وجه الحكم محمود البنا التي أعلن اعتزاله رسالة استغاثة إلى رئيس جمهورية مصر العربية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بسبب اهدار المال في التعاقد مع رئيس لجنة حكام أجنبي
وجاء بيان محمود البنا كالتالي"
استغاثة عاجلة إلى فخامة السيد رئيس جمهورية مصر العربية
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي،
رئيس جمهورية مصر العربية
حفظكم الله ورعاكم
أتشرف بأن أرفع إلى سيادتكم هذه الاستغاثة، بعد ساعات قليلة من إعلاني اعتزال التحكيم المصري، إيمانًا مني بأن ما سأقوله لم يعد يحتمل التأجيل. بعد ان ضاقت بنا السبل ولم نجد من يستمع الينا.
سيادة الرئيس،
استمعتُ إلى حديث سيادتكم منذ فترة حول استقدام المدربين الأجانب للمنتخب الوطني، وقلتم بوضوح وبصوت الحكمة:
؟“ليه بتجيبوا أجانب يدربوا المنتخب والنتيجة هي هي
وبالفعل، عندما جاء المدرب الوطني، أثبت نجاحه، ورفعت مصر رأسها بالإنجازات التي حققها.
واليوم، يتكرر المشهد ذاته — ولكن داخل منظومة التحكيم.
فالمسؤولون يأتون بأجانب لرئاسة لجان الحكام، لا لإضافة خبرة أو تطوير المنظومة، بل لأخذ أخذ أموالنا وإقصاء كوادرها المصرية، رغم أن الواقع أثبت أن الحكم المصري قادر، وكفء، ومشهود له دوليًا.
سيادة الرئيس،
رئيس لجنة الحكام الحالي رجل يعمل داخل الفيفا، خلال الشهرين الماضيين لم يمكث في مصر أكثر من أسبوع واحد، حيث انه تواجد فى تشيلى حيث بطولة كأس العالم دون العشرين عاما ثم ذهب إلى قطر حيث بطولة كاس العالم دون السبعة عشر عاماورغم ذلك يتقاضى آلاف الدولارات من أموال المصريين، دون تفرغ، ودون وجود حقيقي، ودون مكسب واضح لمنظومة التحكيم.
والأعجب من ذلك — وهو الأمر الذي يُثير الدهشة والاستغراب — أنه عندما طلب من الفيفا محاضرين وخبراء لتطوير الحكام المصريين، أرسل لنا الفيفا محاضرًا مصريًا هو ك تامر درى رئيس لجنة حكام لبنان الحالى ، وهو إقرار رسمي من الاتحاد الدولي بكفاءة العنصر المصري الذي يتم تجاهله داخليًا!.
هذا المشهد وحده يكفي ليؤكد أن مصر تمتلك الكفاءات، وأن الإصرار على الأجانب لا سند له، ولا منطق فيه، ولا مبرر إداري أو مهني.
سيادة الرئيس،
لقد قلتم من قبل:
“عايزين تقنعونا إن بلد فيها ٦٠ مليون شاب ما فيهاش ٦٠٠٠ محمد صلاح؟”
وبذات المنطق العادل نقول:
هل يُعقل أن مصر — بتاريخها التحكيمي العظيم — ليس فيها ٦٠٠٠ جمال الغندور؟ أو عصام عبد الفتاح ؟
هل يُعقل أن نُقصي أبناء الوطن، بينما يعترف العالم بكفاءتهم؟
سيادة الرئيس،
إنني لا أطلب مصلحة شخصية، فقد أعلنت اعتزالي بالفعل، ولكنني أرفع إلى سيادتكم هذه الاستغاثة من أجل إنقاذ منظومة التحكيم المصري من الإدارة الخاطئة، وإهدار المال العام، وتهميش الكفاءات الوطنية، وضياع معيار العدالة داخل بيئة طالما كانت نموذجًا للانضباط.
إن الحكم المصري — مثل اللاعب المصري — قادر على تمثيل مصر بأفضل صورة، متى وجد العدالة، والاحترام، وتكافؤ الفرص.
ختامًا، أتوجه إلى سيادتكم بكل الثقة في حكمتكم وحرصكم على حماية مؤسسات الدولة ومنع الفساد الإداري وإهدار الموارد، داعيًا الله أن يوفقكم إلى ما فيه خير البلاد والعباد.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.
محمود البنّا
الحكم الدولي المصري