بعض حكماء العرب قديمًا كانوا يأكدون بأنه لا أمان لاثنين: الدنيا والمال.. ولكن من حسن الحظ أن هؤلاء الحكماء لم يتابعوا مباريات كرة القدم، وإلا لكان نسر الأهلي ثالثهم.

نسرٌ لا يعرف للاستسلام معنى، يصول ويجول فوق كل عشب أخضر، يجني ما يحلو ولا يحلو له، يستمتع أحيانًا بمتابعة فريسته وهي تسعد بفرحة خادعة، قبل أن ينقض في اللحظة المناسبة ويؤلمها بـ "القاضية".

انتصارات وألقاب اقتنصها الأهلي من رحم الثواني الأخيرة، وسط تأكيدات من الجميع بأن الأمر انتهى، قبل أن ينتفض وينتزع أغلى الأفراح، ولعل "قاضية أفشة" في شباك الزمالك بنهائي القرن لكانت التاج على رأس ملحمات ضربها الأهلي في مطاردة المستحيل.

ويستعرض El-Ahly.comفي السطور القادمة إحدى تلك اللقطات التي اغتال فيها نسر الأهلي فريسته دون رحمة.

منتصف شهر مارس 2008:

يبدو ان المدير الفني الأسطوري للنادي الأهلي كان يحب الصدمة والرعب، تلك كانت هي الطريقة الأبرز التي ينفذها ضد منافسيه فينهي اللقاء فجأة ويقتله ليظل الفريق المنافس ينتظر تلك الضربة القاضية التي لا يعلم متي ستأتي.

وفي ذلك المرمي وبعد شوط اول سلبي بين الفريقين جاءت تلك الضربة القاضية المزدوجة المعتادة لاهلي جوزية ضد نادي الزمالك، فجأة يسجل الأهلي هدفه الأول بعد يداعب الامل منافسه بتحقيق نتيجة إيجابية وقبل ان يتزن يقضي الشيطان الأحمر عليه تماماً بالضربة القاضية.

هنا جاءت القاضية المزدوجة لأحمد فتحي ومتعب في 6 دقائق، بعد الشوط الأول السلبي نزل الفريق الأبيض والامل ينمو في عقله وقلبه، قبل ان يأتي احمد فتحي بكرة بدأها من نصف ملعب الأهلي وانطلق وتبادل الكرة مع فلافيو ورغم رغبة الانجولي الرهيب الواضحة في التصويب الا ان فتحي رفض التوقف وتوغل خلف مدافعي الأبيض وانتظر الخطأ.

وهنا تظهر ميزة الإصرار والمصابرة، أطلق فلافيو تصويبه قوية اصطدمت بدفاع الزمالك وفتحي المنطق الغير مراقب من الخلف وسط تباطء من الظهير الايسر للزمالك ليتابع الكرة المرتدة من دفاع الأبيض ليضعها في المرمي من فوق عبد المنصف.

وبعد الهدف الأول بـ اقل من 6 دقائق جاءت الضربة القاضية عن طريق متعب الذي انتظر خطأ اخر من خط دفاع الزمالك وبالفعل كافئه بشير التابعي على صبره ومصابرته واهداه رأسية وضعته وجهاً لوجه امام منصف ليضع الثانية القاضية وينهي اللقاء وسط حصرة بيضاء جميلة في ملعب الكلية الحربية.