في ذكري المايسترو الخالدة : الجزء الأول : صالح سليم الطفل القائد العنيد



نؤكد فى البداية ان هذا السرد لتاريخ رجل عظيم و لاعب كرة نادرا ما نراه و اذا اشارنا إلي انه أفضل رياضي في تاريخ مصر و العالم كله فنحن لا نزايد فى عشقنا لصالح سليم و لا نجامل فهو بحق لاعب لامع قاد المنتخب المصري والنادي الاهلى لبطولات كثيرة و زملائه في الملعب يشهدون بذلك من الكابتن طه اسماعيل و كابتن عادل هيكل  و حتى كابتن نادى الزمالك حمادة امام و تزامن ذلك مع ذكرى وفاته و سيظهر الامر بصورة تخليد لذكراه و لكن الامر فى البداية بدء تقديرا لهذا الرمز الذى احببناه بدون ان نراه و اجتهدنا فى جمع الاخبار و ما فعله اثناء حياته لنسردها لكم

 

لم تتوقف مسيرة صالح الرياضية بل امتدت بعد اعتزال صالح للعب كرة القدم لتصل الى عالم الادارة و هنا برز صالح كنجم استمر عطائه فى مجال ادارة الكرة اكثر من مسيرته فى الملاعب و حقق نجاحات عديدة كمدير للكرة  حتى أصبح رئيسا لأكبر نادي فى افريقيا و العالم العربى و بفضل ثقافته فهو قاد مسيرة التطوير فى الرياضة المصرية

 

 لذلك و بناء على الحب الذى نكنه له فقد قررنا ان نقدم صالح سليم الى الاجيال التى لم تعرفه و شباب مشجعى النادى الاهلى على امل ان يكون قدوة لكل شباب مصر فى العلم و الثقافة لتعلم الجماهير كيف احب صالح الاهلى , ليتعرفوا على هذا الرمز الكبير الذى حمل شعلة النادى الاهلى منذ كان فى السابعة عشر و استمر يقود هذا الصرح الكبير حتى لفظ اخر انفاسه فقد كان يتشرف بأسم النادى الاهلى و الاهلى اصبح يتشرف بصالح سليم

 

برزت شخصية صالح القيادية عندما كان لاعب صغير و استمرت مع مرور الزمن و ظهرت الكثير من صفاته الجيدة كان رجل متواضع محبوب من الجميع قريب من الجماهير رغم ابتعاده عن الاعلام و يثق دائما فى دعم الجمهور له و هذا كان مصدر قوته , احبه من عملوا معه حتى و لو كان هو الامر الناهى فى معظم القرارت عندما كان مدير الكرة كان ناجح و احبه اللاعبون جميعا و تعاقد مع هيديكوتى ليكون انجح مدرب فى تاريخ النادى الاهلى ,

 

 

و اهم ما ميز صالح فى هذا العصر كانت مبادئه فقد كان رجل قوى قادر على المواجهة و لا يهاب احد مهما كان , صالح لم يتراجع ابدا عن قرار اتخذه كانت له مبادئ لا يفرط فيها ابدا و هذه المبادئ هى ما ساعدته على فرض احترامه على الجميع و هذا الاحترام استمر حتى اليوم بعد وفاة صالح و حتى الان تتغنى الجماهير بصالح سليم الذى نجح كلاعب و كمدير للكرة و كرئيس للنادى الاهلى  و رسخ و ثبت مبادئ النادى

 

 عندما تجلس مع اى من مشجعى الاهلى الكبار فى السن الذين عاصروا صالح سليم فى رئاسته للنادى تسمع روايات كثيرة و حكايات تساوت خلال فترات لعبه الكرة و فترات رئاسته للنادى الاهلى تشبه اساطير الاغريق عن رجال صنعوا التاريخ و تحدوا الزمن ., هل يمكن لرجل واحد ان تثار حوله كل هذه الروايات و هى فى معظمها حقيقية و يشهد عليها بعض من احبوا صالح و زاملوه فى الملاعب هذه المواقف لا يصدقها اغلب الشباب الحالى و لكن تأكيد  الكبار يثير الدهشة و التعجب و لذلك اردنا ان نقدم هذه الاسطورة الى شباب مصر ليتعرفوا على هذا الرجل صاحب الشخصية الفريدة و حاولنا ان نلخص حياة صالح كما يلى فى سطور نعلم انها ابدا لن تكفى لسرد كل شئ عن صالح سليم

 

الأسرة

  

 يجب ان تكون البداية بالطبع مع بدايات صالح لنتعرف على الاجواء التى صنعت هذا النجم على الاسرة الى كونت هذه الشخصية القوية الصريحة على نشأته و بالتأكيد فأن نشأة صالح سليم بالتأكيد هى السبب الاول فى تكوين هذه الشخصية المثقفة و العاقلة و التى تتميز بالاتزان و القوة و مع العلم انه من اسرة مثقفة جدا و البداية بالطبع ستكون مع الوالد و هو الدكتور محمد سليم و هو ولد فى احدى قرى اشمون محافظة المنوفية و حين نال البكالوريا درس الزراعة بناء على رغبة والده و لكنه كان يفضل الطب و حين صارح والده المزارع وافق على الفور على الرغم انه كان قد وصل الى السنة الثالثة و ارسله الى انجلترا ليدرس الطب مقابل حصته فى الميراث و تعلم الدكتور محمد سليم و عاد ليكون  اشهر من عملوا فى مجال طب التخدير و من رواد هذا المجال  و عمل مع اكبر الاطباء فى ذلك الوقت  و بالفعل كان الدكتور محمد سليم رجل يتميز بانسانيته الشديدة بالاضافة الى شخصيته المثقفة جدا علاوة على علمه و اخلاقه و كان يزور دائما المرضى بعد العمليات للاطمئنان عليهم و هنا تعرف على زوجته فى احدى العمليات التى كان يجريها الدكتور عبد الوهاب مورو باشا و هو من نفس الدفعة و صديق لمحمد سليم و من هنا انطلقت شرارة الاعجاب و تعرف بزوجته و تقدم للزواج منها .

 

السيدة الشريفة زينب كانت من عائلة ترجع اصولها الى الاسرة الهاشمية و والدها من اشراف مكة و لكن اهلها تركوا مكة و انتقلوا الى تركيا و عاشوا هناك و ولدت هناك حتى اعلنت تركيا العلمانية و حينها رحلوا الى مصر و استقروا بها و حينها تقابلت مع الدكتور محمد سليم و طلب الدكتور محمد سليم الزواج بها لتستقر اسرتها فى القاهرة و هذا الزواج الذى سبب مشاكل كبيرة فى اسرتها بعد معارضة كبيرة من الاسرة الهاشمية فى الاردن و السعودية  و كانت ردود الفعل تتسائل كيف تتزوج من خارج الاسرة ...

 

كانت الشريفة زينب مثقفة جدا تحب الفنون و تعزف على البيانو و انجب الدكتور محمد سليم اكبر ابنائه و هو صالح سليم فى 11 سبتمبر سنة 1930 و حينها كان يعيش فى منطقة الدقى بالجيزة و انجبا صالح سليم و كان الاخ الاكبر لعبد الوهاب سليم و بعد 8 سنوات اتى اصغر الاخوة  طارق سليم  .

 

كانت اسرة صالح سليم محبة للفن و الموسيقى و هذا اثر فيه بشكل كبير و والده كان يهوى العزف على الالات الموسيقية و بالطبع والدته تعزف البيانو و هذا ما اثر فيه كثيرا و جعله محب للفنون بانواعها و كان فى صغره يهوى الرسم و اعتقدت عائلته انه يمكن ان يصبح من الرسامين الكبار الا ان حب الكرة تغلب على كل ذلك و بدء عندما كان يلتف حوله اصدقائه فى الشارع و يمارس الكرة معهم

 

ظهور ملامح شخصية المايسترو القوية

 

 

ظهرت معالم شخصية صالح من الصغر بوضوح خاصة مع التربية التى تلقاها من والده و الذى علمه الا يهاب احد ابدا الا الله و كان صالح طيب جدا و لكنه عنيد من صغره و تروى لنا السيدة زينب الوكيل الى تسكن فى منزل مجاور لمنزل اسرة صالح سليم و شقيقة الدكتور ابراهيم الوكيل رئيس النادى الاهلى السابق من سنة 1967 الى سنة 1973 و الذى كان يعمل مع والد صالح الدكتور محمد سليم فى مستشفى مورو.., انها كانت تشاهد صالح و هو يبلغ ست سنوات فقط من العمر عندما يأتى بائع الدندورمة و الجيلاتى و هى تذكر انه كان يدعى عم عطا الله  يذهب اليه و يعطيه احيانا كل ما يملك فى جيبه و عندما كانت تساله كان الرد دائما ياتى انه رجل غلبان و يحاول مساعدته و هذه ما جعلها تتنبأ فى ذلك الوقت بتكوين شخصية صالح المميزة

 

