جوهري .. جوهري ، هو الجنرال صانع حلم المصريين بالمونديال ، كنت حاضرا للفرحة الجنونية بالمونديال ، طفل بلغ لتوه الثامنة من العمر ، شهد الخروج الأفريقي في بطولة المغرب 88 .
تحولت مع جميع المصريين للحلم الكبير ، الوصول لمونديال إيطاليا 1990 ، المنتخب يتقدم في التصفيات بداية من ليبيريا ومرورا بمالاوي وكينيا وهدف إبراهيم حسن الشهير برأسه بصورة خرافية والكرة على الأرض.
أسماء لاعبو المنتخب ، الجماهير تعرفهم بالإسم أبرزهم التوأم وهشام عبد الرسول وأحمد رمزي وربيع ياسين والمدافع الشاب هاني رمزي والقائد جمال عبد الحميد والمحترف مجدي عبد الغني والكأس وطارق سليمان.
الكل أمامه هدف واحد ، وجاءت المرحلة الأصعب في تاريخ تصفيات مصر فعلي مدار التاريخ مصر تصل للمرحلة النهائية وتفشل ، والقرعة أوقعتها في مواجهة الجزائر المدجج بكتيبة محترفين على رأسهم رابح ماجر بطل أوروبا مع بورتو ، الجماهير المصرية تعلم كل إسم جزائري.
الكل متحفز للقائين ، المباراة الأولى في عنابة بالجزائر أقيم اللقاء تحت ضغط عصبي كبير على المصريين قبل المنتخب المصري وإنتهى سلبيا.
جاء اليوم الموعود ، الجمعة 17 نوفمبر 1989 اللقاء يقام على استاد القاهرة ، النشيد الوطني المصري والجزائري ، مصر تترقب وتنتظر اللقاء المرتقب ، الراحل حسين مدكور بدأ في التعليق على بداية اللقاء.
لحظات عصيبة على الجميع ، حسام حسن يحرز هدف التقدم بعد خطأ دفاعي و"دربكة" في الدقاع الجزائري ، فرحة فرحة فرحة مجنونة الحلم يقترب من التحقيق.
بدأ الجميع يحبس أنفاسه في الدقائق الأخيرة ، تقدم مصر يدفعه لنيل البطاقة ، المنتخب الجزائري يضغط وتراجع الفراعنة ، دقيقة أو أقل على النهاية ، هجمة للجزائريين شوبير ينقذ هشام عبد الرسول يضيع والحكم يطلق صافرته ، المصريون في المونديال بعد غياب طويل.
أفراح في الشوارع والتليفزيون المصري يخصص فقرات بالإنجاز الكبير ، اليوم التالي الكل يحرص على إقتناء الصحف التي أفردت صقحاتها بالمباراة التاريخية.
فرحة الكل بالوصول للمونديال لا تقدر بثمن ولا أحد يستطيع وصفها ، تاريخ عشته وشعرت به ، المونديال يستحق كل هذه الفرحة الجنونية ، الجماهير في الشوارع ، الكل بدأ للترتيب لبطولة الصيف في إيطاليا.
بعدها بدأ الإعلامي الكبير طارق حبيب في إذاعة حلقات "روما90" وبدأ التليفزيون في إذاعة مباريات مسجلة للدوري الإيطالي والإنجليزي ، الجوهري طالب بألغاء الدوري وحدث وبدأ الترقب لمعسكر الجوهري والفوز على إسكتلندا والنتائج المبهرة.
بدأ كأس العالم 90 وحقق المنتخب الكاميروني الإعجاز بقهر بطل العالم مارادونا ورفاقه ، مصر أمام إختبار رهيب أمام البطل الأوروبي هولندا وعدالة السماء نزلت على استاد باليرمو بصوت محمود بكر.
عشت أسوأ أيامي في الطفولة بعد ضياع الصعود للدور الثاني بعد الهزيمة أمام إنجلترا ونال جمال عبد الحميد قسطا من الغضب بع ضياعه هدف مؤكد أمام شيلتون وشوبير ايضاً بعد خروجه الخاطىء من مرماه.
هل سيأتي اليوم لنرى فيه الحلم مرة أخرى؟ طول العمر يبلغ الأمل
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر