فاكرين صديق وعبد الوهاب؟



تمر السنوات وتتغير وقائع كثيرة ولكن دائما يبقى حال الاعلام الرياضي كما هو ، فالاعلام الرياضي في مصر غير قابل للتطوير والتغيير أبداً ، فالاعلانات والأموال والأهواء الشخصية هي المتحكم الأول بالاعلام في مصر ولا يلتفت الاعلاميون الى شئ أخر ولا يريدون مناقشة أي أمور أو مواضيع لا تجلب المشاهدات والاعلانات .

 

لا يوجد عندي ذرة شك بأن هناك اعلامي يتذكر بعض الأمور التي حدثت في الماضي وظل يغني بها ويتحدث عنها ليلاً ونهاراً وفجأة انقطع حديثه عن هذا الأمر قبل أن نجد لها حلول ، ليتكرر هذا الأمر مرة أخرى ويتحدث عنه هذا الاعلامي من جديد وفجأة ينقطع مرة أخرى عن مناقشة هذا الأمر .

 

هل تتذكرون مباراة الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر عام 2006 ؟ عندها سقط محمد عبد الوهاب "رحمه الله" على أرض الملعب ولم يكترث أحداً لهذا الأمر ليمر مرور الكرام ، حتى تمر الأيام ليرحل عبد الوهاب عن دنيانا لينتشر اللون الأسود على شاشات الاعلام ويتحدث كلٌ منهم عن رعاية صحية للاعبي الكرة وكشف دوري و ... و ... و ... وبعد أيام نسينا عبد الوهاب .

 

حتى جاء الدور هذه المرة على مباراة الأهلي وطلائع الجيش في عام 2007 وبالتحديد في دور الثمانية لبطولة كأس مصر حينما سقط مدافع الأهلي محمد صديق على أرض الملعب ولولا العناية الالهية التي انقذته من الموت ، ليعود الينا الاعلام الرياضي مرة أخرى ليتحدث عن نفس الأشياء التي تحدث عنها من قبل وأيضا لمجرد أيام وبعدها نسى الجميع ما حدث لمحمد صديق .

 

ما أود أن اقوله هو أن الاعلاميين يركزون دائما على الأمر الذي يحدث والأمر الذي يهتم به المشاهدون والمتابعون ولكنهم لا يعرفون قيمة الميكرفون اللذين يتحدثون خلاله لأن بمقدرتهم أن يعالجوا بعض الأشياء في المجتمع والوسط الرياضي .

 

للأسف هذا هو حال اعلام مصر عامةً وليس الاعلام الرياضي فقط ، فالجميع يركز على الموضوع الذي يشغل المتابعين ويتحدث فيه لأن المشاهد يريد معرفة ما يحدث ولكن بمجرد حدوث أي أمر أخر يقوم مقدم البرنامج بنسيان الأمر السابق ويتحدث عن الشئ الجديد وهكذا تستمر الحياة .

 

وأيضاً هذا هو ما يحدث الأن في وسائل الاعلام ، فالجميع يتحدث عن مجزرة بورسعيد وأحداثها ووقائعها ، وكل منهم يرى المذنب من ناحية واحدة فقط على حسب أهوائه الشخصية وقليلون جداً واؤكد أنهم قليلون اللذين يهتمون بنقل الحقائق ويبحثون عن حقوق الشهداء .

 

وبالفعل فان هناك الكثير من هؤلاء بدأ يمل من الحديث عن ما حدث في بورسعيد وبدأ يفكر ويتحدث في أمور أخرى تخص عودة النشاط الكروي في مصر والتطرق لمواضيع أخرى بعيدة عن أحداث بورسعيد ليثبتوا أن امثالهم من مقدمي البرامج لا يستحقون المكانة التي هم فيها الأن لأنهم يريدون ترك حقوق الشهداء من أجل مصالحهم الشخصية .

 

في النهاية اتمنى أن يتغير حال الاعلام الرياضي المصري ، وذلك لن يتم الا بعد ابعاد رموز الاعلام الفاسدة التي دائما ما تركب الموجة وتحاول اظهار نفسها على حساب الأحداث ليؤثروا بكلامهم عن غالبية البسطاء من الشعب ، وما يجب علينا الآن هو أن ندعو من الله أن يصلح حال اعلامنا ويثبت اصحاب الضمير منهم على مواقفهم وألا تغيب دائما صور الشهداء عن عيونهم لأنه في لحظة واحدة من الممكن أن تزول عنك كل الأشياء ولن يتبقى لك سوى عملك الصالح ، حينها لن ينفعكم المال الذي جمعتموه أو النفاق الذي قمتم به .

 

للتواصل مع الكاتب

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا