فاز الأهلي
على بتروجيت بهدفين لهدف في الدوري بعد معاناة من الأداء السيء وقلة الفرص،
وكذلك عدم وجود شكل لهجومنا إلى حد يشعرك بعدم وجود خطة أو طريقة متفق عليها نريد
الوصول بها للمرمى.
أولاً: التشكيل، فتحي مبروك فضل اخراج كلٍ من
هندريك هلمكه ومحمد رزق وإسلام رشدي والاعتماد على لاعبين فقط في الـ18 يلعبون
بوسط الملعب وهما حسام غالي وحسام عاشور، لندخل المباراة بدون وجود لاعب ارتكاز
بخلاف الأساسيين في الملعب.
في نفس
الوقت، فرحنا بعدما امتلكنا أخيراً 4 لاعبين في وسط الملعب بعدما عانينا طوال
الموسم من عدم وجود غير الثلاثي غالي وعاشور ورزق، ولكن بدلاً من الاستفادة من هذا
الأمر اخترنا أن نخوض لقاء بدون وجود بديل للاعبي وسط الملعب.
بخلاف لاعبي
وسط الملعب، 5 من اللاعبين الاحتياطيين عائدين من الاصابة "متعب – عمرو جمال –
تريزيجيه – مؤمن – حسين السيد"، منهم 4 يلعبون في مركزين " مؤمن –
تريزيجيه" و2 مهاجمين "عمرو جمال – متعب"، فما الهدف من ضم كل
هؤلاء؟
ثانياً: اعتمدنا بشكل واضح على الجمل البديهية
للمهاجمين، فاللاعبين لم يقوموا بأي جمل أو تحركات متفق عليها، بالرغم من تقهقر
بتروجيت دفاعياً، لم نستفد من الاستحواذ أو التواجد بصورة مكثفة داخل الـ18 وعلى
الأطراف.
لعل الأمر
بسبب عدم وجود لاعب "جراي"، فاللعب بالثلاثي رمضان ووليد وعبد الله قد
يعطيك نتيجة عكسية لطبيعة الثلاثي في الاستلام من الثبات والبحث عن التمرير أو
البينيات بدلاً من التحرك في المساحات الخالية.
وحتى مع تقدم
الظهيرين باسم وصبري لم نفلح في تشكيل الخطورة المطلوبة عبر العرضيات التي طالما
لم تذهب لأي لاعب من الأهلي داخل الـ18.
ثالثاً: مثلما عانينا في مباراة الجونة السابقة من
تمريرات خاطئة كثيرة، عانينا أيضاً أمام بتروجيت من نفس الأمر، بالاضافة إلى هذا
خسارة الكرة في أماكن لا يمكن أن نخسرها فيها.
فالهدف الذي
استقبله مرمانا كان في الأصل من تمريرة خاطئة من حسام عاشور الذي لم يظهر بصورة
طيبة في هذه المباراة، حيث أخطأ مرة أخرى في تمريرة أمام دفاعنا كادت أن تكلفنا
كثيراً.
بخلاف
التمريرات فإن تمركز ثنائي وسط الملعب يعطي مساحات كبيرة للاعبي بتروجيت أمام
دفاعاتنا تمكنهم من سهولة نقل الهجمة للمهاجم وصناع اللعب، وهو أمر لا يمكن أن
يحدث أمام فريق في حجم الترجي التونسي.
رابعاً: الضربات الثابتة يجب أن نجد لها طريقة
لتكون خطيرة على المنافس، فالأهلي فاز بـ16 ضربة ركنية أمام بتروجيت، الكثير منها
خسرناها بصورة غريبة.
بالطبع أمر
يحسب لنا أن نحرز من ركنية هدف التعادل مثلما فعل وليد سليمان، ولكن هذه ضربة من
أصل 16، ماذا عن الـ15 الباقيين؟
دفاع بتروجيت
لم يظهر بالشكل القوي جداً ليتصدى لكل هذا العدد من الركنيات، حتى ان عمرو جمال
بآخر عرضية من ضربة ركنية تسلّم الكرة على صدره وسط حصار دفاع بتروجيت، فهل هذا هو
الدفاع الصلب الذي منعنا من تنفيذ الخطورة في 15 ضربة ركنية؟
خامساً: بعد معاناة للوصول لمرمى بتروجيت بالشوط
الأول وظهورنا بشكل بالفعل غير مطمئن على الاطلاق قبل مواجهة الترجي في
الكونفدرالية، لم تتدخل الادارة الفنية لاحداث الفارق أو التعديل المناسب بالشوط
الثاني.
وكان من
الممكن أن تحدث بعض التعديلات التكتيكية تجعلك تستفيد أكثر من الاستحواذ في وسط
الملعب، ولكن لم تتغير طريقة اللعب، ليستمر ثلاثي خلف مهاجم وحيد مع تقدم الظهيرين
ومساندة طفيفة من غالي، فقط.
سادساً: بعد استمرار الوضع على ما هو عليه تدخل
مبروك بتبديلات أيضاً لم يقم بها بأي تغير في شكل الأهلي، ليخرج عبد الظاهر ويحل
بدلاً منه عمرو جمال "مهاجم بمهاجم"، وتريزيجيه بدلاً من عبد الله، فما
الاستفادة؟ هل بالفعل العيب كان بعبد الظاهر وعبد الله؟
الاجابة لا
لأن البدلاء لم يصنعوا الفارق الرهيب، بل لم يصنعوا الفارق من الأصل، استمر الأهلي
في الاعتماد على المجهودات الفردية، فحتى مع البدلاء لم يظهر أي جمل متفق عليها.
سابعاً: أحرزنا الهدف بالدقيقة 79 ليتدخل فتحي
مبروك بتبديل وليد سليمان الذي انتهى بدنياً منذ حوالي الدقيقة 60، حتى أنه ظهر
بوضوح أنه يعاني بشدة في بعض لقطات المباراة.
ولكن بدلاً
من اخراجه منذ هذا الوقت فضل مبروك اعطائه وقت أكثر على أرض الملعب وهو ما جعلنا
نخسر مجهود في وسط الملعب الهجومي، حتى أحرزنا الهدف.
في هذا الوقت
ربما فكر الكثير من اقحام لاعب وسط ملعب، ولكن لأننا لا نملك هذا النوع من اللاعبين
على الدكة، كان من الممكن اشراك مؤمن ليدخل تريزيجيه بجانب غالي وعاشور، وهو حل
حتى لو ضعيف ولكن منطقي لاحكام القبضة على وسط الملعب.
ولكن بدلاً
من هذا فضل مبروك اقحام مهاجم ثاني بجانب عمرو جمال بعد الهدف الثاني، كان من
الممكن أن يكون هذا التبديل منطقي إذا أقدمنا عليه قبل الهدف، ففي هذه الحالة
سيكون مبروك يحاول الفوز، ولكن ما السبب أن نقوم به بعد هدف التقدم؟
ثامناً: أحد
مشاكل جاريدو المدير الفني السابق هو عدم الاعتماد على لاعبين معينين أو اخراج
لاعب أو أكثر من الـ18 بدون سبب واضح، وهو ما حدث مع هندريك ورزق وبالأخص إسلام
رشدي.
فلماذا لم يتواجد رشدي أمام بتروجيت؟ لاعب لعب أمام مصر
المقاصة بعد فترة غياب طويلة جداً سجل بها هدف، ليعود في ثاني مباراة له ليسجل هدف
أيضاً، فحتى لو لم يكن أساسياً على الأقل نراه على الدكة، ولكن أن يكون خارج قائمة
المباراة هو أمر غير مفهوم.
تاسعاً: أداء الفريق إذا وضعناه على رسم بياني سنجد
أن الخط مائل إلى الأسفل ليشير إلى تدهور في الأداء، وعدم وجود تكتيك أو طريقة
تميز لعبنا الذي طالما كان يتميز بطريقة معينة.
غير قادر أن
أجد مبرراً يجعلنا متمسكين بالخطة التي نلعب بها الأن في ظل وجود لاعبين قادرين
على منح الفريق مرونة أكثر من ذلك، ولكن متى سنقوم بهذا الأمر؟
فبالتأكيد لن
"نجرب" طريقة جديدة أمام الترجي التونسي، ولكن كان يمكننا أن نقوم
بالتجربة في الدوري، ولكن هذا أيضاً لم يحدث.