كيف يتغلب النادي الأهلي علي نُدرة المواهب والقصور في عقليات الجيل الحالي من لاعبي الكرة المصرية



يمر النادي الأهلي بأزمة واضحة للجميع في فريق الكرة القدم ويعاني بشدة في الفترة الاخيرة حتي مع التدعيم الذي ينوي الفريق القيام به من الدوري المصري.

 

ويبقي السؤال الابرز حالياً هو كيف يتغلب النادي الأهلي علي ندرة المواهب التي تستحق ارتداء قميص النادي الاهلي وهو الامر الذ لا ينجح به أي لاعب، علي مر الزمن اثبتت التجارب ان اللاعب الذي يرتدي قميص الشياطين الحمر لابد وان يكون صاحب مميزات خاصة تؤهله للتعامل مع ثقل المسؤولية.

 

بمتابعة الدوري المصري وابرز النجوم في مختلف اندية البطولة المحلية تري العديد من النوم الذي يلفت النظر الكثير منهم ويعد العديد منهم اهداف محتمله للانتقال لصفوف النادي الأهلي لتدعيم أي مركز يري الجهاز الفني للفريق الأول ضرورة تدعيمه.

 

ولكن التجربة اثبتت ان نجاح اللاعب المتألق مع اندية وسط الدوري المصري غير مضمون بالطبع، حيث ان الضغوط التي يتعامل معها اللاعب في تلك الأندية مختلفة بشكل كبير عن الضغوطات التي يتعامل معها لاعبي القلعة الحمراء.

 

ولم تكن الضغوطات هي النقطة الابرز التي تواجه الاجهزة الفنية في اختيارات اللاعبين الجدد القادمين للفريق، بل ان اصبح من الواضح امام الجميع ان هناك فقر واضح في الامكانيات الفنية للاعبين بالكرة المصرية عموماً فبعد احد ابرز الاجيال خلال تاريخها والذي كان اكثر من 90% منه في صفوف العملاق الاحمر اصبحت البدائل الان اقل جودة في اكتر من نقطة.

 

فلا يمكن ان تجد الاسماء التي تحل محل اسماء كمحمد ابو تريكة علي سبيل المثال او محمد بركات ووائل جمعة ومحمد شوقي وغيرهم من الجيل الابرز الذي قدم للنادي الأهلي ابرز انجازاته عبر تاريخه، فبمجرد اعتزال الجيل الذهبي للفريق واقتراب جيل اللاعبين الكبار المتبقيين في صفوف الفريق امثال حسام عاشور وحسام غالي وعماد متعب واسماء اخري في صفوف الاندية الأخرى بالكرة المصرية اصبحت البدائل اقل بصورة كبيرة في الامكانيات الفنية.

 

اصبحت الامكانيات الفنية اقل بشكل كبير عن تلك النجوم التي صنعت الكثير من انجازات هي الابرز في تاريخ النادي الاهلي والكرة المصرية، فانخفضت جودة النجوم واصبح السوق الان بالكرة المصرية سوق اللاعب الجيد فقط والسمة السائدة هي انصاف النجوم.

 

والمشكلة الاكبر ان اللاعبين اصحاب الامكانيات المميزة حالياً لديهم الكثير من المشاكل علي صعيد العقلية الاحترافية التي تشكل اكبر عقبة في تطورهم بمرور الوقت فلا يقدم اللاعب كل ما يملك وتعود الاسباب في ذلك الي الفقر في العقلية الاحترافية وعدم الالتزام سواء تكتيكاً او خارج الملعب.

 

واصبح من الضروري ان تخرج المنظومة بالنادي الاهلي عن اطار الافكار التقليدية في سعيها لتدعيم الفريق في الفترة المقبلة وقد يكمن الحل في النقاط التالية:

 

اولاً تطوير منظومة الاجانب:

 

يستهدف النادي الأهلي التعاقد مع اللاعبين الاجانب من اجل الاستفادة من القدرات التي يجب ان تكون قدرات استثنائية افضل من التي يتمتع بها البدائل في المراكز الموجودة بالفريق، فالتعاقد مع اللاعب الاجنبي يجب ان يكون علي اساس انه يستطيع تقديم طفرة في ادائه بمركزه عن اقرانه من اللاعبين المحليين.

 

ولكي يستطيع النادي الاهلي التعاقد مع تلك النوعية من اللاعبين لابد وان تكون هناك قاعدة مميزة من متابعة اللاعبين بشكل واسع في العديد من الدوريات الافريقية التي تعد هي الاكثر تصديراً للنجوم الصاعدة في القارة السمراء سواء الي اوروبا او الدوريات العربية بشمال افريقيا والتي تسبق الاندية المصري دائماً في خطف المواهب المميزة.

 

ولذلك يجب ان يوفر النادي الاهلي قاعدة كشافين في الدوريات الافريقية الابرز كالدوري النيجيري والكاميروني والسنغالي والايفواري عل سبيل المثال تعمل علي متابعة اللاعبين بشكل احترافي مميز لخطف المواهب التي تتمتع بمهارات وامكانيات استثنائية قادرة علي صنع الفارق والتطور بمرور الوقت ليتمكن النادي الاهلي من الاستفادة المادية منهم عن طريق اعادة بيعهم فيما بعد.

 

ومن الممكن زيادة عدد اللاعبين الاجانب فيما بعد مع تواجد قاعدة احترافية لمتابعة اللاعبين بشكل مميز مما يزيد من فرصة تدعيم الفريق بأكثر من 3 لاعبين اجانب ولسد العجز في الاسماء والبدائل المحلية.

 

ثانياً العقلية الاحترافية:

 

في خلال الفترة الذهبية في العقد الماضي بفريق النادي الأهلي لم تكن الامكانيات الفنية هي العنوان الابرز في الفريق بل ان تمتع اللاعبين بالكثير من النضج والاحترافية الواضحة اسهمت بشكل رئيسي في تطور تلك الاسماء والنجاح في الوصول بهم الي الانجازات الكبيرة التي حققها الفريق.

 

الامكانيات الكبيرة لم تكن هي العامل الوحيد في السابق وبعد نزول مستوي النجوم في الكرة المصرية ومع العقليات المتواجدة علي الساحة حالياً اصبح التعاقد مع النجوم المتوفرين الان هو استثمار لا يقدم العائد المطلوب بأي حال من الاحوال.

 

الابتعاد عن اللاعبين اصحاب المشاكل في الالتزام داخل وخارج الملعب هو اهم واخطر الخطوات التي يجب ان تتخذها منظومة النادي الاهلي، فلن ينجح أي لاعب متميز لا يتمتع بالقدر الكافي من القدرة علي التعامل مع الاضواء والشهرة التي تمنحها القلعة الحمراء للاعبيها مقابل الانجازات المنتظر تحقيقها في المقابل.

 

علي الفريق ان يتعاقد مع اللاعبين المميزين الذي من الممكن تطورهم كعقليات احترافية وكإمكانيات فنية فنقطة بدون اخري في ذلك الوقت لن يشكل النجاح المطلوب للاعب الذي يرتدي القميص الأحمر.

 

ولابد من الخروج من التنافس الفارغ من المضمون علي لاعبين يعد ابرزهم من انصاف النجوم الذين لا يستطيع أي منهم اضافة الكثير في تشكيلة النادي الأهلي.

 

ثالثاً "فلترة" الفريق:

 

علينا ان نواجه انفسنا ان الفريق رغم تمتعه بقدرات كبيرة الا ان هناك بعض اللاعبين لا يمكن الاعتماد عليهم حتي وان توفر لديهم الامكانيات الفنية المطلوبة نتيجة للأسباب التي تم ذكرها سابقاً، وبعيداً عن الهجوم المنتظر للدخول في صفقات لم تنجح لابد من اخراج تلك العناصر في القريب العاجل من جسد القلعة الحمراء.

 

انصاف النجوم التي لا تسعفهم امكانياتهم الفنية في تقديم الاداء المطلوب الذي يلبي طموحات جماهير النادي الأهلي التي تعودت علي نوع معين من اللاعبين، معارك كبيرة خاضها الفريق للفوز بخدماتهم مقابل لا شيء يقدم من هؤلاء في المقابل.

 

تدعيم الفريق بصفقات اجنبية من العيار الثقيل بلاعبين يتمتعون بالإمكانيات الفنية الاستثنائية بعد متابعتهم بشكل احترفي ليتوفر العدد المسموح به من اللاعبين الاجانب القادرين علي صناعة الفارق وتعويض القصور الواضح بإمكانيات اللاعبين المحليين.

 

ادخال اللاعبين الشباب التي يتمتع كلاً منهم بمهارات قادرة علي مجاراة نجوم الفريق الأول وتقديم الفارق بشكل واضح كما يقدمه رمضان صبحي علي سبيل المثال ولا يتمتع كل لاعبي فريق الشباب بتلك الميزة فعلي الاجهزة الفنية اختيار العناصر التي تفيد الفريق بدون الدفع بالشباب لمجرد الدفع بهم لحسابات اخري غير استفادة الفريق من امكانياتهم الفنية.

 

فنجاح شباب النادي الاهلي لا يأتي لمجرد تواجد اسماء من المراحل السنية الصغيرة بالفريق الأول ولكن بتميز تلك الاسماء وتقديمهم العروض المناسبة وتمتعهم بالقدرات التي تؤهلهم لخطف الانظار وفرض انفسهم علي التشكيلة الاساسية بالنضج التكتيكي المبكر والقدرات الفنية الاستثنائية.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا