تحليل السوبر: الأهلي كبير على أي نادي مصري!



كيف يعقل أن يخرج حسام حسن بعد لقاء السوبر معللاً أن السبب في خسارة فريقه هو الحظ؟! أمر غير منطقي خاصة أن فريقه لم يكن قادر أبداً على مجاراة القلعة الحمراء وظل قابعاً في الدفاع خائفاً من أي يهاجم الشياطين الحمر.

لم يكن أبداً حسام حسن ولاعبيه قادرين على مواجهة الأهلي بندَية، وبالتالي قبع مثلما فعل في أغلب مواجهاته السابقة أمام البدري للدفاع، ليأمل في الاعتماد على الكرات المرتدة عن طريق رباعي هجومي لم يظهر منه أي تهديد يليق بفريق مشارك في مباراة السوبر المصري.

فجريندو ووليد حسن اللذان لعبا كأجنحة هجومية للمصري أمام الأهلي لم يظهر منهم سوى أداء دفاعي واندفاع بدني في محاولات منهم لاستخلاص الكرة من الأهلي، ليكون هجوم المصري مقتصراً على بعض الكرات العالية كانت سهلة على دفاع الأهلي.

وفي ظل وجود ثنائي فقط في هجوم المصري هما اسلام عيسي وأحمد جمعة وغياب شبه تام أحمد شكري لم يكن للمصري أمل سوى التركيز في الجانب الدفاعي، ليمتلك الأهلي وسط الملعب والاستحواذ.

كانت الكلمات السابقة واصفة لرؤية المصري للمباراة، ولكن كيف رأى الأهلي المباراة من أنظار حسام البدري؟ المدير الفني الذي توقع أسلوب إيهاب جلال بإتقان كان على موعد مع استمرار توقعاته مرة أخرى أمام المصري.

فحسام حسن اتكأ على الدفاع وبالتالي حصل البدري على مراده وهي الاستحواذ على الكرة، وفي ظل وجود 11 لاعب في نصف ملعب المصري كان على البدري الدفع بعض الشيء في الحالة الهجومية، ولكن على الرغم من ذلك لم تكن اللاعبين موفقة في هز شباك الخصم في أيٍ من الفرص التي صنعوها.

طريقة لعب حسام حسن أمام الأهلي على الورق هي نفس الطريقة التي لعب بها البدري أمام الزمالك، ولكن هناك فارق جوهري بين الطريقتين عندما تشاهد اللقاء، فالأهلي لم يكن سلبياً أبداً أمام الزمالك مثلما كان المصري أمام الأهلي.

المصري أمام الأهلي لم يتمكن من صناعة الفرص بفضل الكرات المرتدة، ليكون أسلوبه الدفاعي سلبي لأنه لم يتمكن من استخدام أفضلية تقدم الخصم، وهو عكس الذي فعله الأهلي أمام الزمالك الذي كان يستغل كل فرصة هجمة مرتدة وبالتالي صنع الكثير من الكرات وسجل 3 منهم فقط.

ولكن هل نجح الأهلي في صناعة فرص كثيرة على المصري؟ لا، هل نجح في الفوز بهدف ملعوب؟ لا، إذن هل فاز الأهلي عن الطريق الحظ؟ بالتأكيد لا، فحسام حسن الذي اتهم الأهلي هذا الاتهام لم يقدم على فعل أي شيء في المباراة يذكر لا في الدفاع أو الهجوم، وبالتالي كيف له أن يتعلل أن الحظ سبب الخسارة؟

اتفهم أن تكون الخسارة شبه الدائمة من الأهلي أمر محبط لأي مدير فني، ولكن في ظل تعامل الكرة المصرية مع حسام حسن أنه أحد المدربين الجيدين فإنه من المحبط أن يخرج مدرب جيد بوصف لا يصح أبداً على مباراة مثل التي لعبت في السوبر.

دعك من حسام حسن وتصريحاته لنتحدث عن الأهلي، فالبدري لم يغير الطريقة ولكن الأداء في المباريات السابقة كان أفضل من التي سبقتها، لماذا إذن الظهور بشكل أفضل نسبياً؟ ستجد أن السبب الأول هي عودة بعض اللاعبين لمستواهم على راسهم الثنائي وليد سليمان وعبد الله السعيد.

فوليد مستمر في تقديم مستوى عالي جداً للجناح الأيمن الذي يبحث عنه الأهلي بالفترة الماضية، فوليد عاد ليحوز على حلول كثيرة عند امتلاكه للكرة وهو الأمر الذي جعله "الحاوي"، أضف لذلك وجود جونيور أجايي صاحب المستوى العالي ووليد أزارو الذي يجيد بفضل سرعته من تغطية أمور خاطئة يقدم عليها في التحرك وانهاء الهجمة.

وجود الثلاثي السابق ذكره جعل السعيد قادر على إيجاد الكثير من الحلول عند امتلاكه للكرة، فالمهارة الأولى التي جعلت من عبد الله صانع ألعاب مصر هي قدرته على التمرير، وبالتالي إذا لم يكن بالفريق لاعبين كثيرون التحرك في المساحات الخالية فإن السعيد سيفقد بريقه الأبرز.

الأهم أيضاً أن الأهلي في المباريات الأربعة السابقة تمكن بفضل اختيارات البدري أن يقحم لاعبين جيدين على طرفي الملعب، فوليد وباكاماني وحمودي هم من الأصل أجنحة وبالتالي تمكنوا من إضفاء حلول وسرعات لهجوم الأهلي.

احراز 11 هدف في أخر 4 مباريات أمر كبير جداً يرجع الفضل فيه إلى القوة الهجومية التي نمتلكها، ولكن أيضاً الخروج بشباك نظيفة أمر لابد من الوقوف عنده، فليس فقط رقمياً تمكنا من ذلك ولكن بالفعل طريقة لاعب الأهلي تمكنت من احتواء الخصوم.

أمام الزمالك لعب البدري بطريقة معتمدة على توقع صحيح لفكر إيهاب جلال، لينجح في الجانب الدفاعي قبل ضرب ميت عقبة بالمرتدات، بينما أمام المصري فرض سيطرته واستحواذه وتمكن من التصدي للهجمات المرتدة، وبالتالي فعل الشيء ونقيضه في مباراتين متتاليتين وهو أمر لابد من الاثناء عليه.

وجود أيضاً أيمن أشرف أضاف للفريق كثيراً، فهو قادر على بدء الهجمة بهدوء وقادر بفضل سرعته على التغطية، فأشرف كثيراً ما تقدم بالكرة أمام المصري في ظل محاولة لهجومهم لمراقبة مفاتيح اللعب، تلك التحركات فتحت للأهلي اللعب في بعض الهجمات وأضافت حل للخروج بالكرة من الخلف للأمام.

أيمن مع سعد يشكلان ثنائي قلب دفاع قوي، وهو الذي ظهر عند احتواء هجمات المصري، أضف إلى ذلك وجود حارس يسير بشكل جيد جداً مثل محمد الشناوي الذي أخاف عليه من الخطأ لا قدر الله من تقدمه الكثير من مرماه، وبالتالي أرى ضرورة التدرب على مثل تلك الأوضاع حتى لا نقع في المحظور في المباريات المقبلة.

فنياً البدري لم يكن موفق في الشوط الأول في صناعة فرص كثيرة، وبالتالي كان عليه في الشوط الثاني احداث تغير تكتيكي عبر تحرك جونيور أجايي في العمق على أن يخرج السعيد للطرف الأيسر، وهو تبديل فتح دفاعات المصري بعض الشيء ولكننا أيضاً لم نستغل الفرص.

كذلك التبديلات كانت متأخرة بعض الشيء، فكان من الممكن أن يكون تبديل مؤمن زكريا بالدقيقة 70 على سبيل المثال بدلاً من أجايي الذي لم يكن موفق وإن ظل أحد أهم أسلحة الأهلي.

ولكن بالنهاية، وبعد تصدر بطولة الدوري وفوز السوبر المصري، هل يجد فريق أقوى من الأهلي منذ سنوات في الكرة المحلية المصرية أم إن الزمالك اكتفى بتحقيق "مفاجأة" الدوري والكأس لو كأنها "زوبعة في فنجان"؟

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا