تحليل الأهلي: أول ظهور لطريقة لأنطوي وإيفونا مع تبديلات "المجاملة"؟



لعب الأهلي أمام إنبي في الأسبوع الأخير من الدوري المصري وتعادلنا، في مباراة لم تكن مهمة على الاطلاق سوى أنها تكملة لبطولة انتهت، ولكن شهدنا بها نرفزة لم تكن مبررة من اللاعبين.

وبالرغم من أنها غير مهمة، الا أن الأهلي لعب بتشكيلته الأساسية، ولكنه غيّر طريقة اللعب التي بالتأكيد سنعتمد عليها بالفترة المقبلة خاصةً بعد التعاقد مع الثنائي جون أنطوي وماليك إيفونا، فمباراة إنبي أظهرت بعض النقاط الإيجابية وأخرى سلبية وهي:

أولاً: من غير المبرر أن نلعب هذه المباراة غير المهمة بنفس التشكيل الأساسي على الرغم من المعاناة من ضغط المباريات بل وتلاحم موسمين، فلاعبي الأهلي لن يكون عندهم الميزة في نيل راحة سلبية.

ولكن بالرغم من هذا الأمر الا أن فتحي مبروك فضل اقحام 6 لاعبين لعبوا بالفترة الماضية بصورة أساسية، هم سعد سمير، باسم علي، حسام عاشور، حسام غالي، مؤمن زكريا ووليد سليمان، ولكن تبقى المباراة غير مهمة.

اللعب بالتشكيل الأساسي يعرض القوام الرئيسي للفريق لاحتمالية الاصابة وهو ما حدث مع باسم علي الذي لم يتمكن من انهاء المباراة بعدما خرج لشد عضلي، فما كان الهدف من هذا الفعل؟

طوال الموسم عانينا من عدم وجود لاعبين كثر في مركز الارتكاز بوسط الملعب، ليشترك عاشور وغالي في أغلب مباريات الموسم، وفي ظل التلاحم الكبير واللعب في فترات زمنية قصيرة كانا بالتأكيد في حاجة لأي راحة خاصة وأن هذا المركز لا يتواجد به البديل الجاهز ونحن على أعتاب مباراة هامة أمام النجم الساحلي.

فحتى لو لم نمتلك لاعبين أكفاء في وسط الملعب، كان من الممكن اقحام رزق وهندريك بحكم أن المباراة بالفعل غير مهمة، مع العلم أن مستوى هذا الثنائي جيد وكنا بحاجة لنظرة عن قرب أكثر لمستواهم.

بخلاف اراحة اللاعبين الأساسيين كان هناك البعض الآخر الذي يستحق فرصة للمشاركة مثل محمد ناجي جدو لنرى ما الذي يمتلكه ليقدمه بدلاً من الحكم عليه دون رؤية ما لديه من إمكانيات في الملعب، جدو ليس بلاعب صغير أو لاعب لا نعلم إمكانياته.

ثانياً: اللعب بمهاجمين صريحين يمكن ترجمته بصورة واضحة أنه تمهيداً للاعتماد على هذه الطريقة بعد ضم أنطوي وإيفونا، وهو أمر منطقي، ولكن تنفيذ هذه الخطة يحمل الكثير من المتغيرات في ظل امكانيات متعددة للاعبي الأهلي.

فمثلاً، الظهيرين باسم علي وحسين يمتلكان قدرات هجومية جيدة جداً تمكنهم من التحول لجناح هجومي عند امتلاكنا الكرة وبالتالي يكون باستطاعتنا أن لا نلعب بجناحين مثل مؤمن ووليد والدفع أكثر بلاعبين في وسط الملعب والاعتماد على الكرات العالية.

المشكلة التي من الممكن أن تواجه الثنائي باسم وحسين في هذه الطريقة هي عدم اتقانهما للكرات العالية، وهو أمر غير لائق بظهيرين النادي الأهلي، فالأهلي بالوقت الحالي لا يمتلك ظهير قادر على رفع الكرات العرضية بصورة متقنة.

طريقة أخرى من الممكن تنفيذها بحكم امتلاكنا لجناح هجومي مثل مؤمن ووليد ورمضان قادرين على الانضمام لداخل الملعب، وبالتالي ارباك المنافس عن طريق اعطاء الفرصة للظهير للتقدم في المساحة الخالية، وهي نفس الطريقة التكتيكية التي لعبنا بها أمام الزمالك والنجم الساحلي وقد نجحنا بها.

نمتلك تكتيكات كثيرة إذا لعبنا باثنين مهاجمين أهمهم أننا سنصبح من الفرق القليلة جداً التي تلعب بهذه الطريقة وبالتالي دفاع المنافسين لن يكون معتاد على التصدي لهذا النوع من الهجوم، سلاح مهم يجب الاعتماد عليه.

هذا الفيديو يشرح طريقة لعب الأهلي أمام إنبي وأحد الطرق التي من الممكن أن نستفيد فيها من ثنائي الهجوم:

ثالثاً: عودة لإمكانيات لاعبي الأهلي، أهمية أي خطة يضعها المدير الفني أن تنجح في اخراج أعلى مستوى بداخل لاعبيه، في حالتنا نمتلك ظهير أيمن قادر على التحول في الحالات الهجومية لجناح خطير.

ولكن للمباراة الثانية على التوالي لا نعطي هذا الظهير هذه الفرصة، فبدلاً من خلق مساحة خالية أمامه نضع جناح أيمن يلعب على نفس الخط وبالتالي "يحجمه" ليغيب دور باسم علي في الحالات الهجومية، فلماذا نخسر هذه الميزة؟

رابعاً: للمباراة الثانية على التوالي أيضاً نقع في الكثير من التسللات لاعتمادنا على الاختراق من العمق، والبينيات الطولية من نصف الملعب "غالي أو عاشور" للاعبي الطرف وهما مؤمن ووليد أو أحد المهاجمين.

في لقاء سموحة بالفعل وقعنا في الكثير من الأخطاء وبالفعل الكثير من قرارات الحكم كانت صحيحة، ولكن أمام إنبي الحكم كان مخطئ في الكثير من المرات وكانت الأخطاء فادحة، ولكن علينا أن نتعايش أن الأخطاء التحكيمية جزء من كرة القدم.

وبالتالي، فإنه كان يتوجب علينا تغير طريقة لعبنا لأنه أصبح واضح أن حكم الراية مستواه سيئ، ولأننا نبحث دائماً على الفوز كان الزاماً علينا تغير طريقة لعبنا لنتمكن من الوصول للمرمى واحراز الأهداف، بالطبع من الصعب أن نواجه دفاع المنافس وحكم الراية ولكن .. "قدرنا".

خامساً: وليد سليمان لاعب يجيد اعطاء الفريق كل ما لديه ولكن لوقت لمعين، فأعتقد أنه من الأفضل أن لا يظل في الملعب طوال الـ90 دقيقة لأن مجهوده الفني يقل مع هبوط في مجهوده البدني وبالتالي ننتظره بامكانياته المعهودة والمعروفة عنه ولكن لا يقدمها.

بالمباريات الماضية لم يكتفي مبروك باعطاء اللاعب الـ90 دقيقة بل أعطاه مهمة ودور جديد في الملعب كظهير أيسر، ولكن مع هذا المركز الجديد وهبوط مستواه البدني في الدقائق الأخيرة يختفي وليد ونخسر ظهير أيسر نعتمد عليه في الدور الهجومي.

في المباريات التي لعب بها وليد كظهير أيسر قرب انتهاء المباريات لم نقدم تكتيكاً الأداء المطلوب بل على العكس عانينا، ليس فقط عندما لعب وليد ظهير أيسر أيضاً عند لعب تريزيجيه ظهير أيمن، فلماذا هذه التبديلات؟ وهو ما يأخذنا للتفكير في النقطة التالية.

سادساً: هل تبديلات فتحي مبروك تحتمل المجاملات أو حسابات أخرى بخلاف المستوى الفني في الملعب؟ فليس من الطبيعي أن نخرج الظهيرين الأيمن والأيسر لثاني مباراة على التوالي.

ولكن إذا وضعنا في حساباتنا أن التبديلات مبنية من الأصل على وجود لاعبين على الدكة أصحاب أسماء كبيرة عليها المشاركة، مع وجود لاعبين في الملعب "هتزعل" إذا أخرجت سنجد أن الناتج الوحيد هذه التبديلات.

أمام إنبي، التشكيل لم يكن به سوى حسين السيد وأحمد عبد الظاهر والباقي نجوم، ولهذا أخرجهم فتحي مبروك، كذلك أمام سموحة أخرجت صبري رحيل ومحمد هاني، أسماء إذا خرجت لن تحدث مشاكل.

هذا الكلام ليس مبني على أي معلومة سوى من تجارب سابقة مع مدربين في السابق كانوا بالفعل يبنون تبديلاتهم على أسماء اللاعبين وطريقة تقبلهم للتبديل وليس على المستوى الفني والهدف التكتيكي من هذه التبديلات.

ثامناً: هل يوجد بين الأهلاوية من هو مقتنع أن عمرو جمال لا يمتلك المواصفات وامكانيات المهاجم؟ الاجابة لا، وإن وجد سيكونون قليلون جداً، فلماذا هذه الفرحة وعلامات السكوت بعد احراز الهدف؟

الأهلي تمتع بالكثير من المواهب العالية طوال سنواته، إذا نجحت هذه المواهب تكون لتركيزها في الملعب وعدم الاهتمام بما يحدث خارج الملعب خاصةً في الاعلام، وبالتالي فإن عمرو جمال بعد الضجة والمستوى الذي ظهر به قبل الاصابة عليه أن يلتفت لها.

بالطبع مهاجم واعد ولكن لا أعتقد أن هناك مبرر على طريقة احتفاله في مباراة غير مهمة وفي وقت لم يشكك أحد في مستواه، التركيز في الملعب والكرة أهم بكثير من الرد على المشككين، تعلم من نجوم الماضي، مثال حي عماد متعب.

نقطة أخيرة: بالنسبة لوليد سليمان لماذا هذا الأسلوب والتدخلات العنيفة التي يقوم بها على المنافسين؟ ليس من الطبيعي أو المنطقي أن يقوم صانع لعب بكل هذه الأخطاء والحصول على هذا الكم من البطاقات الصفراء والحمراء.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا