أرسل نادي أولمبياكوس اليوناني خطابًا رسميًا إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يحتج فيه على إصابة ثنائي هجوم الفريق أحمد حسن كوكا ويوسف العربي بفيروس كورونا.
وتعرض كوكا والعربي لإصابة بفيروس كورونا خلال تواجدهما في معسكر المنتخب المصري والمغربي خلال استعداداهما لتصفيات بطولة كأس الأمم الافريقية في الأيام الماضية.
وتسببت إصابة ثنائي هجوم أولمبياكوس في غيابهما عن ديربي كرة القدم اليونانية بين فريقهما وفريق باناثينايكوس اليوم السبت ومباراة مانشستر سيتي يوم الأربعاء المقبل في بطولة دوري ابطال أوروبا.
واتهم نادي اولمبياكوس في خطابه للاتحاد الدولي نظيره الاتحاد الافريقي والاتحادات التابعة له الممثلة لثنائي الفريق بعدم تطبيق البروتوكول الطبي التابع للفيفا وتطبيق الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا.
وأكد البيان أن أحد اللاعبين المصابين أقام في غرفة تضم 4 افراد خلال معسكر منتخب بلاده بدون تحديد هويته بجانب إبداء نادي اولمبياكوس تأسفه لاحتجاز يوسف العربي في الكاميرون بعد اصابته بالفيروس بسبب قيود السفر.
وجاء البيان كالتالي:
"في الأشهر الأخير وعلى ضوء الظروف الطارئة التي تسبب فيها فيروس كورونا والتجارب السابقة التي مررنا بها في موسم 2019\2020، فقد عبرت رابطة الأندية الأوروبية بالإضافة إلى كافة اللاعبين عن قلقهم البالغ من مشاركة اللاعبين في فترة التوقف الدولي لشهري أكتوبر ونوفمبر.
وعلى هامش هذه التوقفات الدولية منذ سبتمبر 2020، فقد طوّرت رابطة الأندية الأوروبية، ومنتدى الدوريات العالمية، ورابطة لاعبي كرة القدم العالميين، مجموعة من المبادئ للحفاظ على صحة وسلامة اللاعبين وحمايتهم من فيروس كورونا.
وفي هذه الفترة غير المسبوقة، يجب إعطاء الأولوية لصحة اللاعبين وسلامتهم والأطقم المنخرطة معهم، وأيضا عدم الضغط على اللاعبين والأندية لاتخاذ قرارات من شأنها أن تعرض صحة اللاعبين للخطر وإحساسهم بالأمان سواء نظريا أو عمليا.
وبالنظر إلى تعاظم الوباء وارتفاع نسبة العدوى بسبب ساعات السفر الطويلة واحتكاكهم بلاعبين وأفراد من دول أخرى، فضلا عن أن البروتوكولات التي طبقتها العديد من الاتحادات غير الأوروبية كانت غير كافية أو منعدمة من الأساس، فقد طالب اللاعبون بتمديد التعديلات الطارئة التي شهدها توقف سبتمبر لتشمل توقفي أكتوبر ونوفمبر، واتخاذ إجراءات صارمة لضمان أن المباريات التي تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي ستشهد تنفيذ بروتوكول فيفا أو بروتوكول مكافئ من الاتحاد القاري التابع لـ فيفا.
ونحن نشعر بالحزن لعلمنا أن فيفا لم يعط اهتماما كافيا لهذه المخاوف.
لسوء الحظ، فقد أظهرت تجربة المباريات الدولية بشهري أكتوبر ونوفمبر أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والاتحادات الأعضاء فيه، لا تستطيع حماية صحة لاعبينا بشكل فعّال.
أولمبياكوس يفتخر بأن عدد كبير من لاعبيه يشاركون مع منتخبات بلادهم، لكننا في الوقت نفسه متضررون بشكل بالغ من عدم امتثال بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بـ بروتوكول الاتحاد الدولي في المباريات، فهناك تقارير تفيد أن بعض الحالات شهدت إقامة 4 لاعبين في غرفة واحدة، مما أدى إلى إصابة لاعبينا بفيروس كورونا والغياب عن مباريات مصيرية للنادي في الدوري ودوري أبطال أوروبا.
خلال التوقف الدولي لشهر أكتوبر، أحد أهم لاعبينا (مادي كامارا) عاد إلى النادي مصابا بفيروس كورونا بعد مشاركته في مباريات ودية مع منتخب غانا، مما أدى لغيابه عن عدة مباريات في الدوري اليوناني وكذلك أول مباراتين في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
الآن وبعد نهاية التوقف الدولي لـ نوفمبر، لدينا لاعبان آخران –حتى الآن- أصيبا بفيروس كورونا لتواجدهما مع منتخبيهما الوطنين، وهما عضوان في الاتحاد الإفريقي أيضا، بالتحديد يوسف العربي الذي جاءت عينته إيجابية مع منتخب المغرب، تماما مثل أحمد حسن كوكا الذي جاءت عينته إيجابية مع منتخب بلاده في توجو يوم 17 نوفمبر.
والأسوأ من ذلك، أن يوسف العربي مُحتجَز في الكاميرون حيث خاض المغرب مباراته أمام إفريقيا الوسط، ولا يسمح له بمغادرة البلاد بسبب القيود المفروضة على السفر!
نحن متأكدون أن أندية أوروبية أخرى عديدة ستواجه على الأرجح نفس المشكلات كنتيجة لعدم الامتثال لـ بروتوكول الاتحاد الدولي في المباريات.
فمن الواضح أن لاعبينا واجهوا ظروف غير مقبولة نتيجة لعدم تنفيذ بعض الاتحادات لبروتوكول فيفا في المباريات الدولية، أو حتى بروتوكولات منفصلة وصارمة مثل التي يعمل بها الاتحاد الأوروبي وأغلب الدول الأوروبية.
وبينما تدخل المنافسات المحلية والقارية مرحلة حاسمة، فمن المستحيل تحديد حجم الضرر اللاحق بنادينا نتيجة حرماننا من خدمات لاعبينا الذين جاءت عيناتهم إيجابية أثناء أو بعد التزاماتهم الدولية.
نتيجة لذلك، ندين أمام أنفسنا بالتعبير عن خيبة أملنا العميقة تجاه السياسة التي تترك الأندية دون حماية تماما، تلك الأندية التي تستثمر الملايين في جهودها للحفاظ على كرة القدم حية، خاصة في وقت تنخفض في العائدات.
والأهم من ذلك، أن نعبر عن قلقنا الشديد بشأن سياسة تعرض صحة اللاعبين للخطر.
بصفتنا مشارك في بطولات الاتحاد الأوروبي وعضو في رابطة الأندية الأوروبية، فإننا نؤمن أن أزمة وباء كورونا تثير تساؤلات حول المسؤولية عن إصابة لاعبي كرة القدم، وآثارها الصحية قصيرة وطويلة الأجل، وحماية الأرباح بل وتعويضها، والنفقات الطبية أو خسارة الإيرادات المستقبلية، وتنفيذ نظام معلومات مركزي ومفصل من قبل الاتحاد الدولي والاتحادات القارية والوطنية، ولا سيما الالتزامات المتعلقة بالحجر الصحي، قبل وأثناء آخر توقفين دوليين، وكذلك في المستقبل بتوقف مارس المقبل.
لهذه الأسباب، نطالب الاتحاد الدولي بصفته أعلى سلطة ورقابة على كرة القدم، باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمعالجة هذه القضايا بسرعة وفعالية لصالح جميع الهيئات الدولية والمحلية."