هذا هو صالح.. صالح الذى تصدى للبشوات من صغره فى حكاية اخرى توضح مدى الثقة بالنفس التى كان يتمتع بها صالح  عندما كان يلعب مع اصدقائه فى الشارع فى منطقة يسكن بها بعض البشوات الذين لا يحبون ضجيج الكرة و هتاف الاطفال و كانو يرسلون من ينهى لعب الكرة فى المنطقة و كان يهرب جميع الاطفال الا صالح الذى يتصدى لهم و و هو يعلم انه محق و ان اللعب فى هذا المكان حق له لا يمكن ان يسلبه منه احد و يستمر فى اللعب وحده بهدوء حتى يأتى اصدقائه مرة اخر للعب معه

 

ظهور موهبة المايسترو الكروية

 

هذه هى نشأة صالح سليم و مواقفه ف الطفولة التى كانت تظهر اننا على موعد مع شخصية استثنائية ستجمع بين حب و العدالة و هو الذى انتقل بعد ذلك الى منزل اخر مع اسرته فى شارع عكاشة حيث كانت فرق الاحياء تقابل بعضها و هنا انتشرت موهبته و عندما التحق بمدرسة الاورمان الابتدائية فى سن الثامنة و استمر يلعب الكرة مع اصدقائه لمجرد حب الكرة حتى السنة الرابعة عندما رأى اعلان موجود فى حوش المدرسة عن التقدم للاشتراك فى فريق الكرة و هذه هى اول اللحظات فى حياة صالح سليم التى عرف فيها معنى كرة القدم الحقيقى اول مرة يلعب فيها على ملعب كرة قدم بالحجم الكبير و بدايته فى عالم احتراف الكرة فى زمن الهواية و كان على من يرغب فى الالتحاق بفريق المدرسة ان يقدم نفسه الى ضابط المدرسة سيد افندى المسئول عن تكوين الفريق و هو الامر الذى جعل صالح يتردد لان هذا الضابط كان المشرف على ملابس التلاميذ و كثيرا ما عاتب صالح بسبب ملابسه الى تكون بليت من كثرة لعب الكرة قبل المدرسة فصالح كان لا يهتم بملابسه بسبب لعب الكرة و لكن صالح الشجاع لم يخف فهو لم يرتكب خطأ و ذهب و تقدم باسمه الى الضابط بكل جرأة لم نعهدها فى طالب صغير و بالفعل نجح فى الانضمام الى فريق المدرسة .

 

صالح وتحدي الصعاب

 

 طريق صالح سليم لم يكن مفروش بالورود فصالح شخصية بنتها المصاعب و المواقف التى قابلته و لم يكن خطر التقدم لسيد افندى اقوى من الخطر القادم كانت العقبات كثيرة امام صالح و لكنه تخطاها خطوة خطوة لم يصل اليأس اليه ابدا كان مقاتل يبحث عن النجاح و كان بانتظاره  عقبة اخرى فى طريق هذا اللاعب الموهوب الذى لم يكن ممهد ليستقبل لاعب بحجم صالح سليم هذه العقبة كانت ان صالح لم يعتد اللعب فى الملاعب الكبرى او اللعب بالكرة الحقيقية ذات الحجم الطبيعى , الامر كان صعب حقا على هذا الشاب الذى لم يلعب  من قبل على ملعب كبير و بهذه النوعية من الكرة و قابلته صعوبات كبيرة جدا فى ترويض الكرة و اظهار مهاراته و لكن التحدى الاكبر كان فى تنظيم مجهوده  و هنا تقدم سيد افندى و قام بتوجيه بعض كلمات كانت قاسية على اى لاعب مبتدئ  : إنت بس شاطر في الشقاوة والزعيق وساعة الجد هنا تعبت ومش قادر تجري ...,أإنت باين عليك مبتعرفش تلعب .

 

جرحت هذه الكلمات كبرياء صالح سليم كثيرا كلمات ربما تكون هى السبب فى فى قوة صالح سليم و لكنها بالتأكيد لم تضعفه بسبب شخصيته القوية بالفعل و ربما تكون هذه الكلمات من اهم الاسباب التى استفزت صالح ليثبت نفسه بين الكبار بعد ذلك حين انتقل الى المدرسة السعيدية الثانوية

 

انتهى هذا الجزء و انتظرونا و ذكريات صالح سليم فى مشواره مع فريق الاهلى و حكاياته مع السينما المصرية و دونجوان مصر و لكن قبل السلام نريد فقط ان نؤكد ان ما كتبناه ليس بناء على معرفة شخصية بصالح سيلم و لكن بناء على اكثر من قراءة لمن عاصروا صالح سليم و سنشكرهم جميعا فى نهاية تاريخ صالح سليم

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا