حكايات الأهلي في إفريقيا.. شادي محمد: عندما أفسد أبو تريكة سحر القطن وإنيمبا



نسر لم يتوقف عن الترحال.. ينهي رحلة ليغامر في الأخرى.. هكذا تعودنا عليه في تاريخ طويل امتد لقرابة 113 عامًا تسطر فيه كل حرف من اسم "الأهلي" بحروف من ذهب.

نسر الأهلي الذي ظل يجوب بأجنحته كل ربوع إفريقيا ليستمد أمجاده وعراقته دون اكتراث بالجهد والتعب والعرق، كان شاهدًا على حكايات اختلفت رواياتها بين الكوميدية أحيانًا والمرعبة في أحيان أخرى، إلا أنها في النهاية كانت طريقًا لتحقيق 19 بطولة جعلت المارد الأحمر هو سيد القارة السمراء.

وإن كنت من الذين يهتفوا "من صغري بحكي على الأهلي حكايات".. فـ El-Ahly.comجاء هذه المرة ليجعل نسر الأهلي هو من يُقدم حكاياته إليكم، حيث تأتي حكاية الليلة من نسر المارد الأحمر في مطلع الألفينات، شادي محمد، الذي يسرد حكايته على النحو التالي:

في عام 2005 كانت لدينا مواجهة قوية للغاية أمام إنيمبا النيجيري في دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، ومن أجل خوض هذا اللقاء كان علينا أن نقطع رحلة شاقة للغاية إلى مدينة أسمها "أبا".

بعد رحلة الطيران الرئيسية كان أمام رحلات طيران أخرى داخلية، وكنا نستقل طائرات وكأنها تعمل "بالريموت".. هذا أثار ذعر اللاعبين بالطبع، فضلًا عن الرحلات البرية وصعوبة الطريق.. أكاد أجزم أن المطبات الصناعية هناك تصل إلى الأنف.. لقد كانت "مدينة ملاهي".

هذا كله لم يكن كافيًا، حيث أقامنا في فندق سيئ للغاية، مليء بالحشرات والسحالي، غير أن الأمور الحياتية به كانت صعبة ولا تُطاق، ولكن عمومًا تحملنا وفزنا بالمباراة بهدف عماد متعب وعدنا للقاهرة.

أتذكر أن ممرات الملاعب في مباراتي إنيمبا تلك والقطن الكاميروني في جاروا بنهائي دوري الأبطال عام 2008، كانت تشهد على حركات غير طبيعية من لاعبي الفريقين.

في الممر كان لاعبو الفريقين يغنون أغنية واحدة بلهجة سواحيلي غير مفهومة، مع رقصة غريبة يقومون فيها بثني الركبة.. نغمات الأغنية كانت تتسارع والرقصة أيضًا، وهذا كان يثير فينا الشكوك حول الغرض من الأغنية، أظنها كانت سبيلًا للدجل والشعوذة.

في كل مرة، سواء بمواجهة إنيمبا أو القطن، كان يتدخل محمد أبو تريكة، لإبطال مفعول تلك الحركات إن كان الغرض منها السحر، حيث كان يخرج فجأة من بيننا مرددًا آيه الكرسي بأعلى طبقة صوت لديه.. طريقته كانت تدفعنا للضحك ولكنها كانت تطمئن قلوبنا أيضًا.

في مواجهة القطن الكاميروني تلك أتذكر أيضًا مدى رداءة فنق الأقامة، كانت لا توجد حنفيات، بل جرادل، وكنا نحمل هم الاستحمام بعد التدريبات.. رأينا أيامًا صعبةً، ولولا الأهلي واحترافيته وأنه يلحق بالبعثة شيف خاص، كانت الأمور ستكون أصعب، فاللحوم كانت مليئة بالدماء، وأنت مضطر لتناول الوجبة لأن لديك مباراة.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا