يحرز الاهلي هدفاً في الدقيقه الاخيرة, يلمح العامل ابتسامة عم توفيق الذي يحاول ان يخفيها الا انها كانت حقيقيه بالقدر الذي يصعب الا يلاحظها احد , ابتسامة تنير وجة صاحبها الذي وجد سعادته في الكرة و اصبح من اشهر مشجعي الاهلي بالمنطقة , عوضته الكرة عن فقدان بصره , ادخلته في مناوشات و مناقشات لساعات , يسمع باذنيه اعجاب الناس و استغرابهم بانه يفهم كل ذلك عن الكرة و إن سالته عن كل ذلك سيخبرك انه يدين بالفضل لشخص وحيد ... كابتن ميمي الشربيني.
محمد عبد اللطيف الشربيني , الرجل الذي يملك اكثر من نصف تاريخ الاهلي, انضم لللاهلي و هو علي مشارف عامه العشرون , و بقي بالاهلي ما يقارب من اربعة عشر عاماً حصل عليها اربع مرات علي بطولة الدوري و ثلاث كؤوس محليه, تمسك بالاهلي واللعب به وشكل ثنائياً خطيراً مع محمود الجوهري, شاهد علي تاريخ الاهلي فهو قد زامل صالح سليم و الضظوي مروراً بالشيخ طه وبقي بالملاعب حتي زامل الخطيب ومصطفي عبده ومختار, الفة جيل التلامذه و قائدهم, لا يشكك احد في حبه الجارف للاهلي ومدي اخلاصه له , الا انه الوحيد الذي يجتمع علي حبه كل مشجعين الكره ذلك انه بعد الاعتزال اصبح المعلق الكروي الاشهر و الافضل دون منازع.
" الموال حلو من أوله , شوف تريكه حاططها ازاي لحسن مصطفي وحسن يدي متعب شييك علي بياض و يقوله هات هات, حط الراجل هدف بلغة الهداف وهو وقع علي وثيقة احراز الاهداف هذا الموسم و يجيب الجون رقم 15 ليه "ربما ليس الهدف الافضل الذي يحرزه الاهلي في النادي الاسماعيلي و لكنه التعليق الافضل من بين تلك الاهداف بالطبع, ميمي الشربيني يمثل جزء من عشق الناس للكرة, تلك الكرة التي تتغني بروعة اقدام اللاعبين, من افضل من الشربيني في وصف الكرة هذا الوصف البليغ, عنقود المهارات الذي يلتف حوا ارجل اللاعب يجعلك تبتسم في تلقائية وانت تشاهد اعادة الهدف بل انك يصل بك الامر لترديد العبارة مع الرجل في نفس الوقت فانت تالف الي سماعه و تحفظه فعندما يصد الحارس كرة صعبه تجد نفسم مردداً مع ميمي في ذات الوقت " يا سلااااام و يرتدي قفاز الاجادة في اللقطه اللي فاتت "
لا يزال يذكر عم توفيق المرة الاولي التي انجذب فيها لتلك الحنجره المميزة , كان ذلك منذ ما يقرب الثلاثون عاماً, كانت البدايه مع كاس العالم 86 , وجد الرجل نفسه مع مرور الوقت و قد اصبح مثقف كروياً وهو الذي لم يري الكرة, ربما احتاج الامر الي اربع خمس سنوات حتي حفظ تواريخ ميلاد اللاعبين, الوزن والطول , حتي المؤهلات الدراسيه لبعض اللاعبين , ادرك الرجل كل مراكز لاعبي الكرة وماذا يحتاج هذا المركز, من المهاجم مواليد منطقة الجزاء الي لاعب خط الوسط صاحب الثلاث رئات الي اصحاب المهام الثقيله المدافعين والحارس الذي يرتدي قفاز الاجادة، لا ينسي عم توفيق الذي ينتمي للاهلي بكل جوارحه كل ذكرياته السعيدة مع الشربيني , فكم هدف طار به عندما سمعه يقول " ابراهيم حسن لحساااام , جوووون , متفقين عليها في البيت والله " كل لحظه ترقب و اثارة مرت عليه وهو يسمع " كاااد أن يفعلها , ماكينة الاهداف الاهلاوية" ما زال يذكر صراخ الجميع وهو يسمع صوت الشربيني " احمد فيلكس يلقي بكلمة الافتتاح في الدقيقه 22 . يستلم و يحط قذيفة قوية علي شمال نادر السيد واصبحت المقدمة حمراء بالقدم السمراء , سعرك هيزيد والله يابني, مش هنعرف نكلمك " يذكر حين غاب عن الوعي عام 2010 بعد هدف متعب في الجزائر" يا عماد متعب يا عظيم, ايه يابني العظمه دي, احد جنرالات مناطق الجزاء, متبرمج علي الاهداف, قدم اوراقه لمملكة النجومية في الدقائق الاخيرة , عماد حلو واحنا حلوين , له سحره و بريقه داخل مربع العمليات, الهداف هداف يابني, جون عظيم في وقت قاتل, عملتها يا عماد, تجيبها كدة تجيبها كدة , جماهير مصر عايزاها كدة , الشبكه بتزغرط والله , تستحقوا يا ابطال , نجح في اقتحام اسوار الشهره و المجد , يبقي عماد متعب ضوءاً ساطعاً في هجوم منتخب مصر
لم يتغير حب عم توفيق للكره و لا للاهلي ولكنه فقد الكثير من الشغف بعد الاحداث الاخيرة, فالكرة فقدت جماهيرها و الكثير من المباريات اصبح يستطيع سماع صياح المدربين, لم يعد يهتم كالسابق خصوصاً انه لم يعد يسمع صوت المعلق الافضل علي الاطلاق ،، ميمي الشربيني ..