جاريدو ...هل فشل فنياً "خلاص"؟



عادة ما يتم ترك المدير الفني الجديد فترة زمنية ليتم الحكم عليه بعد أن يكون قد تعرف على امكانيات لاعبيه وفريقه وجهازه المعاون والبطولات التي يشارك فيها اذا ما كان هذا المدير الفني لم يدرب في أفريقيا سابقاً.

إلا أن جمهور الأهلي يملك حاسة سادسة نحو مديريه الفنيين ويشعر بمن يملك الشخصية والأدوات للنجاح ومن لا يمتلكها لكنه يعطي دائماً الفرصة لعل وعسى يظهر المدير الفني عبقرية استثنائية ويبدأ في صنع فريق قوي يمكنه اعتلاء قمة أفريقيا كعادة الأهلي في مختلف أجياله.

جاريدو تحول الى لغز لجمهور الأهلي لا أحد يستطيع الحكم عليه فالجميع يشعر أن بعض اللاعبين تم العمل على تطوير ادائهم بشكل واضح كسعد سمير ومحمد هاني وحسين السيد وحسام عاشور وتريزيجيه الا أن الأداء العام للفريق يفتقد للشيء الأهم لجمهور الأهلي وهو "الشخصية".

لم ينجح جاريدو في تكوين شخصية لفريق الأهلي، فلا شكل محدد للفريق ولا مهام واضحة ولا روح قتالية نراها ولا تجانس ولا تنظيم دفاعي ولا جمل تكتيكية ناجحة وهي العناصر الأساسية للفريق الذي يملك شخصية فما الذي يمكن أن نقوله عن جاريدو بعد انقضاء ثلاثة أرباع الموسم الأول له في الأهلي؟

فشل في علاج الأخطاء الدفاعية المكررة

الرجاء والمقاولون وانبي والاسماعيلي ودمنهور والمقاولون مرة اخرى في المباراة الأخيرة مع غيرها من المباريات التي تلقى الأهلي فيها هدف من نسخة مكررة، اندفاع هجومي ساذج من لاعبي الفريق وخاصة ظهراء الجنب المتواجدين اغلب المباراة في أرض المنافس ومع انعدام وزن دفاعي دائم لعبدالله السعيد وحسام غالي وعاشور وسوء تمركز من ظهيري القلب سواء نجيب وسعد او سعد وشريف اسباب تكررت كثيراً والنتيجة هدف معاكس لسير اللقاء الذي عادة ما يكون الأهلي متحكم بايقاعه بدون احراز اهداف.

هي مصيبة اذا المدير الفني لم ينتبه لهذا الواقع ومصيبة اكبر اذا كان يعلمها ولا يجد حلاً لها فبناء الفريق يكون بسد ثغراته الدفاعية والهجومية وتنظيم وسط الميدان ويتم هذا بما تملك من لاعبين حسب امكانياتهم البدنية والفنية فوظيفة المدير الفني ايجاد حلول للثغرات وخلق فرص هجومية وتدعيم المراكز الشاغرة في الفريق وهو ما لم يفعله جاريدو خاصة مع الشق الدفاعي.

شخصية الفريق

لقد عاصرت اعتزال جيل الخطيب وعلاء ميهوب ومصطفى عبده ومجدي عبد الغني وطاهر ابو زيد واستمر الأهلي عامين يحاول بناء فريق بتدعيم مراكزه ومن ثم جاء جيل حسام حسن ومجدي طلبة وكمونة وعمارة وابو الدهب وبعد رحيل هذا الجيل استمر الأهلي محاولاً بناء فريق حتى جيل ذهبي سيطر على أفريقيا واصبح الدوري بالنسبة له نزهة.

ما يجتمع في كل الفرق الأهلاوية التي تسيدت مصر واحياناً افريقيا هي شخصية الفريق، وهو ما يبنيها اختيار لاعبين يصلحون لارتداء الفانلة الحمراء ومعهم مدير فني يعلم كيفية اخراج طاقات اللاعب المصري الذي يمتلك عيوباً غير موجودة في اوروبا وعليه فك شفرتها لبناء فريق متلاحم ومتفاهم ويعمل ككتلة واحدة ومقاتل حتى الثانية الأخيرة وهو لا نراه الآن ولم ولن ينجح جاريدو في بنائه.

ما هو تكتيك الأهلي؟

احياناً أشعر اننا نلعب بطريقة "العين صابتني ورب العرش نجاني" فعندما نتلقى هدفاً نبدأ في القتال واللهاث خلف الهجوم وقد نحقق هذا، واحياناً لا نحققه كمباراة انبي والمقاولون والرجاء، فتكتيك الفريق غير مفهوم اذا ما كنا نلعب 4-4-2 أو 4-3-3 أو 4-2-3-1 أو 4-1-2-3 ولا نستطيع توقع التشكيل المتغير باستمرار ولا نعرف ما هي شخصية الفريق حتى الآن.

فنحن لا نشكل خطراً على المنافس عندما نلعب بالـ "shadow striker" ونشكل خطورة قليلة عند اللعب بمهاجم منفرد وعندما نهاجم باثنين نفوز ونقوم بتغييرها في المباراة التالية!

خط الوسط لغز كبير في تكتيك الأهلي فدائماً ما شكل قوة الفريق لاعبي خط الوسط كعلاء ميهوب ومجدي عبد الغني ومن بعدهم مجدي طلبة وأسامة عرابي ومن ثم شوقي وتريكة وفتحي وبركات أما الآن فحسام غالي وعاشور ورزق والسعيد أكثر من يفقد الكرة في أرض الملعب مما يسهل للمنافس الهجمة المرتدة التي لعب عليها جميع من فاز على الأهلي بخطة "دافع بقوة وكثافة وستأتي الفرصة لتسجل"

المدير الفني الراغب في فرض خطة لا يملك الفريق لاعبين قادرين على تنفيذها هو مدير فني فاقد لامكانيات النجاح في أفريقيا، فالملاعب سيئة واللاعبون كسالى وفي حاجة للشحن المستمر بالاضافة لضرورة السيطرة على النجوم وخلق التجانس والتشكيل الأساسي الذي يمكنه بناء التفاهم للفوز بالبطولات.

اللاعبون والتوفيق

لا ننكر أن أي مدير فني عمل مع تريكة وبركات وسيد وووائل وفتحي ومتعب وفلافيو هو مدير فني محظوظ، أضف اليه توفيق يأتي مع المجهود المبذول من أساطير كروية مصرية ليأتي التوفيق مسانداً لها، على عكس الآن فالأهلي بحاجة لخط دفاع كامل أو على الأقل لاعبين رئيسيين، ويحتاج الى ظهراء جنب على وزن سيد معوض وفتحي "وللأسف لا يوجد أي لاعب حالي يملك هذا" وانت بحاجة للاعبي خط وسط يجيدوا الدفاع وتمرير الكرة بدقة والتسديد والأهم هو صانع العاب قادر على تحريك الفريق.

فجأة انخفض اداء تريزيجيه ووليد سليمان وعبدالله السعيد وحسام غالي وعاشور فاهتز الأهلي، فلا نعرف الأسباب للمنحنى المستمر في أداء معظم اللاعبين، فهل هو عدم اقتناعهم بمديرهم الفني؟ أم عدم قدرتهم على تنفيذ تكتيكه؟ أم غياب اللاعب الذي يستحق حمل اشارة "الكابتن" ليكون روح الفريق والمحفز لزملائه وهي ما كنا ننتظره من حسام غالي ولم تأتي الرياح بما تشتهي السفن.

غياب التوفيق هو شيء وارد في أي فريق مع اي مدير فني، فمورينيو لم يكون موفقاً مع الريال هذا لا يعني انه مدير فني ضعيف، فهناك مباريات لو خدمك التوفيق لتغير واقعك مع أي فريق، وعامة ما يكون سوء التوفيق اشارة بأن هذا الشخص غير مناسب لهذا المركز، فمباراة انبي والاسماعيلي والمقاولون والمغرب التطواني هي أمثلة لغياب تام للتوفيق الذي يأتي دائماً مع روح الفريق القتالية أو كما نسميها كمجتمع أهلاوي "روح الفانلة الحمراء"

قراءة المباراة والخصم

في مباراة دمنهور دفع المدير الفني بعفروتو في الشوط الثاني للاستفادة من سرعته مع انخفاض القوة البدنية لخط وسط وأجنحة الأهلي بسبب الاندفاع المستمر بدون احراز هدف، وكرر حسن شحاتة الأمر ذاته فدفع بمحمد سالم في الشوط الثاني ليحرز الاثنان هدف فريقهما والأمر ذاته مع الاسماعيلي في اللعب على المساحة خلف لاعب الوسط وارسال بينيات او كرات ساقطة خلف ظهيري قلب الأهلي، وفشل جاريدو في قراءة ما يحدث والتعامل معه خلال المباراة.

أمام المغرب التطواني وضع جاريدو خطته على الاستحواذ والضغط على الخصم لمنع تقدمه وعدم الاندفاع الهجومي مع عدم اشراك رأس حربة صريح، ومع سير المباراة اكتشفنا ان الفريق المغربي هو منافس عادي خط دفاعه يرتبك بشدة مع الضغط وغير قادر على الاندفاع الهجومي بسرعة، ورغم هذا استمر جاريدو طلباً في التعادل ولم يشكل خطورة على المنافس رغم استحواذه وهي ما كان يمكن حلها برأس حربة ومعه مؤمن زكريا او رأسي حربة مع ثبات الدفاع، لكن القرار المسبق بعدم أخذ متعب أو عبد الظاهر لأنه لن يحتاجهما في خطته أثبتت أنك يجب عليك أن تتوقع أي احتمال حتى ولو كان أن الخصم مستسلم ويمكنك هزيمته على أرضه لتنقلب المباراة عليك وتخسرها ويتهدد وجودك في دوري الأبطال!

ماذا سيكون قرار المجلس تجاه جاريدو؟

غياب شخصية الفريق وعدم فهم امكانيات اللاعبين وضعف التكتيك والفشل في قراءة المباراة والخصم وابتعاد التوفيق هي وقائع تتكرر وتسوء مع الوقت ولا نرى أي احتمال في تغيرها طالما استمر جاريدو بالرغم أنه مدير فني جيد وقد ينجح مع أندية أخرى لكن ليس مع الأهلي.

فالحساب آخر الموسم تصلح في حالة بونفرير الذي كان متصدر للدوري بالرغم من أن الأغلبية القصوى للأهلاوية أرادت أن يرحل قبل نهاية الدوري لشعورهم أن الأهلي لا يؤدي بالشكل الذي سيجعله يفوز بالدرع وفشل بونفرير، أما في حالة جاريدو فالمجلس أمامه الآن فرصة لينقذ دوري أبطال أفريقيا والاستمرار في القتال على الدوري رغم أنه أصبح أمراً صعباً مع الواقع الحالي.

كيف تتوقع أن يقوم جاريدو بتجهيز لاعبيه في أربعة أيام للفوز على المغرب التطواني وهو يشعر داخلياً بعدم النجاح ويتلقى الهزيمة تلو الأخرى، الا اذا كان المجلس يخشى من أنه اذا ما جاء مدير فني آخر واستمر الأداء السيء سينقلب الجمهور على ادارته بسبب الصفقات غير الفعالة وعدم القدرة على تدعيم الفريق بلاعبين على مستوى الأهلي؟

الأيام القادمة هامة جداً في نتائج هذا الموسم وتحتاج الى حكمة وادارة جيدة للأمور من قبل لجنة الكرة والادارة لاتخاذ القرار الصائب....فالجمهور لا ينسى ولا يرحم

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا