نستأنف معكم حلقات نجوم زمان التى كنا قد توقفنا عن متابعتها لفترة كبيرة ومع الحلقة الخامسة ومع نجم كبير من نجوم النادى الأهلى الملئ بأبنائه العظام الذين شرفوه فى كل صوب وحدب وحملوا شعاره ورفعوا الكئوس والبطولات غير ناكرين الفضل لناديهم الذى عرف الناس .
واليوم مع النجم العظيم محمد عطية الشهير بتوتو أحد أفراد الجيل الذهبى للأهلى فى الخمسينيات والذى تألق وظهر بقوة ولفت إليه كل الأنظار لمهارته الفائقة وأهدافه المؤثرة وبنيانه القوى .

مولده وبدايته
ولد اللاعب محمد عطية الشهير بتوتو فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية عام 1926 وقد شهدت هذه المدينة التى دائما ما تخرج النجوم الكبار بزوغ نجمه وتألقه وإبداعه وقد بدأ اللاعب مشواره مع كرة القدم فى ناشئى طنطا عام 1944 وظل يلعب حتى عام 1947 أى لمدة ثلاثة أعوام تألق فيها وأبدع فوقعت عليه عين الخبير الذهبى المحنك مختار التيتش فتابعه وأعجب به وأقنعه بالإنضمام لصفوف النادى الأهلى فأنضم فى نفس السنة لتشهد مرحلة جديدة من تألق النجم توتو .

توتو فى الأهلى
وقد لعب توتو بين واحد من أفضل وأعظم أجيال النادى الأهلى على مر التاريخ وهو جيل الخمسينيات الذهبى الذى ضم صالح سليم وطارق سليم وسيد صالح وأحمد مكاوى وعبد الجليل وسليمان فارس ورضا عبد الحميد والضيظوى وعادل هيكل والفناجيلى وغيرهم من نجوم هذا الجيل الذهبى الذى لا يمكن نسيانه بأى حال من الأحوال .
وقد تميز توتو بالبنيان القوى والتكوين الجسمانى المثالى وإجادته لكثير من مهارات كرة القدم الأساسية وأبرزها التسديد القوى على المرمى من كل الإتجاهات وهى الصفة التى ساعدته فى هز شباك كثير من الفرق ووقوع حراس المرمى ضحية له .

وقد بدا أولى مشاركاته الرسمية مع النادى الأهلى موسم 49-50 وانهى مشواره مع النادى الأهلى موسم 58-59 وخلال هذه الأعوام حقق توتو الكثير من البطولات مع النادى الأهلى وأهمها أنه حقق جميع بطولات الدورى العام التى شارك فيها بإستثناء بطولة واحدة وتحديدا 9 بطولات دورى عام حيث قدم للأهلى فى العام الثانى لبداية بطولة الدورى وكان الأهلى قد أحرز البطولة الأولى وجاء توتو ليقتنص ثمانية بطولات جديدة مع الأهلى ليسجل مع النادى رقما قياسيا على مدى تاريخه يصعب تحطيمه ، إضافة إلى 6 بطولات كأس مصر .
وقد مثل توتو منتخب مصر فى عديد من البطولات الدولية على مدار 10 أعوام كاملة فشارك فى بطولة البحر المتوسط عام 1949 بإيطاليا وعام 1955 بفرنسا والتصفيات الأوليمبية بتشيلى وتصفيات كأس العالم بميلان الإيطالية وقد وصفته الصحف الأوروبية بالقاطرة التى لا تهدأ عن هز الشباك وعرف وقتذاك باسم بعبع اليونان .

توتو الهداف والرقم القياسى
على مدى مشاركاته مع النادى الأهلى تميز توتو بأهدافه الرائعة التى أبهر بها كل من تابعه سواء من محبى ومشجعى الأهلى أو من المنافسين .
ومن أبرز هذه الأهداف أهدافه الثلاثة التى سجلها فى مرمى حارس مرمى الزمالك فى الخمسينيات على بكر وتحديدا فى يوم 26 مارس 1954 قبل أن تعرف الكرة المصرية وقتها كلمة هاتريك .
وقد سجل أيضا هدفين رائعين فى مرمى الترسانة (الذى كان من أقوى فرق مصر وقتها ) فى اللقاء الفاصل موسم 49-50 وتحديدا مع ثانى بطولة دورى مصرى ، وكان الأهلى قد فاز بالبطولة الأولى قبيل إنضمام النجم توتو فقدم توتو وأحرز مع الأهلى البطولة الثانية والأولى لتوتو بعد أن تقدم الترسانة بهدف حيث رد الأهلى بثلاثة أهداف سجل توتو هدفين وأنهى فتحى خطاب بالثالث ليفوز الأهلى ببطولة الدورى العام للعام الثانى وظل كذلك لمدة 9 أعوام رافعا شعار ممنوع الإقتراب والتصوير إنها البطولة المفضلة حكرا لهذا الجيل .

ومن أهم المباريات أيضا مباراة الترسانة موسم 55-56 فى بطولة الدورى والتى فاز فيها الأهلى بستة أهداف مقابل هدف واحد حيث افتتح سيد صالح التسجيل للاهلى فى الدقيقة العاشرة قبل أن يتعادل أحمد محرم للترسانة لينفجر البركان الأهلاوى بخماسية متتالية سجلها تباعا توتو ثم سجل سيد صالح هدفين آخرين ويختتم المايسترو صالح سليم الإحتفالية بهدفين معلنا فوز الأهلى على فريق كبير وهو الترسانة الشهير بالشواكيش وقتها .
هذا وقد كان توتو أكثر لاعب على مر التاريخ محتفظا بالرقم القياسى للتسجيل فى الزمالك حيث سجل 7 أهداف فى مشاركاته ولم يتمكن أحد من كسر هذا الرقم سوى النجم الحالى محمد أبو تريكة .

إعتزاله ووفاته
وقد عاد توتو لفريقه القديم طنطا عام 1959 وأختتم مشواره الكروى بين جدران ناديه بمنتهى الولاء والإنتماء غير ناكر فضل الأهلى عليه فى ما وصل إليه وظل يلعب حتى عام 1974 والذى شهد إعتزاله وتوليه مهام تدريب طنطا ، وقد عمل أيضا مدربا فى الخليج لعدة سنوات ومستشارا فنيا لنادى طنطا حتى قرر ترك المجال الرياضى نهائيا .
وقد توفى النجم الذهبى فى يوم الجمعة 3 أكتوبر 2008 فى مسقط رأسه طنطا بمحافظة الغربية عن عمر يناهز 82 عاما فرحمة الله على هذا النجم الكبير ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته .
وأخيرا لنا كلمة
برأى العين ووضوح الشمس نرى قمة الإنتماء وزرعة الوفاء مغروسة فى هذا اللاعب العطاء الذى ظل يتفنن فى الدفاع عن النادى المنتى إليه بقوة دون تراجع أو توان فظل عالقا فى الأذهان إلى مختلف الأزمان بإبداع الفنان الذى عاد لبلدته فى نهاية المطاف إيمانا منه بقيمة الوفاء مختلفا كل الإختلاف عن أبناء هذا الجيل فهم نجوم حاليا دون شئ وهؤلاء بكل ما تحويه الكلمة نجوم زمان .

