اعتبر المتابعون للكرة المصرية أن المعدل الطبيعي لحضور جماهير النادي الأهلي للمباريات يتراوح بين خمسة الى عشرة ألاف مشجع يحضرون المباريات ماعدا المباريات الكبرى (الزمالك والاسماعيلي) التي تمتليء فيها المدرجات بشدة، وبرروا ذلك بأن الجماهير اعتادت على المشاهدة في المنازل بعدما تولى الألتراس مهمة التشجيع من قلب الملعب.

ولكن قرار وزير الداخلية بفتح الدرجتين الثانية والثالثة مجاناً للجماهير خلال لقاء الأهلي والشرطة أثبت خطأ تلك المقولة، فالجماهير لا تغيب عن المباريات لأي مبرر سوى ارتفاع أسعار التذاكر، بدليل الحضور الجماهيري الكبيرة لمباراة اتحاد الشرطة المجانية.

الأن علينا أن نعرف طبيعة ونوعية الجماهير التي تذهب الى الاستاد، أغلبهم من الشباب البالغ عمرهم 14-20 عاماً وهؤلاء لا يمكنهم أن يدفعوا قيمة المواصلات وأي وجبة خفيفة أو زجاجة مياه بالإضافة لسعر التذكرة ليزيد ما يصرفه المشجع في المباراة الواحدة عن 30 جنيه.

ومع لعب الفريق لمباراة كل أربعة أيام يصبح المشجع مطالب بدفع ما يزيد عن 200 جنيه في الشهر لحضور المباريات في ظل الظروف الاقتصادية التي نمر بها وانخفاض مستوى أعمار المشجعين وأغلبهم من الطلاب، كل ذلك يحدث رغم أن ادارة الأهلي تملك القدرة على تخفيض هذا المبلغ وحل المشكلة!

يا ادارة النادي الأهلي .. جماهير الأهلي التي ملأت استاد القاهرة أثبتت أنكم تملكون الحل البسيط لإعادتهم للمدرجات، عشرة جنيهات وفرتها لهم وزارة الداخلية (سعر التذكرة) دفعت ما يقرب من 40 ألف مشجع للحضور الى الملعب.

لذا فبحسبة اقتصادية بسيطة، فإن حضور 5 ألاف مشجع يشترون تذكرة سعرها 10 جنيهات يعني حصول النادي على دخل قيمته 50 ألف جنيه في المباراة الواحدة، بينما حضور 40 ألف مشجع يشترون تذكرة سعرها خمسة جنيهات سيمنح النادي دخلاً قيمته 200 ألف جنيه في نفس المباراة!

كل ذلك بالحسابات الاقتصادية البحتة، دون النظر الى العائد النفسي على اللاعبين بوجود الجمهور الجبار خلفهم في المدرجات بدلاً من اللعب أمام مدرجات خاوية إلا من خمسة ألاف مشجع مهما بلغت قوة تشجيعهم، فهل تُعيد ادارة الأهلي الحسابات مرة أخرى وتتعلم من درس زئير الجماهير أمام اتحاد الشرطة؟

الكرة الأن في ملعب الادارة، وجماهير الأهلي تنتظر التفاعل الحقيقي بين مجلس ادارة النادي وبين جمهور لا يريد إلا الوقوف خلف فريقه.

شاهد التشجيع الرائع لجمهور الأهلي حصرياً من قلب استاد القاهرة