بقلم / محمد محمود عبد الوهاب
من خلال مشاركة الأهلي في مونديال جدة وما سبقها من مشاركات متميزة في نُسخ سابقة ، تمكن الأهلي من تقديم نفسه بإعتباره ممثلاً سامياً للرياضة في مصر والدول الأفريقية والعربية.
ويعكس وصول بعثة الأهلي إلي أبو ظبي علي متن رحلة مونديالية قادماً من جدة والمراسم المتميزة التي كانت في استقبال الفريق مكانة النادي الأهلي العظيم والتقدير الذي يحظي به لدي الإمارات - دولة وشعباً - وهو أمر لا تجوز فيه المبالغة وإنما هو واقع ملموس بدءا من الحفاوة التي يتعامل بها مسئولي المطار مع أفراد البعثة والإجراءات الخاصة بهم وصولاً إلي الحفاوة التي يلقاها رئيس النادي والبعثة ورئيسها من جانب مجلس أبو ظبي للرياضة الذي يدرك جيداً القيمة الخاصة للأهلي كمؤسسة وجمهور يقدم صورة مشرفة للكرة العربية في المحافل والمناسبات الدولية لا تقل عن هيبة جمهور الأهلي في إستاد القاهرة العتيق.
لا يمكن إغفال أن حجم ومكانة جمهور الأهلي في الدول العربية تمثل ضمانة أكيدة لنجاح أي فعالية رياضية ونسبة الحضور في مباراة الأهلي وإتحاد جدة خير شاهد علي تلك الفرضية ، والكيان العظيم يتمتع بمكانة متميزة لدي مسئولي الرياضة في دولة الإمارات التي تحمل تقديراً خاصاً لإدارة وجمهور الأهلي، وقد ينعكس ذلك التقدير في صورة تعبيرات راقية من إعلامي قدير مثل يعقوب السعدي وحديثه عن المكانة الخاصة للأهلي وإعتزازه بالصداقة الخاصة مع رموز النادي ، ويأتي أيضاً في عبارات علي لسان الشوالي والدراجي وغيرهم من أقطاب الإعلام الرياضي في مباريات قد لا يكون الأهلي طرفاً بها للاستشهاد بالأرقام التي يحققها والإنجازات المتعاقبة وقد تجد علي سبيل المثال وليس الحصر استوديو تحليلي عن مبارة في الدوري التونسي أو مباراة لفريق تونسي في دوري الأبطال ويستشهد المحلل الرياضي بإنجاز أو تطوير تحقق للنادي الأهلي .
إدراك قيمة ومكانة الأهلي العظيم ليست وليدة مشاركة في بطولة قارية أو زيارة خارجية وإنما توفر مقومات -تراكمية - من إدارات متعاقبة وجهودها الساعية لتعظيم مكانة الأهلي علي صعيد دولي يتناسب وحب جمهور الأهلي وشغفه المتواصل لحصد الألقاب، وذلك التناغم بين الإدارة والفريق والجمهور ينعكس في تفاعل كبير مع إسم الأهلي علي المستويين القاري والدولي ، من ثم لم يعد الأهلي مجرد فريق ضمن مجموعات أخري من الفرق وإنما إسم لمؤسسة رياضية فاعلة وقوة ناعمة لمصر والقارة الأفريقية في الساحة الرياضية الدولية ، ويمكن القول أيضاً أن الأهلي أصبح مدرسة دبلوماسية متعددة الجنسيات فالروح التي يخوض بها التونسي علي معلول والتي يشيد بها المعلقين قبل الخبراء تبرز الأوجه المتنوعة لدبلوماسية الكيان العظيم والتي امتدت في الوقت الحالي إلي الجنوب أفريقي بيرسي تاو (أحسن لاعب داخل القارة الأفريقية ) ومؤخرا السويسري كوهلر الذي يتفاعل بشغف كبير مع بهجة الجمهور متنازلا في عامه الأول مع الفريق عن منهج الحياد السويسري، وينضم السفراء الجدد إلي قائمة السفراء الممتدة من مانويل جوزية وبوجلبان وصولا إلي إلي جلبرتو وإيفونا وغيرهم ممن أدرك الإضافة الإيجابية التي مثلها إسم الأهلي لسيرته الذاتية.
لهذه الأسباب جميعاً، أثبت البرونزية الرابعة في المونديال أن الأهلي يستحق إشادة شخصيات كروية دولية ، وأن الإدارة واللاعبين والجمهور العظيم في المدرجات منظومة متكاملة تعي أهمية التمثيل الخارجي للأهلي وهيبته، والمهم هنا إدراك أنه ليس من الضروري فقط الحفاظ علي الدرجات المتميزة التي بلغها إسم الأهلي وإنما الأنسب تطوير الإمكانيات للوصول إلي درجات أكثر تميزاً علي الصعيد الدولي ، بما يتناسب وطموحات لامتناهية من المشجعين والمنتمين للكيان العظيم، الأهلي يا سادة أصبح جزء متأصل ومتطور في صورة مصر الخارجية.