تحليل دجلة: فوز فقير فنياً يحاسب عليه البدري؟



تمكن الأهلي من تحقيق الفوز الثالث في الدوري على وادي دجلة، فريق لم نتمكن من الفوز عليه بالموسم الماضي، لنصل للنقطة التاسعة من أول 3 مواجهات، وهو ما تمناه حسام البدري المدير الفني منذ البداية.

أمنية البدري كان هدفها الحصول على التسع نقاط إلى أن يتوقف الدوري بسبب المباريات الدولية، ليستغل الجهاز الفني تلك الفترة للدخول بفترة اعداد حتى يتمكن من نقل فكره الفني والتكتيكي للاعبين.

أمر إيجابي جداً حصد الثلاث نقاط من كل مباريات الموسم الحالي، ولكن ما ينقص الأهلي هو وجود طريقة محددة وواضحة وتكتيك يلتزم به اللاعبين، فبالنهاية الجهاز الفني ظل مع اللاعبين قبل بداية الموسم أكثر من عشرة أيام.

أولاً: التشكيل الذي اعتمد عليه البدري لم يكن به سوى تغيرين، فكان من المنطقي اراحة الثنائي وليد سليمان وعمرو جمال بعد أدائهما في أول مباراتين بالدوري أمام الإسماعيلي والمقاولون العرب.

وليد ظل بالفترة الماضية متمسك بالتسديد من أي فرصة تسنح له حول الـ18، وهو ما أثر بشكل كبير على انهاء الهجمة بصورة جماعية، بالتالي اقحام كريم نيدفيد يعد أمر منطقي.

كذلك كان من المنطقي اراحة عمرو جمال في ظل حالة "التوهان" التي يعاني منها بعض الشيء في تحركاته الهجومية التي دائماً ما تخرجه من منطقة الـ18، وهي المنطقة التي لابد أن يتواجد بها مهاجم الأهلي الوحيد لوقت طويل.

وفي ظل عملية الاحلال والتجديد التي يقوم بها البدري في ظل انخفاض مستوى بعض اللاعبين، أظن أنه حان الوقت أن نعطي الفرصة لأكرم توفيق بدلاً من حسام عاشور الذي يعاني من انخفاض في مستواه واضح.

ليس معنى خروج أي لاعب من التشكيل الأساسي أن فرصته في العودة له صعبة، ولكن الأمر كله أن أي لاعب في العالم يعاني من انخفاض في المستوى عليه أن يعيد حساباته بشأن كل ما يقوم به في الملعب وبالتالي هو ما يصب لمصلحة الفريق، ولنا في واين روني مع مانشستر يونايتد أحسن مثال.

ثانياً: طريقة لعب الأهلي بالشوط الأول كان بها تجديد عبر الاعتماد على تحركات عبد الله السعيد في المساحات الخالية على أطراف دفاعات وادي دجلة، وبالتالي اعتمدنا على الكرات الطولية والتي في الأغلب ما كان يحاول حسام غالي القيام به.

بالتالي اللعب بهذه الطريقة دفع غالي بالتواجد دائماً عند خط دفاعنا من استلام الكرة ونقلها من الخلف للأمام، على أن يتواجد عاشور في نصف ملعب الخصم محاولاً اعطاء حل اضافي لغالي، وفي الأغلب لم يكن يحدث في ظل الكثافة العددية في وسط الملعب التي كان يلعب بها دجلة.

اللعب الطولي دفع جون أنطوي إلى الدخول في التحامات هوائية كثيرة مع دفاع دجلة، وهي الكرات التي فاز بالكثير منها الغاني، ولكنه عانى من قلة الكرات العالية التي لعبت داخل منطقة الـ18 وصناعة الفرص له وبالتالي لم يظهر طوال فترة مشاركته.

ثالثاً: الأهداف التي أحرزها الأهلي الأول كان من مهارة فردية لكريم نيدفيد الذي لم يظهر كثيراً في اللقاء، ولكنه تمكن من صناعة خطورة عبر تسديداته المتقنة والتي تمكن من واحدة منهم أن يحرز الهدف.

