ربما لم يفرح جماهير وعشاق الاهلي بالفوز بالدوري مثلما فرحوا يوم امس بعد فوز الاهلي على "التيحا" بثلاثية نظيفة ليكمل التوربيني الاحمر طريقه نحو دوري المجموعات في اولي خطوات البحث عن النجمة السابعة الافريقية

مباراة الامس لم تكن مجرد مباراة فقد كانت " محك" للجماهير العظيمة والمدير الفني الكفء حسام البدري واللاعبين صغارا او نجوما ليعرفوا ان الهدف واحد هو مصلحة الاهلي وليس مصلحة احد او رغبة جماهيرية في " برنيطة " تقود الاهلي دون النظر لاية اعتبارات او مشاكل فنية تحملها مدرب وطني غامر وزرع وجني في النهاية ثمرة مجهوده  

لم يكن فوز الاهلي امس ينقذه من الخروج " بدري " من البطولة الافريقية التي يحمل الرقم القياسي في الفوز بها بل اعاد هذا الفوز ثقة الجماهير " الوفية " في ابن من ابناء الاهلي الذي يسعي لمجد الاهلي دون النظر لامجاد شخصية  

تحليل المباراة

نبدا من حيث انتهينا في اخر مباريات الاهلي والتي تناولنا فيها التشكيل شبه الانسب والطريقة المثلي ولقد استطعنا التنبأ بعشرة اسماء من اصل 11 لاعبا بدا الاهلي المباراة معتمدا على خطة 4/2/2/2 على الورق بوجود اكرامي – معوض والسيد وجمعه وعبدالفضيل – شهاب وعاشور- حسن وبركات – تريكة ومتعب ولكن هذا قبل نزول ارض الملعب فما لبثت ان تحولت الطريقة الي 2/4/4 بانضمام ظهيري الجنب الي خط الوسط كاجنحه هجومية صريحة وانضمام حسن وبركات الي منطقة عمليات الاتحاد الليبي

في المقابل ظهرت اعراض " مورينهيه " على الاتحاد الليبي فاعتمد على الدفاع من منتصف ملعبه حتي حارس المرمي وتواجد هجوميا " بالاسم " كاميللو والذوي ولكنهم كانا يقومان باداء ادوار دفاعية وحاولا السقوط كثيرا خلف ظهيري الجنب خاصة عند شريف عبدالفضيل ولكن جمعه والسيد نجحا في ايقاف اية ملامح خطورة عندهما   

الاداء التكتيكي

1-     وضح معاناة الاهلي في استغلال الكرات العرضية الكثيرة التي ارسلت داخل منطقة الجزاء وهذا يرجع الي عدم تواجد راسي حربة " من مواليد منطقة الجزاء" ولا يجدي ان يتم تكليف لاعب مهما كان نجما باداء دورا لا يستطيع القيام به  فظهر احمد حسن وابوتريكه غريبين عن منطقة الجزاء على الرغم من تسجيلهما لاهدافا عديدة الا ان سر خطورتهما تنبع من احرازهما الاهداف من مراكزهم الاصلية وهي صانع اللعب لابوتريكة ولاعب الوسط المدافع للصقر .

2-     اذا كنت مديرا فنيا وتمتلك لاعبا اسمه بركات يعني هذا انك لن تحتاج من مهاجميك سوي التمركز الصحيح داخل المنطقة لكي تحرز اهداف " فالزئبقي" صال وجال في منطقة الجزاء وقام بمساعدة ظهيري الجنب في ارسال اكثر من كرة عرضية بتواجده مع معوض تارة ومع عبدالفضيل تارة .

3-     معوض كان نجما في المرور وارسال العرضيات الا ان نجوميته لم تكتمل بسبب عدم استغلال هذه الفرص بسب عدم توزيع المهاجمين داخل منطقة الجزاء بشكل صحيح وان شئنا الدقة لعدم وجود الا راس حربة واحد داخل المنطقة يحفظ " معالمها" عن ظهر قلب  .

4-     شهاب الدين احمد قلت من قبل وتحديدا في اخر مباراة انه استطاع حجز مكانا رئيسيا في خط الوسط لكونه الارتكاز الوحيد في الاهلي الذي لدية القدرة على ربط الوسط والهجوم " بدقة وفاعلية " وقد بذل مجهودا جبارا مع قلب الاسد " عاشور" الذي قدم افضل اداء له مع الاهلي منذ مباراة الصفاقسي التونسي في رادس عندما استطاع تعويض غياب محمد شوقي والقضاء على خطورة عبدالكريم النفطي ..قدرة الاثنين برزت في الاستحواذ على الكرة الثانية المرتدة من دفاع الاتحاد اثناء الهجوم والاستحواذ على الكرة قبل لاعبي وسط الاتحاد اثناء الدفاع ويمكن القول بان الاثنين كانا نجما المباراة الحقيقيين لتكليفهما بمهامها الاصلية فضلا عن تغطية ظهيري الجنب

كل السيطرة الهجومية التي قام بها الاهلي وكم الكرات التي رفضت ان تعانق الشباك اخطرها كان لاحمد حسن في قلب المرمي وكرة اخري تصطدم بخارج العارضة لم تنل من عزم اللاعبين ولا من تشجيع الجماهير التي لم تتوقف لحظة عن المساندة من اجل هدف يحيي به امال الاهلاوية

الشوط الثاني

عندما تعرف ان هناك مشكلة تعترض طريقك وتضع يدك على هذة المشكلة يعني هذا انك وصلت لنصف طريق النجاح هذا ما فعله البدري فلعب براس حربة ثاني لتصبح الطريقة 2/4/1/1/2 بوجود جمعه والسيد – شريف وشهاب وعاشور ومعوض-بركات " جناحا حرا"– ابوتريكه" صانع لعب"-فضل ومتعب

لاشك ان نزول فضل بدلا من حسن كان به كثير من المغامرة ليس لخروج الصقر بل لنزول فضل الغائب منذ عدة مباريات ولكن امتلاكه لراس ذهبية تستطيع ان تسكن الكرة الشباك هو كل ما تمناه البدري في هذه المباراة

1-     نزول فضل خلص الاهلي من مشكلتين اولهما عدم وجود راس حربة صريح مع متعب ثانيهما تفرغ ابوتريكه لاداء دور صانع اللعب الذي انه كان في طريقه الي نسيانه بسبب عدم ادائه لهذا الدور لمباريات كثيرة ويحتاج تريكة لاداء دور صانع اللعب امامه راسي حربة لمبارتين فقط بعدها سيعود الماجيكو لنجوميته

2-     ساعد وجود فضل في تخفيف الرقابة على متعب ( الغير جاهز بدنيا 100%) وظهرت انياب هجومية للاهلي وان لم تظهر فرص بقدر فرص الشوط الاول ولكن المهم ان تسكن الكرة الشباك ولو من نصف فرصة

3-     الهدف الاول يبين للجميع لماذا اشرك البدري متعب على الرغم من ابتعاده منذ مباراة الزمالك فهو يوضح كم الخبرة والمرونه والرشاقة وسرعة البديهة التي تميز بها متعب فهو لم ينل اي فرصة في الشوط الاول وحتي الكرة التي سددها في العارضة كانت بمجهود فردي وبمساعده من احد لاعبي الاتحاد

4-     تغيير عبدالفضيل باسامه حسني ليكون بركات ظهير ايمن قلب الخطة للمرة الثانية لتصبح 2/4/1/3 بوجود ثلاثي راس حربة وبرجوع بركات الي مركز الظهير الايمن بما له من واجبات دفاعية وهجومية بعد المجهود الجبار الذي بذله فضلا عن حرمان الاهلي من وجود الجناح الحر كان مغامرة بحق من البدري والذي راهن على ان يرسل بركات او معوض كرة عرضية صحيحة لتجد ثلاثة رؤوس حربة داخل منطقة الجزاء وهو ما تحقق في الهدف الثاني عندما مر بركات " من بطن" مدافع الاتحاد ليرسل عرضية اسكنها فضل الشباك الذي قدم افضل اداء له منذ مباراة انبي في الدوري المصري

5-     اشراك شكري بدلا من متعب في ظل عدم توفيق تريكه واصابة متعب كان بمثابة ترياق الحياة الذي يمكن من خلاله ادراك هدفا يريح الجماهير من معاناة ركلات الجزاء خاصة وان الاتحاد يملك حارسا اسمه سمير عبود

6-     النجاح يولد من رحم المعاناة .. ولكل مجتهد نصيب.. كل الكلمات المأثورة التي تصنع الفرحة عندما تتجسد في مشاهد يراها الجميع تحققت في الهدف الثالث عندما اطلق شهاب صاروخ على اسمه في الوقت بدل من الضائع وتكون فرحته بالاشارة الي "الذبح "  هو افضل ما يمكن ان يقال عن احداث هذه المباراة الميلودرامية  

دروس النجاح

1-     وجود وئام بين جماهير الاهلي كافة والبدري بعد مرحلة من الشد والجذب

2-     اسكات المطالبين بضرورة وجود " برنيطة " تحكم مقعد المدير الفني للاهلي وكانها اصبحت مبدأ من مبادىء النادي العريق

3-     تثبيت اكثر من 80% من التشكيل خاصة في خط الدفاع والوسط ورجوع الثقة كاملة في شريف اكرامي كحارس مرمي يمكنه حراسة عرين الاهلي

4-      ضرورة وجود راسي حربة صريحين خلفهما صانع لعب اسمه ابوتريكه قادر على فك اية تحصينات او لوغاريتمات دفاعية  

5-     حل مشكلة الارتكاز الدفاعي الذي يربط الهجوم بالدفاع فمع وجود شهاب لا تشعر بالقلق

6-     الفرصة تاتي للجميع ومن يجتهد ويثبت انه على قدر المسئولية ياتي النجاح والتوفيق مصاحبا له 

7-     جماهير الاهلي العظيمة والوفية ستظل دائما وابدا سرا من اسرار تفوق النادي العريق  على مدار التاريخ والحاضر والمستقبل مهما تغيرت الادارات واللاعبين والمدربين ستظل جماهير الاهلي كما هي رمزا للوفاء