جاء صباح اليوم الأخير لشهر أغسطس في عام 2006 ليكسر الروتين المعتاد للعديد من المصريين وخصوصاً متتبعي أخبار كرة القدم.
استيقظ البعض وانا منهم على خبر جعلهم لا يصدقون ما يسمعونه وفوجأ البعض الأخر بهذا الخبر أثناء عملهم والبعض علمه عندما كان يمر بأحد الشوارع وغيرها من الأوضاع التي تم سماع الخبر السئ بوفاة أحد افضل لاعبي كرة القدم في مصر حينها.
لم يكن نبأ الوفاة عادياً فهذا النجم الذي رحل وهو لم يكمل ربيعه الثالث والعشرين رحلت معه العديد من الذكريات القصيرة الطيبة ، خبر وفاة النجم الراحل محمد عبد الوهاب حمل معه صدمة كبيرة سقطت على رأس ملايين المتتبعين اللذين حزنوا لفراق هذا الابن البار كحزنهم على فراق أقرب الناس اليهم.
عبد الوهاب الذي سقط على ملعب تدريب النادي الأهلي في التاسعة صباحاً من يوم الحادي والثلاثين من أغسطس لعام ألفين وستة كان يمر بمشكلة أثرت عليه نفسياً في الفترة الأخيرة بسبب بقاءه او رحيله عن الأهلي ، فهو يريد أن يكمل ويستمر في القلعة الحمراء ، بينما يضع نادي الظفره الاماراتي الذي كان يملك حقوق بيع وشراء اللاعب وقتها شروطاً كثيرة ليستمر اللاعب في النادي الأهلي.
كان جميع عشاق الأهلي ينتظرون حل هذه المشكلة ليبقى عبد الوهاب في قائمة الفريق ويشارك معهم في مباراة دور المجموعات أمام الصفاقسي التونسي خصوصاً بعد أن ظهر عبد الوهاب قبلها بأيام في برنامج الكابتن أحمد شوبير وقال حينها أنه سيستمر في الأهلي لأنه وعدهم بذلك ويجب أن ينفذ وعده مع الأهلي لأن النادي الاهلي لم يقم أبداً بوعده بشئ ولم ينفذه.
محمد عبد الوهاب رحل عند الدنيا ولكنه ترك لنا قدوة عظيمة ورائعة لشخص مثالي فقد كان عبد الوهاب لاعباً مميزاً وله بصمات واضحة خلال الفترة القصيرة التي قضاها في الملاعب ومحترماً ومتديناً وباراً بأهله ووفي لناديه وصاحب أخلاق عالية يشهد له بها كل من عرفه.
رحل عبد الوهاب لترحل معه بسمة الرقم "3" الذي لم يرتديه أي لاعب في الأهلي من بعده طوال الست سنوات الماضية في البطولات المحلية تقديراً وتخليداً لذكرى هذا النجم ، رحل عبد الوهاب ورحل من بعده والده حزناً على فراق الابن الغالي ليتركا والدته في هذه الدنيا تعاني من ألم الفراق ، رحل عبد الوهاب ورحل معه الكثير من الأمنيات ولكن تبقى دائماً السيرة الحسنة والمشاعر النبيلة عند سماع اسمه .. لن ننساك يا عبد الوهاب.
للتواصل مع الكاتب