تعادل الأهلي مع سموحة في مباراة لم نقدم فيها الأداء المعهود لنا
في المباريات الماضية على الرغم من خلق فرص خطيرة جداً على مرمى المنافس، ولكننا
لم نستمر في تقديم الأداء المميز.
من الممكن أن
يكون السبب في هذا التراجع غياب باسم علي الذي يلجأ له فتحي مبروك في الهجوم بصورة
كبيرة، فبسبب غياب الظهير الأيمن غير مبروك في طريقة اللعب مما أثر على الفريق في
خطوط كثيرة:
أولاً: اسلوب مغاير عن المباريات الأخيرة للفريق،
فبعد الاعتماد على قرب اللاعبين من بعضهم والتمريرات القصيرة والاستحواذ في نصف
ملعب المنافس، عدنا للّعب بنفس طريقة المدير الفني السابق خوان كارلوس جاريدو.
جاريدو كان
دائماً ما يعتمد على فتح الملعب ووجود أطراف دائمين على جانبين الملعب، ومع فقدان
باسم علي أصبح الثلاثي الذي يلعب خلف المهاجم الوحيد عليهم فتح الجبهات لنفقد
الكثافة أمام دفاع الخصم.
ما ميزنا
أمام الزمالك والنجم الساحلي تقدم باسم علي أثناء الهجوم على أن يضم سليمان أو
مؤمن لقلب الملعب وبالتالي نفوز بلاعب في الوسط، ولكن مبروك لم يقم بهذا التكتيك،
فهل محمد هاني لم يكن قادر على اللعب بهذه الطريقة للعب أمامه بتريزيجيه؟
نفس الطريقة
من الممكن أن نطبقها من الجانب الأيسر عبر صبري رحيل، وأعتقد أن مبروك حاول القيام
بهذا الأمر ولهذا دفع بتريزيجيه للعب أمام محمد هاني على أن يتقدم صبري بالجانب
الأيسر ليضم وليد سليمان وعبد الله للعمق، وبكن بالنهاية هذه الطريقة لم يقدر
اللاعبين على تنفيذها.
ثانياً: هذه مباراة بالفعل مثل مباريات جاريدو،
الأداء من الممكن أن لا يكون على نفس المستوى المطلوب ولكن نخلق الفرص وندخل
انفرادات ولكن .. تضيع!
متعب وحده
أضاع بعض الفرص منهم انفراد تام بالمرمى وضعها بصورة غير جيدة مكنت المهدي سليمان
دون أن يتحرك أو يبذل مجهود أن يتصدى للتسديدة.
كذلك وليد
سليمان أتيحت له فرص ولكنه لم يستغلها، بالضبط مثلما كان يحدث أثناء تولي جاريدو،
ولكنه لم يكن من الأصل قد وصل للمستوى والطريقة التي توصل لها مبروك في المباراتين
السابقتين، فلماذا إذن التغيير في التكتيك؟
ثالثاً: مباراة سموحة أظهرت احتياجنا بشدة لظهير
أيسر قادر على أن يشكل خطورة وأن يصنع لعب من جبهته، بدلاً من الاعتماد على الجانب
الأيمن في كل شيء في الملعب.
غياب باسم
علي لا يصح أن يؤثر بهذا الشكل على الفريق، وحتى إذا تواجد باسم سيكون من الأفضل
أن نلعب على الجانبين وأن نملك القدرة على تنويع الهجمات باستخدام الظهير الأيسر.
نحن بحاجة
لظهيرين قادرين على القيام بمهام كثيرة ومتنوعة على الشقين الهجومي والدفاعي،
لنستخدمهم بصورة متنوعة وحتى لا نقع في مشكلة عند غياب واحد منهم.
رابعاً: الهدف الذي أحرزه سموحة مليئ بالأخطاء في
نصف ملعب ودفاع الأهلي، فالكرة بدأت عند خطأ ساذج من صبري رحيل، فالكرة
"ألشت" من قدمه ليقطعها أحمد شكري في وسط الملعب.
تواجد هاني
العجيزي خلف حسام عاشور، ولكن بدلاً من أن يمنع عاشور شكري من التمرير لعجيزي منعه
من التمرير لإبراهيم عبد الخالق، بينما كان الأولى أن يمنعه من عجيزي.
أثناء
"ألشت" رحيل تحرك أحمد حمص لاعب وسط الملعب في المساحة الخالية التي
تركها صبري، ليكون من المفترض أن يعود معه حسام غالي، ولكن غالي تركه وحده ليجد
حمص أمامه مساحه خالية تماماً.
عند استلام
العجيزي وخروج عاشور من اللعبة لم يجد سعد سمير أمامه الضغط على العجيزي، وبالتالي
وبتحرك بسيط من هرمان أخذ معه نجيب ليترك حمص المتقدم خالي تماماً، ليلعب الكرة
عرضية أرضية وبالرغم من التغطية الصحيحة تماماً التي قام بها هاني الا أن الحظ
خانه، كل هذه الأخطاء نبرزها في الفيديو التالي:
خامساً: عماد متعب يمتاز الموسم الحالي بنزوله في
الشوط الثاني واحداث الفارق لهجوم الأهلي واحراز الأهداف، ومنذ اشتراكه بصفة
أساسية منذ لقاء الزمالك وهو لم يحرز أي هدف في ثلاثة مباريات.
المدير الفني
عليه أن يخرج أقصى وأعلى مستوى من اللاعبين، واشراك متعب كبديل كان يخرج كل ما
بداخله عن طريق احرازه للأهداف وهو الذي يبحث عنه أي مهاجم، فلماذا خسارة هذه
الميزة؟
فمن الممكن
اشراك عمرو جمال الذي لم يقدم مستوى جيد عند نزوله كبديل، ولكنه لوقت مازال يعود
لمستواه بعد عودته من الاصابة مع الوقت ولعل اقحامه بصورة أساسية تفيده أكثر من أن
ينزل احتياطي.
سادساً: دفاع سموحة منذ بداية المباراة يلعب على خط
واحد للإيقاع بمهاجمين الأهلي في مصيدة التسلل، لعبنا أتاح الفرص للفريق السكندري
أن ينجح فيما خطط له.
عدم قدرة
اللاعبين على ضبط موعد التمرير والتحرك أفشل ما كنا نريده لينجح دفاع سموحة،
وبالتالي كان من الطبيعي أن تكون التبديلات في سبيل تغير أسلوب اللعب وعدم
الاعتماد على التمريرات الطولية العميقة.
ولكن بدلاً
من إيجاد الحل صمم مبروك الاعتماد على نفس الطريقة، فبدلاً من خلق كثافة هجومية
بعرض الملعب والاعتماد على التمرير الأرضي لتجنب الإيقاع في التسلل، أخرج الظهيرين
صبري وهاني ليلقي بكل المهاجمين في العمق ليواصل الاعتماد على الاختراق من الوسط.
سابعاً: التبديلات باقحام عمرو جمال ومؤمن ورمضان
واخراج هاني وصبري ومتعب، تبديلات غير مفهومة من مبروك، ليلعب تريزيجيه ظهير أيمن
ويعود غالي لتغطية خروج صبري على أن يلعب كلٍ من عمرو ومؤمن ورمضان ووليد وعبد
الله بالعمق، لماذا؟!
نعاني من
تسللات كثيرة ثم نقرر أن نظل على نفس التكتيك وطريقة الاختراق، بالاضافة إلى اخراج
كل من في الملعب الذي يجيد اللعب على الأطراف ونبقي على تريزيجيه الذي أنهك
بدنياً، بالاضافة إلى رمضان الذي تاه وسط هذا التكتيك الذي لعب به الأهلي لأول مرة
طوال هذا الموسم.
بدلاً من
اخراج هاني وصبري كان بامكاننا اخراج وليد وعبد الله السعيد وادخال رمضان ومؤمن
واصلاح ما يمكن اصلاحه عبر تقدم الظهيرين على الأطراف وادخال الثلاثي رمضان ومؤمن
وتريزيجيه لعمق الملعب.
بالنهاية ..
تغير التكتيك لناجح الذي كنا نلعب به بالفترة الأخيرة بالعودة للطريقة القديمة أمر
غير مفهوم، وكذلك لابد من استخدام التبديلات لاصلاح طريقة اللعب والأخطاء بدلاً من
اقحام بدلاء بصورة عشوائية.