لا مجال للتحليل بعد تلك الخسارة، للتحليل قيمة عندما تستقيم المنظومة، أما في مثل حالنا في الوقت الحالي فلا مجال للفنيات، الأمر لا يحتاج لأن نسأل لماذا لعب لاعب وغاب الآخر.
ماذا حدث لنتجاهل الفنيات؟ في الحقيقة حدث الكثير، ولكن عدسة التليفزيون رصدت أربع لقطات تكفي تماماً لكي نؤكد أن الأهلي الذي نشاهده ليس النادي الأهلي، وتلك هي اللقطات.
أولاً: محمود طاهر الهوائي
فرصة ضائعة للنادي الأهلي، أو ربما خطأ من حكم اللقاء، لا يهم .. رئيس النادي الأهلي لا يمكن أبداً أن ينفعل ويفقد أعصابه وهو على هذا الكرسي، كرسي رئيس النادي الأهلي.
رئيس الأهلي له هيبة، هيبة تمنعه من الغضب و"التشويح" وهو في منصة الكبار جالساً على هذا المقعد بالتحديد.
نفس الهيبة التي تمنع من يجلس بجواره من أن يضحك على رد فعله حتى وإن كان وزير الشباب، ولكن ما حدث هو أن رئيس الأهلي فقد أعصابه، ووزير الشباب أشاح بوجهه ليضحك بسخرية على رد فعل رئيس مجلس ادارة النادي الأهلي!
ثانياً: تهويشة مؤمن زكريا
الأهلي أهلي والزمالك زمالك، يفوز الأهلي كثيراً ويفوز الزمالك أحياناً، يقولون أنهما قطبي لكرة المصرية، ولكن يبقى للأهلي أعرافه وتقاليده التي يفرضها على كل من يرتدي قميصه بمجرد مروره من بوابة النادي.
من تلك التقاليد أنك تحترم فريقك وتحترم منافسك، تلعب بجدية والتزام مهما كانت الظروف والنتيجة.
مؤمن زكريا لم يلتزم بذلك، بعد الهدف بدقيقة واحدة شعر أن المباراة اقتربت من الأهلي، فقام بـ"تهويشة" ربما تبدو معتادة في نادي الزمالك عندما يتقدم على منافسه، ولكن في الأهلي الوضع مختلف.
اللقطة ربما تبدو طبيعية لأي شخص يشاهدها، ولكن النادي الأهلي أصبح النادي الأهلي لأنه احترم نفسه ومنافسيه ووضع قواعده التي يلتزم بها الجميع.
ثالثاً: رد فعل طارق سليمان على خطأ اكرامي
كرة عرضية يخطيء فيها شريف اكرامي، الى هنا والأمر طبيعي، الخطأ فني من لاعب في النادي الأهلي يجب أن يتم تصحيحه في التدريب أو في الغرف المغلقة.
ولكن أن يتواجد على دكة الفريق مدرب حراس المرمى لينتقد طريقة تصدي حارس مرماه الذي يدربه ويختاره لأن يصبح الحارس رقم واحد للفريق فهنا الأمر غير طبيعي.
الجلوس على دكة النادي الأهلي مسئولية كبيرة، اما أن تمنحها قيمتها فتتحكم في أعصابك وانفعالاتك وتصرفاتك أو تبتعد عنها، الالتزام في الملعب يبدأ بالالتزام على الدكة، ونقد مدرب حراس المرمى لحارسه وسط المباراة من على دكة البدلاء أمر يحتاج لوقفة.
رابعاً: غضب متعب
تلك نقطة تبقى وحدها بقعة سوداء لا يمكن أن تمر، كابتن النادي الأهلي يحتاج الى "محايلة" من مدرب الأحمال لإقناعه بالاحماء استعداداً لمشاركته في مباراة مصيرية، وحتى لو لم تكن مصيرية، حتى لو كانت ودية!
الأمر أكبر من ضربة جزاء رفض متعب تسديدها، وأكبر من مباراة أو بطولة خسرها الأهلي.
هناك لاعب في النادي الأهلي رأى أنه أكبر من أن يشارك لربع ساعة أو خمس دقائق أو حتى خمس ثواني، ربما يرى نفسه أكبر من ذلك، لكنه بالتأكيد ليس أكبر من النادي الأهلي!
نقطة أخيرة
ما سبق هو ما ظهر على شاشة التليفزيون في 90 دقيقة فقط، ليس معنى ذلك أن هذا الرباعي وحده يتحمل المسئولية، التقصير والأزمة أكبر من ذلك بكثير، ولكن أن تظهر 4 لقطات في ساعة ونصف بها كل هذا العوار فهذا لا يعني إلا أمر واحد فقط .. الأهلي مش الأهلي .. للأسف!