تحليل الشرقية: الأهلي "صفر" .. فنياً تكتيكياً "صفر"



ظهر النادي الأهلي بصورة سيئة جداً سواء فنياً أو تكتيكياً ليستمر الفريق في تقديم أداء مهزوز وبعيد تماماً عن ما يرجوه أي مشجع للقلعة الحمراء، ولكن توقيت سوء الأداء يأتي في وقت صعب للغاية.

مع بداية دور الـ16 من بطولة دوري أبطال إفريقيا ومع الدخول في نهاية بطولة الدوري باتت المباريات صعبة على الفريق وفي حاجة أن تكون اللاعبين والجهاز الفني في قيمة التركيز لتخطي تلك المرحلة.

الأداء أمام الشرقية لم يختلف عن باقي مباريات الموسم كثيراً، ولكن سوء الأداء الفني والتكتيكي ظهر بوضوح لأن الجماهير منتظرة مباراة القطن الكاميروني بفارغ الصبر وكانت منتظرة أن ترى ردة فعل اللاعبين أمام الشرقية بعد التعادل أمام زاناكو.

ولكن لماذا ظهر الأهلي بهذا العقم الهجومي؟ لعل الفريق لا يعاني من سوء الأداء ولكن الشرقية هي من تمكنت أن تحجم أداء الفريق، وهم بالفعل عملوا على هذا الأمر ليقوم عماد النحاس بـ"ترصيص" لاعبيه حول منطقة الـ18 حتى لا يستقبل مرماه هدف.

وعلى الرغم من أن الشرقية طوال الشوط الأول كانت تقريباً تهاجم بلاعب واحد ليعكف باقي الفريق الـ9 للدفاع عن مرماهم الا أن الأهلي كان عليه أن يتبنى طرق أخرى للهجوم، هذا التنبؤ لم يكن ليأتي الا قبل اللقاء وهو ما كان من المفترض أن ينعكس على تشكيل البدري.

أي فريق في مثل هذه الظروف سيعتمد على اللعب على أجناب الملعب، ولأن الأهلي لا يمتلك لاعبين على فنيات عالية تمكنه من الاختراق من العمق كنت أظن أنه من الأفضل الاعتماد على الكرات العالية وبالتالي اقحام لاعبين قادرين على تأدية ذلك الدور أو الابقاء على من شارك ولكن بمهام مختلفة.

ولأن الطريقة التي نعتمد عليها أمام أي تكتل دفاعي واحدة لا يوجد بها تنوع، فإن الشرقية بدلاً من محاولة الضغط علينا على الأطراف اعتمدت على تأمين العمق فقط وهو ما أربك حساباتنا الهجومية، ذلك الأمر أكده عماد النحاس عقب اللقاء الذي قال أنه أعطى تعليمات للاعبيه بعدم الضغط على الأهلي على طرفي الملعب لأننا لن نتمكن من المرور إذا أغلق الشرقية العمق.

إذا نظرت للاعبين المشاركين ستجد أن ميدو جابر قليلاً ما كان يتواجد داخل الـ18، ليبقى الثنائي أجايي وكوليبالي هما المتواجدان بصورة أساسية في منطقة العمليات، ومع الحرية المعطاة لعبد الله السعيد ظهر الفريق كثيراً بلاعبيّن في الـ18 أو 3 على أقصى تقدير، ومع الزيادة العددية للاعبي الشرقية عانينا من غياب في منطقة العمليات.

بعض الفرق تعطي اللاعب المؤثر في الجانب الهجومي حرية كاملة للحركة، ليكون اللعب متمحور حوله وذلك لقدرته على بناء الهجمات، هذا الأمر يقوم به الأهلي أيضاً مع عبد الله السعيد، ولكن ما الحل إذا كان السعيد غائب عن مستواه؟

البدري كان عليه امتلاك خطة بديلة في حالة الهبوط المستوى الفني للسعيد، ولكن لغياب تلك الخطة عانينا طوال المباراة إلى أن نزل لأرض الملعب لاعب قادر على تحويل الفريق من الدفاع للهجوم ويمتلك حلول كثيرة مثل صالح جمعة ليعطي انفراد لمؤمن زكريا.

البدري حاول في الشوط الثاني أن يغير من طريقة اللعب خاصة وأن الشرقية بدأت في التخلي عن الالتزام الدفاعي، لنتحول من اللعب بـ4-2-3-1 إلى 4-4-2 وذلك عن طريق مجاورة أجايي لكوليبالي في خط الهجوم، ولكنها لم تكن المرة الأولى التي نلعب فيها بهذه الطريقة التي لم تفلح في المرات التي لعبنا بها.

الأصل في اللعب بثنائي هجومي هو وجود جمل فنية متفق عليها بين اللاعبين للهجوم، ولكن مع عدم وجود تلك الجمل دائماً ما نظهر بصورة "حزينة" أمام دفاع المنافسين.

حتى وإن صنعنا بعض الفرص المؤكدة التي كانت كفيلة بتحقيق الفوز الا أن الفرص التي نصنعها قليلة جداً مقارنةً بالوقت الذي نستحوذ فيه على الكرة، وبالتالي هذا يعني العجز في اقتحام دفاع الخصم لفترة طويلة.

بعض التغييرات في الفريق قد تضيف، مثل بدء الاعتماد بعض الشيء على أكرم توفيق لأن ليس من المنطقي اقحام أحمد فتحي في وسط الملعب للتأثير بالسلب على الجانب الأيمن، فهاني بعيد عن المشاركة بالفترة الماضية ومن الواضح أن سيحتاج بعض الوقت للعودة مرة أخرى لفورمة المباريات.

بالإضافة لذلك علينا أن نجد حل في مركز الظهير الأيسر، علي معلول مازال يخطئ كثيراً في اختياره لتمريراته وعرضياته ومازلنا لم نجد سواء في علي أو صبري رحيل أو حسين السيد الظهير الأيسر المناسب للفريق، فهل هو عيب لاعبين أم عيب تعليمات فنية واحساس بالثقة لهم؟

مع وجود لاعب مثل عاشور أو أكرم في وسط الملعب وبجانبه السولية اعتقد أن وسط ملعبنا سيكون أفضل بكثير، ولكن يجب أيضاً إيجاد حلول أخرى بتحركات جديدة تمكننا من اختراق الدفاعات ليس فقط الاعتماد على عبد الله السعيد.

وفي ظل الانخفاض الملحوظ في مستوى السعيد فإن الجهاز الفني عليه أن يتعامل مع اللاعب بصورة أفضل بدلاً من الخروج الدائم للتأكيد على عدم وجود بديل له وأن عليهم البحث عن بديل، تلك الكلمات لن تؤثر الا بالسلب لأنها تعني أن اللاعب يقدم مستوى فني جيد وهو في حقيقة الأمر لا يحدث.

على الرغم من أن السعيد بالفعل لاعب يمتلك إمكانيات فنية عالية الا أن لكل جوادٍ كبوة، وكبوة السعيد بالفترة الحالية، فلو نظرت عن كثب لكافة لعبه ستجد أنه لا يفضل لعب الكرات السهلة وتدوير الكرة ودائماً ما يفضل الاستحواذ عليها ومحاولة المرور بنفسه، وفي الأغلب ينتهي الأمر بخسارة الكرة للمنافس.

أمور كثيرة أعتقد أنها من مسئولية الجهاز الفني فضلاً عن الفنيات، تلك الأمور تتمحور في كيفية التعامل مع اللاعبين لإخراج أقصى ما لديهم من إمكانيات، فأحد أهم أسباب نجاح أكبر مدربين العالم هي القدرة على صناعة الحافز، فهل من المنطقي أن يتذبذب في موسم واحد مستوى ما لا يقل عن 5 لاعبين؟

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا