الأهلي .. زمن المعجزات لم ينته



عندما يتكرر الإعجاز أكثر من مرة فالأمر يتخطى حدود الإعجاز ليدخل في دائرة الأمور الخارقة لطبيعة الكون..

ومن يكرر الإعجاز والمعجزات هو الأهلي فحسب ..

فريق يلعب بطولته القارية لعامين متتاليين دون نشاط محلي.. دون جماهير في 90% من المباريات .. يعاني ليجد ملعب مناسب لمبارياته.. وسط أزمات سياسية واجتماعية ومادية طاحنة.. بجهاز فني يخوض تجربة الإدارة الفنية لأول مرة في تاريخه .. بلاعبين لا يتقاضون مستحقاتهم لأغلب الوقت .. بتشكيل إضطراري في كل المباريات تقريباً وسط إصابات وإيقافات وإعتزالات ورحيل للنجوم .. ثم يتوج باللقب القاري في المرتين .. ويرفع اسم ناديه في أعلى الدرجات ويفرض نفسه برقم قياسي من المشاركات في كأس العالم للأندية ..

الأهلي جعل من المستحيل لعبة يلهو بها كيفما شاء ..

هؤلاء الأبطال يستحقون ما لا توجد كلمات لوصفه .. محمد يوسف الذي تحمل السخرية والإنتقادات والتشكيك في قدرته على تدريب الأهلي، وأمنيات البعض له بالفشل .. تحمل رحيل نجومه رغماً عنه ولم يشكو في يوم من نقص صفوفه أو حالة لاعبيه .. فضل أن يعمل دون أي يشعر به أحد وانتشل فريقه من الإحباط ليقوده لأعلى درجات القمة .. أحمد أيوب وطارق سليمان اللذان رفضا إغراءات المال والراحة ليقررا مواصلة رحلة بدآها مع الأهلي، ويكتبا إسميهما في تاريخ النادي العظيم .. ومعهم بقية أفراد جهاز فني وإداري وطبي عمل في صمت ودون شكوى ليكونوا قادة كتيبة الإنجاز ..

وائل جمعة.. القائد الذي رفع الكأس ليتوج بها مشواراً تعجز السطور والكلمات عن إيجاد مسمى له .. بطل أفريقيا 6 مرات لو كان نادياً بمفرده لأصبح ثاني أكبر أندية القارة بعد الأهلي .. محمد أبو تريكة .. الذي اقشعرت الأبدان ودمعت العيون حين رفع يده مودعاً لجماهيره والذي لن يعود الملعب كما كان بدونه.. أحمد فتحي .. المكوك الذي لا يهدأ والنجم الذي لا يخبو مهما كانت المعوقات .. شريف إكرامي .. الوحش الذي ذاد عن عرينه بكل بسالة ولم يلتفت لكل من شكك وهاجم وسخر ليُفضل أن يرد على الجميع على أرض الملعب .. حسام عاشور .. الجندي الذي رضي بدور المجهول، وهو من هو في أرض الملعب .. يكفيه 100 مباراة إفريقية وخمسة ألقاب لدوري الأبطال وهو بعد في السابعة والعشرين من عمره ..

شريف عبد الفضيل .. يغيب ويختفي لكن حينما تحتاجه تجده رجلاً على قدر المسئولية .. محمد نجيب الذي احتمل السخرية ليعود بطلاً جريئاً ومقداماً .. سيد معوض الذي لا يكبر إلا مقاماً وروحاً وأداء ..  وليد سليمان وعبد الله السعيد وأحمد عبد الظاهر الذين يغيبون أحياناً عن التألق لكنهم يعودون دائماً في الوقت المناسب .. وبقية الكتيبة سعد الدين سمير ورامي ربيعة وعماد متعب وأحمد شكري وأحمد شديد قناوي وأحمد عادل عبد المنعم ومحمود أبو السعود والسيد حمدي ودومينيك دا سيلفا ومحمود تريزيجيه وشهاب الدين أحمد وأحمد نبيل مانجا وعمرو جمال .. الذين كان لكل منهم دوره في وقته .. ولن ننسى الزئبقي محمد بركات الذي بالرغم من إعتزاله كان حاضراً مع الفريق في الأوقات الحلوة والمرة ..

مجلس إدارة وفر لفريقه العمل في ظروف بالغة القسوة .. وجماهير عظيمة جاءت في الوقت المناسب لتشد من أزر لاعبيها وتقودهم للنصر .. منظومة متكاملة تعلن للعالم أن زمن المعجزات لم ينته .. طالما أن هناك على الأرض كيان اسمه النادي الأهلي ..

الأهلي .. الأهلي وحده .. فوق الجميع

 

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا