دوري أبطال أفريقيا - 2024

تحليل مباراة العار: أخطاء فادحة من لاسارتي مع ذبح اللاعبين في ليلة لم يتوقعها أحد!



ما الذي حدث! كيف يظهر النادي الأهلي بهذا السوء أمام صن داونز، بالتأكيد الفريق الجنوب افريقي يمتلك مقومات وفنيات عالية ولكن هذا ليس مبررًا للـ"عار" الذي حدث على أرض الملعب سواء تكتيكيًا أو فنيًا.

في مثل هذه المواقف يصعب تحميل أحد أفراد منظومة الفريق المشكلة وحده، ولكن مارتن لاسارتي في هذه المباراة يتحمل المسئولية بنسبة كبيرة جدًا، وذلك للعديد من الأمور التكتيكية التي لم يفطن لها نبرزها في النقاط التالية:

أولًا: صن داونز يتمتع بلاعبين مهاريين  أو بمعنى أصح "كورتهم حلوة" في كافة المراكز، وهو ما سيجعله شبه متفوق إذا ما قررنا تطبيق الضغط الفردي أو "العشوائي" على دفاعه، وهذا ما حدث.

فمروان محسن دائمًا ما كان يضغط على دفاع صن داونز من مراحل متقدمة جدًا من الملعب "وحده"، وبالتالي كان سهل على الدفاع الجنوب افريقي ضربه، ومع وصول الكرة لنصف الملعب تجد ثنائي من وسط ملعب الأهلي "في الأغلب السولية ونيدفيد" يقومون بالضغط على حامل الكرة الذي في الأغلب سيكون لديه حلين على الأقل للتمرير، وبتمريرة بسيطة سيستلم لاعب أخر من صن داونز الكرة وحوله مساحة خالية تمكنه من اتمام بينية متقنة خلف دفاع الأهلي بكل بساطة.

ثانيًا: طريقة صن داونز تعتمد على ايجاد مساحة لأي لاعب بالفريق في نصف ملعب الأهلي، وهو ما سيجعله في وضعية متميزة للعب بينية خلف دفاع الأهلي الذي كان يلعب بشكل متقدم بعيد عن مرماه، وفي ظل التقدم الدائم وغير المبرر من الثنائي علي معلول ومحمد هاني أصبح الأمر أسهل وأسهل على المنافس لعدة أسباب.

أولًا فإن عند تقدم أحد معلول أو هاني دائمًا ما تجد "لبخ ولغبطة" في طريقة التغطية، فإذا عاد نيدفيد بدلًا من معلول ستجد أن معلول يركض لكي يعود لمركزه الطبيعي، بينما من المفترض أن يلعب مكان نيدفيد في تلك الهجمة، وفي هذه اللحظة يكون الأهلي خسر لاعب في وسط الملعب وهو ما يتيح الفرص لصن داونز للقيام بما يريدونه وهو ارسال بينية خلف دفاعات الأهلي.

ثالثًا: قرار لاسارتي بالضغط من الأمام اصطحبه قرارات أخرى، مثل اللعب بدفاع متقدم، وهو شيء منطقي لأنه يبحث عن تقارب الخطوط، ولكن الأمر الذي لم يكن لاسارتي مدركه أن دفاع الأهلي أبطأ من مهاجمي صن داونز، ليواجه "سبرنتات" مهاجمي صن داونز بالعودة أكثر للخلف وبالتالي ابتعاد الخطوط عن بعضها، ليسهل الأمر على صن داونز في تنفيذ استراجيتهم التي ساعدناهم دون قصد على القيام بها بالشكل الأمثل.

رابعًا: منذ قدوم رمضان صبحي إلى الأهلي على سبيل الاعارة وهو نادرًا ما يساعد الظهير في العملية الدفاعية، ولكن الغريب أن في الهدف الأول أشار الثنائي هاني وفتحي لرمضان بالعودة مع اللاعب المتقدم من صن داونز، وهو ما لم يقم به رمضان، وبالتالي خرج محمد هاني من العارضة القريبة للضغط على حامل الكرة وهو ما فتح مساحة في دفاع الأهلي.

وعلى الرغم من تقدم هاني الا أنه كان بإمكاننا اخراج الكرة، فلو تقدم سعد سمير خطوة أو تقدم الشناوي خطوة لكنا تمكنا من القيام بعملية التشتيت، ولكن لا هذا ولا ذاك قاما بأي شيء لتستقبل شباكنا الهدف الأول.

خامسًا: الأمر المحير بالنسبة لي أنه "ومن المفترض" من الطريقة التي بدأنا عليها المباراة أن يكون لاسارتي على علم بطريقة لعب صن داونز، وإلا أريد تبريرًا لاعتماده على ثلاثي في وسط الملعب؟ فالطبيعي أن اللاعب بهذا الثلاثي يكون للضغط على حامل الكرة من فريق المنافس في وسط ملعبنا، وهو ما كان سيحمي تقدم خط الدفاع من أي بينيات طولية خلفه، وهو الأمر الذي لم يحدث على الاطلاق.

