مر أكثر من أربعين يوماً على مجزرة بورسعيد وأصبحت تفوح دلائل لأهداف وضعها الكثيرون لتدبير ما حدث في يوم مباراة المصري المشؤومة. فالنيابة العامة حتى اليوم لم تخرج بأي قرار أو اتهام مباشر في التحقيقات واتحاد الكرة ينتظر النيابة لإعلان قراره..رغم أن الموضوعين منفصلين ادارياً...لكنها العادة التي حكمت الإتحاد عشرات السنوات في انتظار القرار الحكومي للعمل به.

 

وقد يكون من قمة "الإستغباء" عدم ظهور ولو إسم وحيد على أنه متهم أثبتت عليه الدلائل رغم التقدم العلمي والتقني للمباحث الجنائية أو حقيقة أن كل ما حدث تم تصويره بعشرات الكاميرات ومنها ما تم عرضه فعلياً في الإعلام. واذا قارنا هذا بمشروع قامت بتمويله قناة "ناشيونال جيوكرافيك" لمعرفة تفاصيل حرب من حروب صلاح الدين مع الصليبيين في مكان سمي "بمعبر يعقوب" بدراسة الهياكل التي وجدت في مكان المعركة التاريخية.. ونجحت من خلال استعمال الأطباء الشرعيين والتقنيات الحديثة المتوفرة في أي مستشفى مصري من اعطاء تقرير مفصل عن كل هيكل عظمي وجد كيف قتل وما كانت وظيفته في الحرب الدائرة.

 

أي أن مجموعة صغيرة بتمويل محدد نجحت في فك أسرار معركة حدثت من 1000 سنة بينما فشل الجميع في اعطائنا اسم مسؤول عن الحادثة التي جرت أمام أعيننا منذ أيام!

 

الهدف في رأيي هو وضع الآلتراس في خطوة  "كش ملك"...حيث ان تأخر القرار و"تبريد" القضية سيعطي الوقت للحملة المضادة على الآلتراس وهو ما حدث فعلاً من الإعلام وبعض نواب مجلس الشعب ويهدف في زيادة الضغط على الآلتراس من أجل سيناريوهين

 

الأول: ألا يتحمل الآلتراس الضغط ويبدأ في التفكك أو تكاثر الخلافات داخله فيتحول الى الخلافات الداخلية وعنها تنتهي الجبهة الأولى المدافعة عن قضية بورسعيد معتمدين على زيادة الضغط المالي على الأندية وعلى صناعة كرة القدم التي ستكون مطالبة باعادة البطولات نظراً لاقتراب الجميع من الإفلاس بسبب التوقف. وهنا سيكون الآلتراس خاسراً لقضيته الكبرى ويصبح سهل القضاء على هذه الظاهرة "المتحررة".

 

الثاني: أن يزيد هذا من إحتقان الآلتراس ويخطيء في التصرف بأن يتجه الى العنف أو الدم لاستعادة حقوق من سقط وهنا يكون الإعلام حاضراً بالحملة التي بدأ فعلاً في شنها من تحويل الآلتراس الى بلطجية وخارجين عن القانون والمطالبة بالاقتصاص منهم وتناسي القضية الأساسية على أن يكون هذا مرفقاً بضغط سياسي من بورسعيد.

 

ومع حدوث أي من السيناريوهين السابقين ستنجح حركة "كش آلتراس" في انهاء هذه النوعية من الجماهير خاصة اذا دعمتها بقوانين "مفصلة خصيصاً" لشغب الملاعب أو لتنظيم التشجيع في الملاعب تنهي أي احتمال لنهوض الآلتراس في المستقبل.

 

لكن ما فاجأ الجميع هو الوعي التكتيكي لدى هذه الفئة والتي لم تنجر الى أي مهاترات اعلامية أو الى ردة فعل عنيفة ودموية "حتى الآن" وتحول تكتيكها الى وقفات ومسيرات مدعومة بأهالي الشهداء. مروراً بمطالبتهم بمحاسبة رئيس أمن بورسعيد ومحافظها على تقصيرهم الأمني وتركيزهم على هذا الحق في مسيراتهم. وعدم ردهم على أي محاولات لتسييس القضية بأنها بين جمهور القاهرة وجمهور بورسعيد وأنها محاولة خلق فتنة في مصر في هذه الظروف.

 

ومن ثم تطور هذا الى إجتماع تاريخي بين جماهير الأهلي والزمالك وحدوا فيها الصفوف، وقبلها كانت مسيرات ضخمة جالت في الإسكندرية والمنصورة ودمياط ومختلف الأقاليم.

 

وساعد الآلتراس على تخطي الألغام الإعلامية اتفاق لاعبي الأهلي على عدم عودة أي بطولة محلية بدون قصاص عادل ومحاسبة المجرم والمتسبب والمدبر سواسية. وقد تكون هذه خطوة سيذكرها التاريخ حيث أن الجميع يعلم أن لا كرة قدم في مصر بدون الأهلي وجماهيره ومع دخول الزمالك وجماهيره في نفس المعادلة تصبح القضية منتهية.

 

هنا تحول الأمر ليصبح "كش ملك" لكن من جهة الآلتراس فمع تسرع الحملات الإعلامية من بورسعيد والتي تزعمها النائب أكرم الشاعر والبدري فرغلي وهو ما أعطى مفعول معاكس لما كان يهدف حيث تحول الضغط من الآلتراس وأغلبية الشعب ليكون مباشر على نواب بورسعيد وجماهير المصري والإعلام الذي يسانده.

 

أضف الى هذا المحضر الذي تم تحريره في حق حسام حسن، بالاضافة الى التخبط الإداري من اتحاد الكرة الذي يظهر في استعجال الفيفا له باتخاذ القرارات اللازمة تجاه ما حدث. وهو ما نتج عن الغاء الدوري العام وهي أولى نقاط النجاح لقضية بورسعيد. والثانية هي الردود الشعبية القاسية تجاه نواب بورسعيد. وهو ما يعد خسائر اعلامية وسياسية وادارية كبيرة تجاههم غيرت مجرى الريح في الاتجاه المعاكس لما كان مطلوب.

 

هدوء الآلتراس وكبتهم لغضبهم وتركهم القنوات القانونية تسير كما هي "رغم البطء المبالغ فيه" أفشل خطوة "كش آلتراس" ويتبقى عليهم أن يستمروا بنفس المنهج ويحاولوا اجتذاب اكبر قدر من المساندة الجماهيرية والاعلامية لهم حتى يصبح لا مفر من إعلان أسماء المسؤولين عن المجزرة لمقاضاتهم وعدم الإكتفاء بأسماء بعض المسجلين خطر "عشان يشيلوا القضية" خوفاً من استمرار الخسائر لمحاولة تمييع القضية.

 

وفي النهاية حق من سقط والمطالبة بالقصاص هو من سينتصر...وسيساعد عليه "غباء" من حاول التحرك في اتجاه "كش آلتراس"

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا