباراة والجرى تجاه جماهير الاهلى التى ظنت ان الامر لن يخرج عن كونه محاولة تهديد مثلما حدث في مباراة الأهلي والمحلة ولن تتقدم جماهير المصرى للتعدى على اشقائهم فى مدرجات المصرى وطلب كابو وهو احد كبار مشجعين اولتراس اهلاوى من الجميع الثبات وعدم التحرك .
الا ان زحف جماهير المصرى لم يتوقف وبدأت المناوشات فتم القاء الشماريخ والطوب فى المدرجات لتفكر جماهير الاهلى فى الخروج سريعا من المدرجات وأرض الملعب والرحيل مما سبب تدافع كبير على سلالم المدرجات الموجودة داخل الممر المؤدى الى بوابات الخروج من الإستاد وهو المكان الذي يستوعب 50 فرد على الحد الإقصى .
وعندما وصلت الجماهير الى البوابات فى ظل هرولة وركض وتخبط هربا من بطش المعتدين المحملين بالطوب والشماريخ وفى روايات اخرى لم يراها شاهدنا على الاحداث بعينه فكان بعض المعتدين يحملون اسلحة بيضاء ويستخدمون الاحزمة فى الضرب .
وحينما وصلت الجماهير الى بوابات الخروج من الملعب وجدتها مغلقة بفعل الامن الذى قام باغلاق البوابات تماما ومنع الجماهير من الرحيل على الرغم من انها فتحت لجماهير المصري ليتكدس المئات ويصل عددهم الى ما يفوق الالف فى نفق لا يتسع لاكثر من 50 فرد .
وقد سارعت بعض الجماهير للركض هربا الى ارض الملعب بينما تواجد شاهدنا فى النفق الذى امتلئ عن أخره بجماهير الاهلى التي تواجدت فوق بعضها ولم تتمكن من الرحيل عن الملعب بسبب غلق بوابة الخروج ولم تتمكن من العودة الى المدرجات مرة أخرى فى ظل تجمهر المعتدين فى بداية النفق والقاء الحجارة على الجماهير من فوق واشعال الشماريخ لمنعهم من العودة الى المدرجات ، كما هو موضح بالصورة .
وهو الامر الذى استمر لقرابة النصف ساعة مما تسبب فى فقدان العديد من الارواح وفقا لما مر به زميلنا فى الموقع حيث عانى من الالام بسبب التكدس وهو ما تسبب فى صعوبة التنفس والاقتراب من الاختناق بالاضافة الى الالام الناتجة عن التعرض للرشق بالحجارة بجانب الضرر النفسى لرؤيته من يحيط به يقتربون من الموت ووداع الحياة مما جعله هو الاخر يتلو الشهادة اكثر من مرة لشعوره باقتراب ساعته لولا العناية الالهية التى اعادته الى اهله سالما .
حيث شاهد بعينيه محاولات المحيطين به للنجاة وفى هذه اللحظات حاول البعض الدفع و الركل و احيانا "العض" من اجل التشبث بالحياة الا ان الكثيرين فشلوا فسقطوا اموات مما اصابه بالشلل المؤقت والعجز التام عن الحركة .
وفى هذه الاثناء فقدنا العديد من الارواح فى ظل تخاذل قوات الامن وسقوط الجماهير قتلى ومصابين فوق بعضهم البعض داخل نفق الموت وحتى من لم يصاب لم يقدر على التحرك بعد ان اصابه الشلل المؤقت بفعل الصدمة العنيفة بالاضافة الى تعرضه للاختناق وعدم القدرة على التنفس .
وجائت عناصر الجيش بعد قرابة النصف ساعة الا انها لم تقتحم ارض الملعب لتطهر المدرجات بل اكتفت باطلاق بعض الاعيرة النارية من خارج الملعب فى الهواء وهو الامر الذى لم يحرك ساكنا فى المعتدين الذى قتلوا ارواح بريئة وتسببوا في موت أرواح اخرى لم ترتكب اى ذنب سوى تقديم الدعم للاعبين فى ارض الملعب .
وبعد مضى برهة من الوقت مرت كدهر على بعض ممن تمكنوا من الاحتفاظ بحياتهم رحل المعتدين ليتمكن الجماهير من العودة الى المدرجات والنزول الى ارض الملعب منها للنجاة بحياتهم ليفاجئوا ببعض الجماهير التى كانت رحيمة بهم فقدمت لهم المساعدة .
ويروى زميلنا انه اتصل هاتفيا باحد اصدقائه من مشجعى المصرى وهو يعمل باحد المواقع الاليكترونية المهتمة بمتابعة اخبار الفريق البورسعيدى وبالفعل قابله فى ارض الملعب وسط اهتمام بالغ من العديد من مشجعى المصرى العقلاء ومحاولة لتخفيف الام المصابين وعرضوا عليه ان يبيت فى منزلهم كما عرضوا على الكثير من مشجعى الاهلى .
كما حرص ابراهيم حسن على التوجه الى المصابين الذين تواجدوا فى ارض الملعب من أجل الاطمئنان عليهم مقدما اعتذاره وتحمل الكثير من العتاب حيث قام بعض المصابين بالتعدى عليه لفظا الا انه تمالك اعصابه مقدرا لما حدث وما مر به هؤلاء من ظلم وعدوان وحاول التخفيف عليهم باكبر قدر مكدا انه لم يكن يعلم بما حدث وسيقوم بالتحرك السريع وبالفعل فقد اعلن تقديم استقالته فورا .
وبعد ان رحل زميلنا من ارض الملعب مصاحبا لزميله الذى يعيش فى بورسعيد اكتشف انه فقد حذائه ليتذكر ان هناك من ضغط على قدمه من الخلف لينخلع حذائه اثناء التواجد فى النفق الا انه لم يقوى على استرجاعه بعد ان اكتشف ان هناك من فقد حياته خلفه ليرحل من الملعب .
يذكر ان الامن لم يقم بدوره من البداية فى حماية الجماهير فتغاضى عن تفتيش الجماهير تماما قبل دخولهم الى ارض الملعب مما جعل من تواجد الاسلحة البيضاء فى ارض الملعب مهمة سهلة وممكنة لكل من يفكر فى ارتكاب جريمة بل واحضار اسلحة نارية اذا تطلبت الحاجة .