لم استمتع بمباراة على مستوي الاداء التكتيكي للاهلي منذ عودة جوزيه مثل هذه المباراة فالساحر البرتغالي عاد وبقوة في هذا اللقاء وليس معني ان نتختلف معه في بعض المباريات ان نبخسه حقه عندما يجيد ولعلها من ضمن المباريات القليلة للغاية في تاريخ الثعلب البرتغالي التي يقف فيها على قدميه طوال احداث المباراة

نعم تعادل الاهلي مع الوداد المغربي في عقر داره بهدف وكان من الممكن ان يخرج فائزا وكان من الممكن ان يخرج خاسرا ولكن النتيجة العادلة كانت التعادل ليتبقي الحسم في ارض القاهرة والجزائر الجمعة المقبلة وتبقي حظوظ الاهلي والترجي والوداد متساوية في الوصول للدور قبل النهائي وتلك هي متعة كرة القدم والتي افتقدناها منذ زمن طويل على مستوي البطولات المحلية والافريقية

تعادل وتعادل :  قبل ان ندخل في تحليل احداث اللقاء وعلى الرغم من ان نتيجة لقاء الاهلي مع الوداد هي نفس نتيجة لقاء الاهلي مع المولودية في اللقاء السابق الا ان هناك فارق كبير في الاداء وهو ما يجعلنا نشيد باداء الفريق عندما يكون جيدا ونوضح اوجه القصور عندما يكون خارج مستواه وبالتالي فلا تأثير للنتيجة على تحليل الاداء

ساحران واداء مبهر

 

·         اعتمد جوزيه على 3/4/3 بوجود جمعة وربيعه ونجيب في الدفاع ثم الرباعي فتحي وعاشور وشوقي ومعوض ثم الثلاثي الهجومي جدو ودومنيك كاجنحة يمني ويسري ومحمد ابوتريكة في القلب

·         اجبرت الغيابات دي كستال على اللعب بنفس طريقته 4/4/2 صريحة ولكن كان غياب مهاجم صريح في القلب هو نقطة الضعف في الفريق المغربي لان راسي حربة الفريق القديوي او محسن ياجور يميلا الي اللعب على الاجناب خاصة الاخير اما الاول فهو اشبه بصانع العاب منه الي راس حربة

·         تعليمات واضحة لاحمد فتحي بعدم التقدم خاصة وان راس الحربة ياجور يميل باستمرار ناحية اليمين الاهلاوية ومع وجود جناح ايسر للفريق المغربي تصبح مهمة الظهير الايمن الدولي في غاية الخطورة على الدفاع

·         في المقابل كانت الضغوط اقل على الناحية اليسري والتي يشغلها سيد معوض وساعد وجود نجيب الواثق والهادىء على مشاركة معوض في الناحية الهجومية بشكل مكثف اعتمادا على اختراقات دومنيك في هذه الجبهة خاصة في الربع ساعة الاولي والتي كان من الممكن ان يحرز فيها الاهلي هدفين من هذه الناحية اولهما في الدقيقة الاولي من اختراق رائع وثانيها من تمريرة سحرية لتريكة

·         ساحران واداء ممتع ... كان هذا عنوان الفقرة وهو تفسير لما حدث داخل وخارج ارض الملعب فالثعلب البرتغالي لعب مباشرة على خط دفاع الوداد اضعف خطوط الفريق وبالتالي استخدم عنصري  السرعة والقوة  في الاجناب وهو ما يعني اختيار دومنيك وجدو واشتراك الاول كان مفاجأة للكثيرين لاني كنت اعتقد ان وليد سليمان سيكون صاحب الفرصة الاكبر في هذا اللقاء ولكن

·         لا يفل الحديد الا الحديد .. هو ما استخدمه جوزيه في التعامل مع القوة المغربية المتمثلة في الظهير الايمن المغربي ايوب الخالقي والذي استطاع دومنيك ان يفرض عليه حظرا في الاندفاعات الهجومية الا ان المهاجم السنغالي الجنسية ظهر متميزا في الانطلاقات الفردية وضعيفا في التعاون الهجومي ومعه اضطر جوزيه لتغيير اماكن جدو ودومنيك خاصة بعد عدم ظهور الاول في الناحية اليمني بشكل جيد في التعامل مع كرات تريكة الساقطة في منطقة الجزاء

·         الساحر الاخر محمد ابوتريكة اثبت امس انه مازال قادرا على اللعب بشكل رائع طالما اعيد توظيفه بالشكل الصحيح فموحد الجمهور العربي لعب على الورق كأنه راس حربة في القلب ولكنه كان صانع العاب بسقوطه للعمق لاصطياد الكرات من منطقة الوسط وهي منطقة نفوذه وارسال بينيات الي راسي الحربة ( الاجنحة ) في العمق وعلى طرفي الملعب

·         النقطة السابقة جعلت قلبي دفاع الوداد بلا دور فعلي فرؤوس حربة الاهلي على الاجناب وقلب الهجوم يرجع الي الوراء مما جعل هناك زيادة عددية من لاعبي الاهلي بلغت سبعة لاعبين متمثلة في رباعي الوسط وتريكة ونجيب الذي كان يدخل الي وسط الملعب كانه ارتكاز ثالث ناحية اليسار لاطلاق معوض في الناحية الهجومية .. باختصار كان قلبا دفاع الوداد يراقبان الفراغ

·         عندما تسأل اي خبير فني عن اصعب موقف يواجه فريق يلعب بدون ليبرو تكون الاجابة القلب .... فاي تمريرة صحيحة من المنافس الي لاعب اخر بدون رقابة داخل منطقة الجزاء يعني فرصة هدف محقق وهو ما تحقق في هدف الاهلي فمن يظن ان تمريرة عرضية من معوض الي تريكة خارج منطقة الجزاء بسبع ياردات على الاقل يهديها تريكة  براسه الي جدو مخترقة ثلاثة لاعبين من الوداد ليحرز جدو هدفا رائعا اكتملت روعته بالتحرك التكتيكي الصحيح لدومنيك والذي وقف امام لاعبي الوداد في العمق ليشتت تفكيرهم عن جدو

·         كان لابد من اعطاء تريكه حقه في هذه الكرة وعلى الرغم من اني اوضحت هذا في النقطة السابقة الا اني شعرت بان لمسة تريكة كانت مثل كرة ( Drop Shoot)  بال (Back Hand)  لروجر فيدرر في الايام الخوالي والتي كان يضعها خلف الشبكة مباشرة يستحيل التعامل معها مرة اخري قبل ان يظهر نادال ودجوكوفيتش

شاهد شرح بالفيديو للمسة تريكة الرائعة

الشوط الثاني

 

·         اكره دائما مقولة ان الشوط الثاني هو شوط المدربين لاني اعتقد ان الفريق ( لاعبين ومدرب ) كتلة واحدة ويتضح اثر المدرب عندما يختل توازن فريقه سواء كان هذا في الشوط الاول او الثاني او في الاوقات الاضافية ولكن ما حدث امس يوضح ان تفكير كلا المدربين لم ينتقل الي ارض الملعب فقط بل تجاوزاه الي القاهرة والجزائر بعد اربعة ايام من لقاء الامس

·         اشراك ايوب سكوما والذي لعب كقلب دفاع في لقاء الذهاب بديلا ليوسف تورابي كان افضل تغييرات المباراة فسكوما المعروف بتميزه الدفاعي وتمريراته المؤثرة اعطي حرية اكبر لياسين لكحل للانضمام الي يوسف القديوي ليلعب الوداد بمثلث هجومي راسه محسن ياجور والذي تواجد اكثر في العمق لتعاد صياغة المباراة من جديد

·         لن اتوقف كثيرا عند صحة الركلة الحرة المباشرة ولكن ساتوقف عند وضعية اللاعبين عند لعب الضربة الحرة المباشرة واعرف ان الكثير من الخبراء الفنيين يتحدثون عن ضرورة الا يتواجد اللاعبين داخل المنطقة وان يخرجوا بعيدا الا انني اري ان تواجد اللاعبين داخل قلب المنطقة وانتظار الكرة بدلا من ان الدخول مرة اخري الي المنطقة وفي نفس الوقت مراقبة البديل مع الارتقاء في الوقت المناسب لقطع الكرة في المقابل فان الوقوف داخل المنطقة سيجعل اللاعبين في وضعية الانتظار للارتقاء بدلا من ان يدخلوا سباق السرعة والذي نراه دائما في مثل هذه الكرات .

·         تغيير طريقة لعب الوداد والاتجاه الي العمق اكثر مع ترك الحرية لايوب الخالقي الظهير الايمن للتحول الي جناح وفي بعض الاحيان كراس حربة واعتماد طريقة 4/3/2/1 كان نقطة التحول في المباراة في ظل عدم قدرة دومنيك على السيطرة على الكرة في المنطقة الامامية ومهاجمة الخالقي بشدة كما حدث في الشوط الاول

·         تواجد القديوي مع لكحل في العمق ادي الي تحجيم دور عاشور وشوقي في التواجد هجوميا ومع دخول ياجور الي العمق ورقابة جمعة  له وخلفه ربيعة بات احمد فتحي ودومنيك هما نقطتي التحول للاهلي في المباراة اذا اراد جوزيه العودة ولكن يبدو ان جوزيه كان واثقا اكثر من اللازم في دومنيك وربما كانت له حسابات اخري تتعلق بمباراة الترجي الاخيرة في القاهرة

·         تغيير محمد فضل كان اسوأ التغييرات على الاطلاق فراس الحربة المتميز في ضربات الراس مكانه هو منطقة الجزاء لاستقبال العرضيات او على اسوأ تقدير استلام الكرة على حافة منطقة الجزاء اما استلام الكرة من وسط الملعب او من على الاجناب والقيام بتطويع الكرة انتظارا للمساندات دور لا يعرف فضل القيام به وهو تغيير مسئول عنه جوزيه اكثر منه فضل ولكن هل توجد خدعة في هذا التغيير ؟ اعتقد ان الاجابة تتلخص في منح قدر اكبر من الراحة لمتعب في المباراة القادمة واكساب فضل المزيد من الحساسية تحسبا لاحتمال الاستعانة بها في وقت معين في المباراة المقبلة للاستفادة من ضربات الرأس

·         اشراك عماد متعب في الدقائق الخمس الاخيرة واشراك شهاب في الوقت الضائع بديلا لتريكة تغييران معناهما لم يتضح في لقاء الوداد ولكن جوزيه اراد ان يتضح تأثيرهما في لقاء الترجي فالاول وضح انه سيكون له دورا رئيسيا في لقاء الترجي وهو اعتقد السبب الرئيسي عند جوزيه لعدم الدفع به حيث اعتبر ان لقاء العبور الي الدور قبل النهائي هو 180 دقيقة مقسمة بين المغرب والقاهرة وكان معني اشراكه في لقاء الوداد انه لن يكون قادرا على اللعب بنفس الكفاءة في لقاء الترجي نظرا للمجهود البدني الكبير والذي يبذله المهاجمين خارج الديار

·         اما التغيير الثاني فكان دفعه معنوية هائلة حصل عليها محمد ابوتريكة ونال تحية الجماهير كلها وتخيلوا تشجيع 50 الف مناصر مغربي لنجم الكرة المصرية بعد اداء اكثر من رائع امام فريقهم وفي عقر دارهم وينال هذه التحية الخرافية بالتاكيد ستزيد الروح المعنوية بشكل هائل فضلا عن الدفعة الفنية والتي حدثت بالفعل في اداء تريكة امس

·         وليد سليمان ربما اراد جوزيه الا يحرقه في مباراة الامس وفضل ان يشترك في لقاء الترجي في القاهرة مزودا بهتافات الجماهير وان يبقي ورقة رابحة غير مجهدة نالت إعدادا لا بأس به بعد انضمامه متأخرا لصفوف الفريق .

لاشك ان عودة حسام غالي في منطقة الوسط ستجعل شكل الاهلي اكثر خطورة وتأثيرا في الناحية الهجومية ويجب الا يتسرع لاعبي الاهلي في انهاء الهجمات خاصة وان الفوز على الترجي بفارق هدفين ان لم يكن صعبا فهو ليس مستحيلا فالاهلي كان فائزا على الترجي في الموسم الماضي بفارق هدفين لولا خطأ ساذج من الدفاع وكان الاهلي اقل فنيا من الان والاهلي لعب 60 دقيقة اما الاتحاد الليبي وكان متعادلا ويحتاج لهدفين حتي يتعادل معه ومع ذلك احرز ثلاثة اهداف في نصف ساعة

 للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك