منذ إنتخاب مجلس إدارة النادي الأهلي في مارس 2014 والذي تولى رئاسته محمود طاهر كانت تصريحات الأخير وأعضاء المجلس دوماً في صالح جماهير القلعة الحمراء وهو ما كان يتباهى به مشجعي الأهلي في ظل تصريحات مرتضي منصور رئيس الزمالك ضد جماهيره والتي يعلم الجميع ما ترتب عليها حتى كتابة هذه السطور.

مجلس إدارة الأهلي والمتمثل في شيرين شمس المدير التنفيذي للقلعة الحمراء في الفترة الأخيرة يسير على نهج رئيس الزمالك.

منع جمهور من دخول ناديهم بالرغم من قرار إتحاد اللعبة بأن المباريات بحضور جماهيري، المطالبة في تطبيق ما يسمى بإستمارة لكل مشجع يرغب في دخول مباريات الفريق حتى في ألعاب الصالات تلك المواقف وغيرها لا يمكنك مؤخراً في التفرقة بين المسؤول عن إصدارها هل هو مسؤول بالأهلي أم بالزمالك؟.

تجاوزات الجمهور موجودة في كل مكان بالعالم، الأمثلة كثيرة ولا يطول المقال سردها، ولكن رد الفعل من المسؤولين هو الأهم والحل، لا يوجد في العالم مجلس إدارة نادي يقرر منع جمهوره من دخول النادي لحضور مباراة في كرة اليد ويستدعى قوات الأمن لمنعهم حتى يصل الأمر للقبض عليهم ومحاكمتهم بشكل عاجل.

حتى لا أطيل عليكم، 23 سبتمبر 2016، الفريق الأول لكرة اليد بالنادي الأهلي يستعد لإنطلاقة الدوري أمام الجزيرة والتي يرغب فيها المارد الأحمر لحصد لقبها بعد أن فشل في هذا الأمر الموسم الماضي.

هناك 4 أطراف في هذا الأمر، الأول هو إتحاد اللعبة والذي بدوره يصدر قرارات تخص هذه المباريات وما إذا كانت بحضور جماهيري أم لا وغيرها من القرارات، الموقع الرسمي للإتحاد أعلن عن أن المباراة بحضور جماهيري وهو الأمر الذي حدث في الموسم الماضي والموسم الذي يسبقه بشكل طبيعي ونظم فيه جمهور الأهلي نفسه داخل المدرجات دون حدوث أزمة وحيدة.

الطرف الثاني وهو إدارة الأهلي، مجلس الإدارة لم يعلن بشكل رسمي أنه لن يسمح بحضور جماهيري لمباراة الأهلي والجزيرة، والموقع الرسمي للأهلي متاح ويمكن مراجعة ما إذا كان هناك أي إخطار يفيد بهذا الأمر ليصبح وقتها تواجد الجماهير في هذه المباراة أمر لا يصح.

الطرف الثالث وهو جمهور النادي الأهلي، مواقع التواصل الإجتماعي وقدرة الشعب المصري بأكمله بمختلف أعماره على الوصول لأي معلومة عن حضور جماهيري أو لا مع التوصل لجدول المباريات سواء يد أو سلة أو طائرة بمختلف الجنسين، المباراة تقام بحضور جماهيري في وقت أصبح التواجد فيه بمدرجات كرة القدم أشبه بالمستحيل بعد مضي ما يقرب من 5 سنوات كانت فيه القطط هي أبرز الحاضرين في المدرجات بدلاً من المشجعين.

الطرف الرابع والأخير هو الأقل أهمية في مثل هذا الأمر في ظل سماح إتحاد اللعبة لإقامة المباراة بحضور جماهيري، هذا الطرف مسؤوليته وتصرفه يعود بالتأكيد لما طُلب منه من مجلس إدارة الأهلي.

ما تم سرده كان الموقف بأكمله قبل إنطلاق المباراة، شرين شمس المدير التنفيذي للأهلي صرح تلفزيونياً وإذاعياً وصحفياً بأن إدارة الأهلي قررت رفض دخول الجماهير بسبب ما بدر من البعض في أهلي مدينة نصر أثناء إحدى تدريبات الفريق وبناءً عليه تم إرسال خطاباً لكرة اليد يعلن فيه عدم رغبتهم في حضور الجماهير ولكن متي حدث ذلك؟ حدث قبل ساعة من إنطلاق المباراة، أي أنه بعد أن علم الجميع بموعد اللقاء وأستعد للحضور وتشجيع فريقه داخل صالة الأهلي وأقترب من بوابات النادي.

على من يُلقى اللوم ؟ على جمهور قرر الذهاب لتشجيع فريقه وهو يعلم بأن المباراة حسب تصريحات المسؤولين عن اللعبة قبلها بأنها بحضور مشجعين؟ أم على إدارة لم تعلن موقفها مع علمها من موقف إتحاد اللعبة الخاص بالسماح للجماهير بالحضور وقررت إرسال طلبها قبل ساعة من إنطلاق اللقاء ؟.

ماذا لو كان خرج علينا شرين شمس ليعلن قبل المباراة بأيام بأنه لن يتم السماح للجمهور بحضور إفتتاح دوري كرة اليد بين الأهلي والجزيرة؟ الأمر نفسه حدث خلال ودية الأهلي والشرقية لكرة القدم وأعلن الأهلي بأن اللقاء بدون جماهير وهو ما تم تنفيذه ولم يحضر أحد إلا هناك، فلماذا التربص ووضع مصيدة للقبض على مجموعة من المشجعين؟.

وللعلم فإن حالات القبض على الجماهير تمت بشكل عشوائي وعلى بعد ما يقرب من كيلو عن بوابات النادي الأهلي ومن محطات مترو الأنفاق، وتم الإفراج عن البعض وتحويل الأخرين لمحاكمة عاجلة بتهمة محاولة إقتحام النادي الأهلي وقطع طريق.

يجب على مسئولي الأهلي مراجعة أنفسهم وقراراتهم خاصةً في تعاملهم مع جمهور القلعة الحمراء الذي تغنوا به بدايةً من محمود طاهر رئيس المجلس وحتى أصغر الأعضاء سناً وتأكيدهم على أنهم وقود الأهلي ودرعه الذي يحميه ودفاعهم عنهم بالرغم من هجوم الكثير عليهم وخاصةً مرتضي منصور رئيس الزمالك حتى تغير الحال.

في النهاية، أتعجب من تصريح المدير التنفيذي للأهلي والذي إستنكر فيه إهتمام عدد من الجماهير بالألعاب الجماعية بالأهلي خصوصاً فرق السيدات وتسائل قائلاً "منذ متى وهناك من يهتم بتلك الفرق؟".، تصريح هو الأول من نوعه لمسؤول عن نادي جماهيري يتعجب فيه من إهتمام جماهيره بفرق تحصد بطولات ولا أعلم إن كان هو نفسه يعلم ما نجحوا في تحقيقه بالعام الماضي أم لا، ولكن أتمنى إنتهاء فترة تولي هؤلاء مقاليد الحكم بالنادي الأهلي.