ولكن المطلوب من أحد أجنحة الأهلي أكثر من أن يظهر فقط في ثلاث تسديدات، ربما يكون له عذر أنه لا يجيد اللعب على أطراف الملعب، فنيدفيد يفضل أكثر أن يكون صانع الألعاب وبالتالي الظهور أكثر في عمق الملعب.

الهدف الثاني الذي أحرزه مؤمن زكريا كان من لعبة جيدة جداً تحسب في أغلبها لأحمد فتحي الذي تمكن بفضل امكانياته البدنية العالية أن يراوغ ويتخطى السيد سالم الظهير الأيسر لدجلة، ليتحرك الثنائي مؤمن وأنطوي بطريقة جيدة جداً بحيث اخلاء مساحة لأحدهما، وهو ما حدث لمؤمن.

رابعاً: طريقة دفاع الأهلي والتي دائماً ما كان يمتاز بها البدري مميزة بالفعل، في ثلاث مباريات لم يسكن شباكنا سوى هدف دجلة من ركلة جزاء مشكوك جداً في صحتها.

اعتماد البدري على عودة ثنائي طرفي الملعب لمساندة الظهيرين الأيمن والأيسر يعطي كثافة في وسط ملعب الأهلي، وفي ظل التمركز الصحيح وغلق المساحات بين الدفاع ووسط الملعب يتمكن الأهلي من احكام قبضته الدفاعية.

تلك الطريقة أثبتت فاعليتها في ظل استقبال شباكنا هدف وحيد، وحتى هذا الهدف أظهرت الاعادات التلفزيونية أكثر من مرة أن الكرة لم تلمس يد عبد الله السعيد، وبالتالي تعد طريقة دفاع الأهلي ناجحة جداً.

خامساً: الأداء الخاص باللاعبين مهمة اللاعب نفسه بالإضافة إلى المدير الفني، فالمدرب يخرج افضل ما في اللاعب عن طريق اشراكه في المركز المحبب له والذي يمكنه من اظهار كل ما لديه من امكانيات.

وعلى الرغم من أن أغلب اللاعبين يلعبون بمركزهم الطبيعية الا أن بعضهم مازال يعاني من انخفاض في المستوى، مثل عاشور الذي بالموسم الحالي يعاني من انخفاض في المستوى، هذا يظهر في قلة الكرات التي يستخلصها عاشور بنجاح من الخصم بالإضافة إلى سوء تمرزه في بعض الكرات الدفاعية.

كذلك لم يظهر علي معلول بالشكل المطلوب والمنتظر منه، بالنهاية معلول لاعب أجنبي على الفريق وعليه أن يظهر بفارق فني كبير في مركز الظهير الأيسر، لذلك ننتظر منه أكثر من الشقين الدفاعي والهجومي، وعليه أن يتدارك المستوى المهزوز الذي ظهر عليه في لقاء دجلة سريعاً بمساعدة البدري وجهازه الفني، فلم يكن صحيحاً أن يظهر الجهاز الفني بالكامل في حالة غضب وسخرية من خطأ معلول في كرة من الشوط الثاني.

وعلى الرغم من ظهور عبد الله السعيد بمستوى جيد بالمباريات الماضية الا أن لقاء دجلة لم يكن جيد على الإطلاق، فالكثير من التمريرات الخاطئة أثرت بشكل سلبي على الفريق في ظل الاعتماد على السعيد في التمريرات الحاسمة لإحراز الأهداف.

أخيراً: مازال الحكم على البدري لا يصح أن يكون نهائياً في ظل عدم وجود وقت اعداد كافي للفريق، ولكن يمكننا الحكم على طريقة الفريق بعد العودة ان شاء الله بعد التوقف، فعلى الرغم من حصد الـ9 نقاط وهو الهدف الأهم الا أن الأداء مازال بالطريقة المعتادة لبيسيرو ويول!

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا