ربما بسبب زخم الأحداث و تصاعد وتيرتها بعد الثورة نسي الجميع حسن صقر في موقعه فلم يقال و لم يطالب أحد بإقالته و ربما نسيان أمره يرجع إلى أن المسئول الأول عن الرياضة في مصر لا يحمل لقب وزير فسقط من حسابات إقالة وزراء نظام مبارك بعد سقوطه فحسن صقر لم يكن عضواً بمجلس الوزراء إنما هو فقط عضو بنادي الزمالك .
حسن صقر الذى لا يمت للسياسة بصلة و لا حتي الرياضة كانت كل علاقاته بالسياسة كارنيه عضويته بالحزب الوطني المحروق و أنه كان يقف أمام بوابة الاستاد وهو بمقام وزير لينتظر جمال مبارك وهو ينزل من سياراته ثم يجري عليه مبتسماً ليصافحه في حرارة مثلما يجري مراسلين البرامج الفضائية علي أبو تريكة ليحاوروه ثم يسير خلف جمال مبارك صفاً إلى صف مع الحرس ليكون برفقة جيمي وهو في طريقه الي المقصورة ثم يجلس بجانبه ليتمايل و ينحني لجمال مبتسماً ثم يهمس في أذنه متودداً إليه ليبدأ معه في الحديث وترتسم على وجهه علامات السعادة و الرضا ، هذه هي كل مقومات حسن صقر السياسية و أغلب الظن و ليس كل الظن اثم أن لهذا السبب تم اختيار حسن صقر لهذا المنصب .
حسن صقر لديه منظومة رياضية في مصر تستحق جائزة نوبل في الفشل و عندما نوى صقر التعديل و التغير لم يجد أمامه سوى النادي الأهلي بمنظومته التي هي أفضل و أنجح إدارة في مصر لكي يغيرها و يعدل عليها ربما وجد أن إصلاح باقي أندية و اتحادات مصر لتصبح مثل الأهلي هو أمر شاق و صعب و طويل فقرر أن يختار الطريق الأسهل وهو إفشال إدارة الأهلي بالضبط تماماً مثل الحكمة الخالدة التي تقول " إحنا مش هنروح كأس العالم كأس العالم هو اللي هيجيلينا "
صقر يريد أن يصنع لائحة جديدة "تفصيل" تمنع مجلس ادارة الأهلي من الترشح مرة أخري في الانتخابات و يتحجج البعض بأن هذه اللائحة للتماشى مع الثورة وهى حجة تشبه تماماً حجة البليد فالثورة كان مطلبها الأول الحرية التي يريد حسن صقر أن يحجبها عن أعضاء الأهلي و يسلب حقهم في اختيار مرشحيهم لإدارة النادي بحرية و يفرض عليهم أسماء بعينها أو يمنع أسماء بعينها من الترشح للانتخابات ، هل هذه هي الحرية التي طالبت بها الثورة و التي تريدون تطبيق مبادئها على الأندية ؟
أما المصيبة الكبرى فهي أن يكون صقر قام بإصدار هذه اللائحة بالقياس على منصب رئيس الجمهورية بمعني أن الدستور الجديد لا يسمح لرئيس الجمهورية بالحكم سوى لمرتين متتاليتين أو ثمان سنوات فيجب أن ألا يحكم رئيس الأهلي أكثر من ثمان سنوات بمنطق أن "رئيس الأهلي مش أحسن من رئيس الجمهورية " و هنا القياس لا يجوز لأن مبدأ الفترتين لرئيس الجمهورية هو مبدأ يتم وضعه من أجل حماية المحكومين من الحاكم و عدم سيطرة رئيس الدولة على الحكم و انقلابه على الشرعية بما يملكه من صلاحيات و امكانيات لا تتوفر لدى رئيس النادي فحسن حمدي لا يملك جيشاً أو شرطة أو مخابرات أو حزب حاكم أو وسائل إعلام يستطيع من خلالها السيطرة على مقاليد الحكم و الجلوس في المنصب لمدد زمنية طويلة غصباً عن إرادة الشعب فالقياس هنا باطل مثل بطلان وجود حسن صقر في منصبه حتى الآن .
حسن صقر مازال يعتنق فكر النظام السابق و يعتقد إنه يدير العزبة التي ورثها عن أجداده فيصدر لوائح ثم يتراجع عنها مثل إلغاء بند نائب الرئيس و أمين الصندوق و مقعدي الشباب و لأنه يعتقد إنه يدير بالفعل عزبه فإنه أعاد العمل بهذا البند مرة اخرى في اللائحة الجديدة و ربما يلغيه مجدداً و فقاً للحالة المزاجية لمعاليه و الجميع يعلم أن سبب إلغاء هذا البند كان فصل من فصول " مسرحية عنتر و لبلب " التي كانت تدور بين مرتضي منصور و حسن صقر ….." مش قولت لكوا عزبة " .
كما يغفل أو يتغافل الجميع أن من تقاليد النادي الأهلي الاستقرار الإداري فهل يصدق أحد عندما أقول أن خلال الأربعين عام الأخيرة لم يترأس النادي الأهلي سوي 4 أشخاص فقط !!! فمنذ 4 يوليو 1971 وحتى تاريخنا هذا توالى على رئاسة النادي الأهلي الفريق مرتجي ثم صالح سليم ثم عبده صالح الوحش ثم صالح سليم مرة أخري ثم حسن حمدي ، فقط أربعة رؤساء في أربعين عام فهل يريد المجلس القومي أن يجعل النادي الأهلي مثل الأندية الأخرى و التي يتناوب على رئاستها 4 رؤساء في العام الواحد !!!
لا يوجد تبرير لمحاربة مجلس إدارة النادي الأهلي بهذه الحرب الغير مبررة سوي الميول الزملكاوية للمجلس القومي للرياضة فنحن لدينا مجلس إدارة هو الأنجح في مصر بل هو المجلس الوحيد الناجح في مصر رياضياً و إقتصادياً ولهذا السبب يريد صقر بلائحته الجديدة أن يوقف هذا المجلس الناجح لذلك فيتحتم على مجلس إدارة النادي الأهلي أن يحارب ليس من أجل بقاءه في منصبه و لكن من أجل الدفاع عن حق أعضائه في حرية الاختيار و الانتخاب و الدفاع عن استقرار النادي وعلى أعضاء الجمعية العمومية أن تدافع عن حقها في الاختيار الحر و ليس الاختيار الموجه من قبل الدولة و الوقوف في وجه حسن صقر و لوائحه .