تلك كانت أخطاء لاسارتي، وهو الذي يتحمل نسبة كبيرة من الخسارة من وجهة نظري، ولكن هل هذا يعفي اللاعبين من الخطأ؟ بالتأكيد لا، وإليكم بعض الأخطاء التي وقع بها لاعبونا:

محمد الشناوي: تصدى الشناوي للعديد من الكرات أمام صن داونز ولا يستطيع أحد انكار ذلك، ولكن هل تصدي اعجازي أو صعب؟ لا اعتقد هذا، وبالتالي تخيل معي أن مع كل هذه الفرص التي صنعها صن داونز لم يلفت الشناوي الأنظار بتصدي صعب!

هذا وإن دلّ على شيء فإنه يدل أننا بحاجة لحارس مرمى، وليس فقط للخسارة بالخمسة ولكن لأن الشناوي كثيرًا ما يعاني من قرارات خاطئة وغياب عن التركيز، مثلما حدث في الهدف الأول الذي إذا كان تصدى للعرضية الأرضية داخل منطقة الـ6 لربما كان للقاء مصير أخر.

في ركلة الجزاء أيضًا إذا كان الشناوي يتحلى بالذكاء كان سيقف في مكانه ولا يندفع للالتحام مع لاعب صن داونز حتى وإن كان لم يلمسه، فالتصرف الأصح في تلك الكرة أن يحاول الشناوي غلق ما يمكن غلقه أمام اللاعب منتظرًا أن تأتي المساندة من أحد لاعبي الأهلي، وليس الاندفاع.

كريم نيدفيد: من المؤكد أن هناك تطور ملحوظ في مستواه بالفترة الماضية وبالتحديد منذ تولي لاسارتي المهمة، ولكن نيدفيد مازال يعاني في بعض الكرات من قلة خبرة في التمركز خاصة إذا تطلب الوضع في الهجمة إلى قيامه بعملية التغطية.

فكثيرًا ما يغيب التركيز عن نيدفيد إذا ما تبادل المراكز مع الظهير الأيمن أو الأيسر عن طريق الارتداد البطيء لمركزه الطبيعي في وسط الملعب، وهو ما يكلف الأهلي وجود مساحة شاغرة أمام منطقة الـ18، لنعاني أحد الأمرين، إما عدم القدرة على الحصول على الكرة الثانية المشتتة من دافعاتنا أو اعطاء فرصة للقادمين من الخلف من الفريق المنافس للتواجد بالمساحة الفاضية على حدود الـ18.

تلك النقطة سيتداركها نيدفيد، ولكن على لاسارتي العمل عليها، بالاضافة إلى ضرورة توزيعه لمجهوده على الـ90 دقيقة، حتى لا يظهر بالشكل الذي ظهر به أمام صن داونز وهو غير قادر على الركض مثلما يعتاد.

رمضان صبحي: الاختفاء الكبير لرمضان في الشوط الأول أمر غير مبرر، بالاضافة إلى غيابه عن الأدوار الدفاعية والتي كلفتنا الهدف الأول، ولكن هذا يدعونا للتساؤل، هل التعليمات الفنية تشير إلى عودة رمضان لمساندة الظهير في الدفاع أم لا؟ لأن رمضان منذ عودته للأهلي وهو لا يساند دفاعيًا في أغلب المواقف.

سعد سمير: مثله مثل الشناوي، يقوم بالأمور الطبيعية التي سيقوم بها أي مدافع، وبالتالي ستخرج من اللقاء لا تقدر أن تحمله اللوّم لخطأ فادح أو الثناء عليه للقيام بشيء عظيم، مدافع متوسط المستوى كان أيضًا بامكانه إذا كان في كامل التركيز أن يشتت كرة الهدف.

ناصر ماهر: يمتلك مقومات فنية عالية ولكنه في الكثير من الكرات "بيزودها"، على الرغم من أنه دائمًا حل للاعبي وسط الملعب وقادر على الاستلام والتسلم بشكل صحيح الا أن "الفزلكة" في بعض الكرات يقتل رتم الفريق، والتحم في الرتم أحد المميزات المهمة أن تتواجد في صانع اللعب وبالتالي عليه أن يتعلمها.

تبقى أمر ظهر بطريقة غريبة على كل اللاعبين، أين الشخصية؟ أكاد أجزم أن أي أهلاوي كان محبط بالتأكيد من النتيجة، ولكن أيضًا من الطريقة التي ظهر عليها الفريق مع كل هدف تستقبله شباكنا متسائلًا، هل هؤلاء هم نفس اللاعبين الذي قدموا المستوى العالي جدًا في مباريات الدوري؟!

بالنهاية، تلك الخسارة لم يتوقعها أحد على الاطلاق، وبالتالي ذبح اللاعبين أمر غير منطقي، وعلى الجميع أن يبحث العودة السريعة والقوية من تلك الخسارة المذلة والغريبة وغير المنطقية.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا