اعتاد عشاق النادي الأهلي على الكثير من الاساطير البيضاء التي ينتجها الجمهور الزمالكاوي في محاولات لتعويض الفشل في الملعب.
يستطيع جمهور نادي الزمالك انتاج ألف اسطورة خارج المستطيل الأخضر من اجل تعويض الفشل في الملعب امام النادي الأهلي وهو ما تعود عليه عشان الشياطين الحمر، ولكن الازمة الأكبر انه حتى في الاساطير يفشل الأبيض في تحقيق النجاح.
يري جمهور نادي الزمالك ان الأبيض متفوق علي النادي الأهلي في الكثير والكثير من الأمور البعيدة عن الملعب، طبعاً في منطق الجماهير البيضاء الأهلي تفوق على الزمالك فقط عن طريق الظلم والقهر غياب العدالة.
ولكن بعيداً عن الكرة الجميلة المزعومة التي يقدمها الزمالك، او حتى اللاعبين الأفضل التي يمتلكهم الأبيض والتفوق الخيالي لنجومهم على نجوم النادي الأهلي، اسطورة اخري تسحها خيال الجماهير البيضاء وهي اسطورة الشعبية.
انت مشوفتش استقبال الزمالك في قطر ولا اية؟!
يعيش جمهور الأبيض في وهم شعبية الزمالك الجارفة في الوطن العربي وافريقيا بصورة لافتة للنظر، فتجد الاعلام الزمالكاوي يردد تلك الأمور عبر شاشة التلفزيون ورموز الأبيض عبر السوشيال ميديا يؤكدون انهم في خلال خبراتهم ورحلاتهم في الوطن العربي وافريقيا تأكدوا من ذلك بالفعل.
ثم يأتي دور الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي فيؤكدون عبر فيديو لرجل افريقي انه يعشق الزمالك وبناء عليه يتأكد شعبية الزمالك في افريقيا السمراء، كما يؤكد انه في فترة احتراف والده في أحد شركات المقاولات في الخليج تأكد من شعبية الزمالك هناك، مشدداً على ان كل أهل الخليج زمالكاوية تقريباً أو الغالبية العظمي تشجع الزمالك بتعصب.
وكما قال حجاج عبد العظيم في مرافعته الشهيرة بفيلم "اللمبي 8 جيجا" القصة بدأت بقرار الاتحاد الافريقي بإقامة مباراة كأس السوبر الافريقي في قطر.
سافر الزمالك قطر بعد الكثير من الكر والفر، ثم حدث الامر الجلل الذي لم يحدث مثله ابداً ولم نري مثله في أي مكان في كرة القدم من قبل، ليبدأ التأريخ الزمالكاوي، فريق يذهب لدولة اخري فتستقبل الجالية المصرية التي تشجع هذا الفريق اللاعبين في المطار.
يا ربـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه "بصوت المعلق فارس عوض"
وبالطبع كان استقبال الجماهير البيضاء لفريقهم في المطار هو التأكيد على الأسطورة البيضاء الخيالية وهي ان شعبية الزمالك أكبر من الأهلي في الوطن العربي والخليج.
المشكلة انه لم يطرح أحد من مشجعي الأبيض نقطة واضحة كالشمس، كيف يكون استقبال جزء من الجالية المصرية الذين يشجعون نادي الزمالك لطائرة الفريق دليل علي شعبية فريقهم بالوطن العربي؟ اليس من المفترض لو صح هذا القياس ان يكون الاخوة العرب هم من استقبلوا الفريق في المطار؟
وان كانت هذه هي الدلائل على الشعبية؟ عندما يذهب الأهلي الي أي دولة من دول الخليج ويمتلئ الملعب عن اخره بمشجعي النادي الأهلي وحتى ولو لعب ضد نادي من نفس البلد ليتحول الملعب الي ملعب مختار التتش، فلماذا لا يكون هذا دليل أقوى ان صح القياس؟
ولكن الأزمة ان تلك الخيالات التي ينتجها العقل الأبيض تفتقد المنطق، فالمنطق هنا يؤكد ان كانت شعبيتك خارج مصر كبيرة وأكبر من النادي الأهلي فلماذا لا تمتلئ مدرجاتك في المباريات امام الأهلي؟
لماذا حتى لم تمتلئ مدرجاتك في مباراة السوبر الأخيرة وانهي جمهور الأهلي شراء التذاكر الخاصة باللقاء ووجدنا المناشدات بجماهير الزمالك التي لم تشتري تذاكر المباراة بل وقامت الجماهير الحمراء بشراء تذاكر الأبيض حتى تستطيع دخول الملعب.
لماذا لا تمتلك شعبية أكبر من شعبية الأهلي بل لماذا لا تتساوي شعبيتك مع شعبية الشياطين الحمر في مصر؟ فكن على ثقة عزيزي مشجع القلعة الحمراء ان جمهور الزمالك يعي جيداً ان شعبية فريقه بين المصريين لا تصل الي نصف شعبية النادي الأهلي.
وفي الحقيقة تلك هي الأزمة ان جمهور الزمالك يعي تماماً ان شعبية الأبيض داخل مصر اقل من شعبية النادي الأهلي، في بداية الامر ارجعوا ذلك الي ان الاهلاوية "بيب بيب" يولد الطفل وهو أهلاوي مثل والده واقربائه ولان الزمالكاوية "مش بيب بيب" فلا يوجد دافع الا الانتماء والحب والتعلق بالفن والهندسة واختيار تشجيع الزمالك.
تلك هي الخطوة الأولي ان يظهر الجمهور الأبيض ان شعبية الأهلي شعبية غير مهمة لأنهم مشجعين "بيب بيب" ثم تأتي الخطوة الثانية وهي ان من خارج مصر يشجعون الزمالك.
وهنا تأتي الازمة إذا كان دليلكم على ان شعبية الزمالك في افريقيا أكبر فيديو لمشجع افريقي يقول انه يشجع الزمالك فلن نأتي لكم بمشجعين من افريقيا يؤكدون على عشقهم للأهلي كذلك، ولكن ماذا عما قاله سكرتير عام الاتحاد الافريقي وهو المغربي عبد المنعم باه.
باه أكد ان النادي الأهلي هو صاحب أكبر شعبية في افريقيا أكثر من الزمالك ومن الترجي التونسي بشكل واضح، وهو نفس الرجل الذي كان يشغل منصب هام في المنظمة الافريقية في إدارة التسويق.
ثم يتساءل عقلك لماذا ان كانت شعبية الزمالك في الدول العربية أكبر من الأهلي، لماذا يوجد نادي أهلي تقريباً في كل الدول الخليجية، وحتى دول الشمال الافريقي؟ فكم نادي باسم الزمالك في تلك الدول؟
لا اعرف كيف لم تجاهل عقل المشجع الزمالكاوي المؤمن بتلك الاساطير الاعلام الكبيرة التي كانت تغطي مدرجات المشجعين في مباريات القمة؟ او حتى في الحدث الأبرز الذي يأتي كل مئة عام وهو مئوية الزمالك تلك المباراة العالمية التي لم يمتلئ خلالها مدرجات ملعب ستاد القاهرة وكالعادة اسدلوا اعلامهم العملاقة علي الكراسي الفارغة.
اعلم ان إحساس العجز سيء وان تفشل امام خصمك ومنافسك المباشر اللدود داخل الملعب وخارج الملعب وحتى في الاساطير الوهمية تجد منهم من يدمرها هو إحساس صعب، ولكن الفشل لا يختفي بالوهم، ولا يبرره نظريات المؤامرة وادعاء التفوق الكاذب، ولا يصنع النجاح الا القتال والعمل، لا افتراض شعبية وهمية غير موجودة كما لو كانت ترتدي "طاقية الاخفاء".
وكما قال الرجل الحكيم في فيلم "سر طاقية الاخفاء"
اللي أخد منك الفيل، قادر يرجعهولك تاني..
طالع أيضًا:
الي الزمالكاوية: عواد مظلوم ومش هينضم للمنتخب عشان مراحش الأهلي
إلى الزملكاوية: أجلولكم الدوري 50 يوم؟