الذكري الخالدة للمايسترو : الجزء الثاني : الاسباب الحقيقية وراء احتراف صالح سليم



إعداد: محمد همام و محمد عفت

 

عدنا لنستكمل معا قصة صالح سليم و مشواره الرياضى الملئ بالمواقف التى تؤكد انه بحق كان افضل رياضى فى تاريخ العرب رجل له مبادئ رجل لعب و تألق كثيرا فى المدرسة الابتدائية و ذاع صيته فى القاهرة و عندما نجح فى الابتدائية و انتقل الى مدرسة السعيدية و كانت السعيدية تشتهر فى ذلك الوقت بلاعبيها المميزين مثل حنفى بسطان و محمد امين و محمد الجندى  و انضم صالح الى منتخبات المناطق و المدارس بناء على تألقه الفعلى و اصبح محبوب من قبل طلبة المدرسة بسبب مهاراته المميزة و كان يشار له بالبنان لكنه لم يستمر مع السعيدية فى واقعة اخرى يثبت فيها انه ولد ليكون قائد و ليس تابع حيث ان فى ذلك الوقت حدثت ازمة بين احد الطلاب فى النشاط الرياضى و ادارة المدرسة و حاول صالح ان يتدخل فى حل الازمة و لكنها انتهت برحيله عن المدرسة اعتراض على ما حدث و تبعه فى ذلك الوقت العديد من الطلاب ممن احبوا صالح و اقتنعوا برأيه و انتقل صالح الى المدرسة الابراهيمية و هو الامر الذى ترقبه طلبة مدرسة الابراهيمية و يحكيه لنا ماجد اباظة و هو بطل من ابطال الاسكواش و كتب ما حدث فى مجلة صباح الخير بتاريخ 10 نوفمبر سنة 1960

 

إضغط لمشاهدة الصفحة الأولى

إضغط لمشاهدة الصفحة الثانية 

 

 

يروى السيد ماجد انه ذهب الى المدرسة فى سنة 1951 و وجد الطلاب سعيدين و يقولون انه اتى و ان الفريق سيفوز و عندما دخل صالح اكتشف الطلاب انه ابن نكته و دمه خفيف و لكنه اختفى بعد الحصة الثالثة ولم يطهر مجدد الا فى امتحانات اخر العام طبعا بسبب الكرة التى انشغل بها و شارك مع فريق الابراهيمية و لكنه لم يستطع الفوز باللقاء امام مدرستة السابقة على الرغم انه احرز هدف فيها الا انه خسر بهدفان و كان فى ذلك الوقت قد شاهده حسين كامل و يعمل كشاف للمواهب للنادى الاهلى  و كمدرب للناشئين و كان يمتلك عين خبيرة  و طلب منه ان ينضم الى فريق الاشبال فى الاهلى و هو لديه 11 عام فقط  و  وافق والده على اللعب فى النادى الاهلى على الفور حيث انه كان ظهير ايسر فى مدرسة مدرسة التوفيقية و كان والده يشجعه كثيرا الا ان والدته كانت تفضل ان يصبح لاعب تنس او كريكيت و هى لعبة الاغنياء الا ان حب الكرة تملك من صالح و اهمل مع هذا الحب الدراسة و فشل فى التخرج من الابراهيمية و فى هذه الاثناء سافر الى انجلترا لاستكمال دراسته الثانوية و نجح بالفعل و عاد الى القاهرة

 

 

لعب الكرة ...

 

بدء مشواء صالح الكرة مع فرق الناشئين و لكن البداية الحقيقية لاى لاعب عندما يلعب اولى مبارياته مع الفريق الاول و دائما تكون هذه المباراة المؤشر الحقيقى لمشواره مع الفريق اذا تألق و نال اشادات الجمهور ترتفع معنوياته و يسطع نجمه فى سماء القلعة الحمراء و اذا لم يثبت جدارته تنقلب عليه الجماهير بقسوة تكاد تنهى احلام اى شاب و  صالح كان محظوظ فى بداياته فى النادى الاهلى حيث تولاه مختار التتش و هو فى ذلك الوقت كان اللاعب الافضل فى تاريخ الكرة المصرية و ضمه الى مدرسة الكرة فى سنة 1944 و اعطاه كل ما يقدر من خبرة و وقت و هذا ما ساعد على تأهيله لمباراته الاولى فى سنة 1948 قبل بداية اول موسم للدورى المصرى و كانت مباراة صالح الاولى على الرغم انها كانت ودية الا انها كانت امام فريق كبير و هو المصرى

 

شهدت هذه المباراة احداث ظل يذكرها صالح حتى اخر لحظة و كان صالح يبلغ 17 عام و حينها كان صالح مثل اى لاعب شاب يلعب وسط النجوم لاول مرة يقع عليه الضغط و لا يستطيع ان يخرج كل مالديه حتى سأم منه الجمهور و هتف هتاف شهير : ( شيلو الشبل من وسط الاسود , العب بعيد  )., ولكن المدرب فى ذلك كان مقتنع بموهبة صالح و صبر عليه حتى اتى الفرج و نزلت العناية الالهية ليحول صالح ضربة ركنية الى هدف الفوز بصورة عجيبة لتنتهى المباراة بهدفين لهدف كما يرويها من شاهدو الهدف و تهتف الجماهير باسمه و ترفعه الى السماء و يبدء صالح فى حفر اسمه كلاعب فى كتاب تاريخ الاهلى و يالها من بداية ناشئ يحرز هدف رائع فى اول مبارياته و هو يلعب وسط كبار النادى الاهلى , بداية جعلت الجميع يطالب باشراكه بعد ذلك فى المباريات و مهدت له الطريق ليكون من نجوم النادى الاهلى

 

 

صالح و المنتخب...

 

كان زمن صالح زمن عجيب يحب المواهب و يقدرها و النمتخب كان يتنقى لاعبيه من اصحاب المواهب و لايهتم بأين لعب هؤلاء و هو الامر الذى ساعد صالح كثير حيث تم اختيار صالح للعب مع منتخب مصر فى دورة البحر المتوسك بناء على تألقه مع فرق المدارس و النادى الاهلى و اشترك فى المباراة التى لعبها المنتخب المصرى ضد تركيا  و فاز 3-1 و كانت هذه اول مرة يلعب فيها صالح مع على زيوار و توتو و  حسين مدكور و احمد مكاوى و هو الامر الذى انعكس على صالح و افاده كثير من ناحية الخبرة و اللياقة تخيلو صالح صاحب 18 عام لعب لاول مرة مع منتخب مصر وسط عمالقة من افضل الاندية و تم اختياره بناء على مشاهدته فى فرق ناشئين النادى الاهلى و فرق المدارس بالتأكيد فأن السبب الاول فى ذلك هو الموهبة الشديدة التى اعطاها الله له و النظام المميز التى كانت تسير عليه لعبة الكرة فى مصر

 

 عندما عاد صالح الى النادى الاهلى انتظم فى التدريبات و اهتم بلياقته البدنية و لم يتعجل الفرصة حتى تم اشراكه فى اول مباراة رسمية امام يونان الاسكندرية فى ثالث اسبوع من اول بطولة دورى مصرى و فاز الاهلى 2-0 فى ذلك الوقت و كانت ثانى مباراة له مع الفريق الاول و ثانى فوز له و هو امر طيب جدا لناشئ و من هنا بدأت شرارة الحب بين صالح و الجماهير و استمر صالح فى عطاؤه للنادى الى ان اتت مباراة الاسماعيلى فى موسم 1958 ليكتب اسمه فى التاريخ و يقود الاهلى للفوز على الاسماعيلى بثمانية اهداف يحرز منها هو وحده سبعة اهداف و هو اعلى معدل لاى لاعب فى مصر و استمر اسمه فى قائمة النادى الاهلى لـ19 عام و حتى اعتزاله فى 1966 حيث ان اخر مبارياته كانت امام الطيران فى 11 نوفمبر 1966 الا فى فترة امتدت لاربع شهور سافر فيها الى النمسا بناء على طلب مدرب الاهلى السابق فريتز النمساوى الذى سبق و درب نادى طنطا قبل النادى الاهلى

 

و كان فريتز قد طلب من صالح ان ينضم الى فريق جراتس النمساوى الذى ينافس على الهبوط و بسبب سوء النتائج سيتم تغيير اللاعبين المحترفين و الجهاز الفنى بالتأكيد صالح الذى نشب على الانتماء و حب الاهلى لم يكن يفكر فى الاحتراف الخارجى خاصة ان هذا الامر لم يكن مهم الى هذه الدرجة حيث ان مصر لم تشهد الى لاعب محترف قبل هذا الوقت الا من سافر للدراسة و لعب اثناء الدراسة هناك و لكن فى ذلك الوقت كان صالح يمر بفترة سيئة فى يناير 1962 بعد ان تعرض المنتخب المصرى لهزيمة ثقيلة 4-2 من اثيوبيا فى اديس ابابا ضمن بطولة افريقيا و ازداد النقد الاعلامى على لاعبين المنتخب

 

النقد الذى لا يرحم احد سواء كان لاعب كبير او صغير لعب بشكل جيد او سئ نقد لمجرد النقد و بالطبع كان اكثره على صالح لانه كان قد ترقى مع الوقت ليصبح قائد المنتخب المصرى فى ذلك الوقت و انتابته فترات من الحزن و انقطع عن الكرة لاول مرة و هو الذى كان دائما مواظب على اداء التمارين بجدية عالية و قرر السفر الى النمسا لا ليهرب مما حدث فى مصر و لكن ليخوض تجربة الاحتراف فقد كان يريد ان يبتعد و يريد ان يرى مستواه على المستوى الدولى خاصة انه يعد اول لاعب مصرى يحترف احتراف حقيقى و ليس كمسافر للتعلم مثل محمد لطيف او حسين حجازى  و بالاضافة ابضا الى العائد المادى حيث انه كان سيتقاضى 5000 الاف شلن و هو ما يساوى 100 جنيه مصرى فى زمن قرر فيه صالح البقاء هاوى و اللعب فى النادى الاهلى مجانا على الرغم ان النادى كان قد قرر ان يوقع عقد مع لاعبى النادى الاهلى ليتقاضى اللاعبون  10 جنيهات كأجر شهرى و جنيهان فى حالة الفوز و جنيه واحد للتعادل و خمس جنيهات لنهائى كأس مصر و هو الامر الذى رفضه صالح ليس بسبب ضعف المقابل المادى و لكن لانه يريد ان يلعب و يعطى للنادى الذى احبه مجانا

 

تحدى صالح الظروف الصعبة فهو كان يعمل فى وظيفتان حيث اصر المشير عامر على تعيينه فى القوات المسلحة و ايضا عرض عليه العمل فى هيئة قناة السويس و لكن فى النهاية اصبح يعمل فقط فى هيئة قناة السويس و لكنه ترك العمل فى الهيئة ايضا بسبب خلاف مع رئيس الهيئة الذى كان يريد من صالح اللعب فى نادى الهيئة و هو ما رفضه صالح فطلب منه ان يعمل بعد الظهر و هو الامر الذى كان يتعارض مع مواعيد التدريب فقرر صالح الرحيل و الاستقالة

 

دفعته الظروف المادية الى الاحتراف و لكن السبب الاهم هو النقد الذى وجه اليه حيث ان البعض طالبوه بالاعتزال و اراد صالح ان يرد عمليا على ارض الملعب و ليس اى ملعب بل الملاعب النمساوية التى شهدت تألق لاعب مصرى لاول مرة فى دورى اوروبى  و هو الامر الذى تحقق و يشهد على ذلك تألق اللاعب مع فريقه و انقاذه من الهبوط و اهداف العديدة التى احرزها  مع الفريق من اول مباراة

 

انتظرونا و الجزء القادم من قصة صالح سليم

 

مسيرة صالح فى النمسا و كيف فوجئ بجمهور الطبل و الضفوف

 

الجزء الأول: طفولة صالح سليم

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا