نجوم زمان: سعيد أبو النور صخرة الدفاع بدايته في لقاء قمة وتألقه أمام إيزيبيو





بعد غياب دام طويلا عن حلقات نجوم زمان وبعد أن توقفنا فى آخر حلقاتنا عند الكابتن العظيم عادل هيكل حارس مرمى النادى الأهلى فى الخمسينيات والستينيات ، ننتقل بكم اليوم لنجم جديد من النجوم التى تزخر بهم سماء الأهلى .. تلك السماء التى تضئ بهؤلاء النجوم وتلمع بنور البطولات لتظل متألقة ومنيرة بأبنائها وإنجازاتهم التى تركوها للأجيال القادمة لتفخر بهم وتكمل مسيرتهم الناجحة .

فكان لزاما علينا أن نلقى الضوء على هؤلاء الذى ساهموا فى بناء هذا الجدار الشامخ الذى تخطى حاجز المائة عام من الزمن ليفخر بتلك السنين أبناء الأهلى فى كل مكان وزمان .. ليفخروا بهؤلاء .. نجوم زمان .

 

ومعنا فى هذه الحلقة الكابتن سعيد أبو النور قلب الدفاع الأهلاوى الصامد والصخرة التى تتحطم عليها آمال المنافسين :

 

نشأته و بدايته فى الأهلى

  وُلد سعيد أبو النور فى الأول من أكتوبر عام 1938 ، وكان مثالا للاعب الشاب الملتزم الذى اتصف دائما بالخلق القويم داخل الملعب وخارجه فضلا عن الأداء الفنى الراقى والمتميز داخل الملعب متسما بالروح القتالية والأداء الرجولى والفدائية والقوة والدفاعات المنيعة فى صد الخطورة عن مرمى النادى الأهلى فاستحق مع ذلك كل الإشادة والتقدير .

وقد اشتهر نجم دفاع الأهلى سعيد أبو النور بلقب قلب الدفاع الأبيض نظرا لبياض وجهه الشديد ولعبه فى مركز قلب الدفاع بعد أن لعب فى مركز الظهير الأيسر فى بداية حياته الكروية ، وقد تميز اللاعب بالأخلاق العالية والسلك القويم وكان محبوبا بشدة بين زملائه اللاعبين فى النادى الأهلى وكذلك من جمهور الأهلى الكبير .

ويعتبر أبو النور أحد النماذج التى يحتذى بها لقلب الدفاع القوى والمميز الذى يمتلك الكثير من المؤهلات والمواصفات لشغل هذا المركز الدفاعى الذى يستلزم أن يتواجد معه رجل قوى يجيد التعامل مع خطورة وحساسية الموقف ، وهو ما توافر فى صخرة دفاع الأهلى الكابتن سعيد أبو النور الذى امتاز بعدة مواصفات أهمها الطول المناسب والقدرات البدنية العالية والإجادة التامة للتغطية مع تفرد وموهبة فى ألعاب الهواء .

وبدأ الكابتن سعيد أبو النور مشواره الرياضى الكبير مع قلعة النادى الأهلى عام 1957 حيث نشأ وتربى داخل جدرانها ملتحقا بمدرسة الكرة فى النادى تحت إشراف المدرب الدكتور ممتاز حافظ أحد رواد مدرسة الكرة الأهلاوية الناشئة والذى كان معروفا عنه تميزه وتفرده فى التعامل مع الناشئين والبراعم الصاعدة .

ولأن المواهب الكروية دائما ما تفرض نفسها على من حولها فقد تدرج سعيد أبو النور فى صفوف الناشئين ولعب للناشئين تحت 18 سنة تحت إشراف الكابتن حلمى أبو المعاطى الذى تولى مسئوليته وقدم له النصح والإرشاد وساعده فى ظهور موهبته ولمعانها .

وكان النجم سعيد أبو النور يلعب فى مركز الظهير أثناء مشاركته مع الشباب والناشئين حتى تحول بتميز لقلب الدفاع وأبدع وتألق فى هذا المركز مما دعمه للصعود للفريق الأول بالنادى الأهلى عام 1959 بقيادة المدرب الإنجليزى جون ماكبرايد الذى دفع به فور تصعيده فى مباراة القمة أمام الزمالك والتى حقق فيها الأهلى الفوز بهدفين مقابل هدف واحد وأحرز للأهلى رفعت الفناجيلى وطه إسماعيل بينما أحرز للزمالك عبده نصحى .

فكان إنطلاق لاعب موهوب واعد ينتظره الكثير فى عالم كرة القدم من لقائه الأول أمام الزمالك مع الجيل الذهبى الذى دعمه بكل تأكيد مطعما بعناصرٍ متميزةٍ فى مقدمتها صالح سليم ورفعت الفناجيلى وعادل هيكل وطه إسماعيل وميمى الشربينى ومحمود الجوهرى وعلوى مطر والسايس وغيرهم من نجوم الجيل العظيم .

وقد لعب الكابتن سعيد أبو النور الشهير بصخرة الدفاع البيضاء فى صفوف الأهلى 11 عاما بصفة متصلة ، ولا ينسى له مواسم كروية وصل فيها إلى قمة الأداء البدنى والفنى مثل موسم 1960-1961 والذى جمع فيه الأهلى كل البطولات التى اشترك فيها ، حيث حصد بطولتى الدورى المحلى وكأس مصر، بجانب كأس آخر غالى وهام للفريق هو كأس الجمهورية العربية المتحدة عقب الوحدة بين البلدين مصر وسوريا .

 

أبو النور وإيزيبيو

من المباريات التى لا تنسى للكابتن سعيد أبو النور اللقاء التاريخى الذى جمع بين الأهلى وبنفيكا بطل أوروبا ، والذى فاز فيه الأهلى 3/2 وأحرز وقتها بدوى عبد الفتاح وطه إسماعيل فى اللقاء الذى جرى باستاد القاهرة فى أول يونيو 1962.

وفى هذا اللقاء كلف الكابتن الراحل عبده صالح الوحش مدرب النادى الأهلى وقتها المدافع القوى سعيد أبو النور برقابة النجم الخطير وهداف أوروبا الأول إيزيبيو لؤلؤة موزمبيق وأخطر مهاجمى فريق بنفيكا بالتناوب مع ميمى الشربينى .

ولعب الكابتن سعيد أبو النور فى هذه المباراة مباراة العمر واستطاع أن يحجب الكثير من خطورة النجم الداهية إيزيبيو الذى كان قد تلاعب بدفاعات ريال مدريد قبل حضوره لمباراة القاهرة فى دورى أبطال أوروبا والتى فاز وقتها بنفيكا بخماسية قاسية .

وفى هذا اللقاء الذى تناقلته وكالات الأنباء العالمية التى أشادت بفوز الأهلى التاريخى على بنفيكا بطل أوروبا .. كتب شيخ النقاد الرياضيين الأستاذ عبد المجيد نعمان فى وصف اللقاء بقوله : شياطين الأهلى يفوزون على ملائكة بنفيكا .. ومدافعو الأهلى يستبسلون .. ومهاجموه يخطفون النصر .. أحسن الوحش وضع الخطة وأجاد لاعبوه تنفيذها .

 

شباب الأهلى يكتسحون الزمالك بثلاثية مفاجئة

لا ينسى للكابتن سعيد أبو النور موسم 1962-1963 والمباراة الشهيرة للنادى الأهلى أمام نادى الزمالك حيث كانت هى المبارة الأخيرة فى الدورى والتعادل يمنح الأهلى لقب الدورى بينما الزمالك ينبغى عليه الفوز لنيل اللقب وكانت مباراة فى غاية الأهمية من قبل وسائل الإعلام لإنها تحدد بطل الدورى وكان ينقص الأهلى فى هذه المباراة الحاسمة أهم عناصره الأساسية مثل صالح سليم وطه إسماعيل ومحمود الجوهرى وميمى الشربينى بينما الزمالك مكتمل الصفوف يمتلئ بالنجوم الكبيرة التى تصنع الفارق مثل حماده إمام وعلى محسن و نبيل نصير وعبده نصحى وقطب ويكن حسين وأبو رجيلة وألد وأحمد مصطفى وعمر النور .

ولم يجد الكابتن عبد صالح الوحش مدرب الأهلى وقتها سوى الدفع ببعض الناشئين لتعويض النقص والغيابات فدفع بعلوى مطر وكان جناحا أيمنا ولعب على أبو رجيلة الظهير القشاش أو الليبرو فى نادى الزمالك ،ودفع فى الجناح الأيسر بريعو والذى لعب على يكن حسين ملك التغطية ونجم المنتخب الوطنى ،بينما دفع بمحمود السايس كمهاجم بدلا من طه إسماعيل والذى حصل على أفضل لاعب فى مصر موسم 61-62 .

 

 

وكانت التجربة الثانية للناشئ المميز سعيد أبو النور وسط دفاع النادى الأهلى وكان القائد فى هذه المباراة هو الكابتن رفع الفناجيلى ، وتوقع الجميع من جماهير وإعلام وصحافة أن يفوز الزمالك بكل سهولة بل يحقق إنتصارا ساحقا على الأهلى ، وعلى عكس التوقعات بدأت المباراة وفوجئ الحاضرون بلعب جماعى من الأهلى وإنتشار وأداء رائع وإذا بالأهلى يتقدم عن طريق السايس من تمريرة قاتلة من الفناجيلى وأحرز الهدف الثانى رفعت الفناجيلى حين انطلق علوي مطر بالكرة من الجناح الأيمن ثم راوغ أبو رجيلة الذي سقط بعد عملية فرملة فاشلة ثم قام بإرسال الكرة بالعرض ولكن يكن حسين انبرى لها وأخرجها برأسه على قوس منطقة الجزاء فاستقبلها الفناجيلى على صدره فافنحرفت يسارا إلا أنه عدلها بفخذه الأيسر نحو قدمه اليمنى وصوب كرة فى غاية القوة بلا رحمة أو شفقة على شمال ألدو حارس مرمى الزمالك ، واختتم طارق سليم المهرجان محرزا الهدف الثالث لتنتهى المباراة بثلاثية نظيفة ويحرز الأهلى بطولة الدورى ، ويبدع المتألق أبو النور فى صد هجمات حمادة إمام وعبده نصحى ولاعبى الزمالك الأكفاء .

وما أكثر اللقاءات الودية والمحلية التى شارك فيها صخرة الدفاع الأهلاوية سعيد أبو النور بمستواه الفنى العالى وإستقراره وإلتزامه حتى إعتزاله فى بداية السبعينيات وإتجاهه للعمل بالخارج ، غير أنه لم ينقطع عن ناديه بعد إعتزاله وكان دائم التردد عليه حيث الأصدقاء والأحباب وذكريات الإنتصارات الأهلاوية الغالية كما يروى لنا زملائه عادل هيكل وميمى الشربينى مؤكدين على أخلاقه العالية وحبهم الشديد له .

 

ويذكر أيضا لنجم الأهلى الكبير سعيد أبو النور مبادرته الرائعة والطيبة بالتنسيق مع إدارة النادى الأهلى فى تكريم نجم النادى القدير رفعت الفناجيلى فى وجود كوكبة من نجوم الكرة المصرية نجوم جيل الستينيات الذين حضروا من مختلف الأندية وتجمعوا داخل مقر النادى الأهلى الكبير لتكريم المبدع رفعت الفناجيلى مهندس الكرة المصرية .

 

سعيد ابو النور وظلم وزير الشباب

لم يكن للكابتن سعيد أبو النور إنجازات تذكر مع المنتخب المصرى حيث شارك فى معسكر دورة روما 1960 والذى أقيم بالإسكندرية ولكنه لم يشارك فى الدورة .

ذات مرة سافر مع منتخب مصر 22 لاعبا لأداء دورة جاكرتا عام 1963 ، وقد طرد سعيد أبو النور فى إحدى المباريات بعد أن ضرب لاعبا من كوريا وفاز المنتخب المصرى بالدورة بعد التعادل مع كوريا وفاز بالقرعة الكابتن سمير قطب ليحرز المنتخب المصرى تلك البطولة ، وبعد عودة الفريق إلى مصر قرر وزير الشباب طلعت خيرى صرف مبلغ ألف جنيها مكافأة لكل لاعب ماعدا سعيد أبو النور لطرده فى المباراة لدرجة أن عادل زين لاعب القناة وقتها سافر مصابا وعاد مصابا ومع ذلك حصل على المكافأة ، وحاول الأهلى أن يقيم مباراة يخصص دخلها لصاح سعيد أبو النور ولكن وزير الشباب قال لهم أتريدون أن تتحدوا قرارى ؟

ولم تقم تلك المباراة وبعد ذلك هاجر أبو النور إلى هولندا ليقيم بعض المطاعم وعندما يعود فى زيارة لمصر يدعوا لاعبى الأهلى ومصر من جيله الذهبى لحفل صغير بمقر النادى الأهلى .

 

الشربينى يحكى عنه

يقول الكابتن ميمى الشربينى عن الكابتن سعيد أبو النور : "سعيد كان يتميز بحسن التوقع والمهارات العالية وقدرته الفائقة على إستخلاص الكرة وكان يلعب بقدميه اليمنى واليسرى وكان آخر ما يفكر فيه هو تشتيت الكرة فكان يتميز بحسن التصرف والهدوء والثبات الإنفعالى .

ولعلنا نلاحظ أن أن سعيد أبو النور تميز بميزة لم تتوافر فى أغلب المدافعين بحكم المركز الذى يلعب فيه والذى يستلزم القوة أكثر من المهارة ، حيث تميز وتفرد أبو النور بمهاراته العالية وكان له رونق وستايل خاص جدا بجانب قدرته الفائقة على الإستلام والتسلم ، مع تميزه فى ضربات الرأس ، فكان مدافعا عاليا ومميزا وليس على طريقة انت رجل" .

 وفاة قلب الدفاع الأبيض

فى يوم الخامس والعشرين من شهر سبتمبر عام 2010 توفى النجم العظيم واللاعب المحبوب والخلوق سعيد أبو النور قلب الدفاع الأبيض وملك التغطيات ، الذى أشاد به كل من تابعه ونقلوا لنا تاريخه وإخلاصه لألون النادى الأهلى طوال لعبه باسم الفريق ، ونسأل الله أن يتغمد الراحل بواسع رحمته .

 

وأخيرا لنا كلمة

بإخلاصهم وفنائهم لناديهم صنعوا لهم اسما من نور ، وكانت لهم محبة فى الصدور ، وحقهم علينا أن نحكى عنهم بأقلامنا عبر السطور .. هؤلاء العظماء الأوفياء الذين لا نختلف عليهم من مكان لمكان ومن آن إلى آن ... إنهم نجوم زمان .

 

جزء من مباراة الأهلى التاريخية أمام بنفيكا

 

 

حلقة عادل هيكل

حلقة ميمي الشربيني

حلقة توتو

حلقة الفناجيلي

حلقة المايسترو صالح سليم

استطلاع الراى


ترتيب الأهلي في مجموعته بكأس العالم للأندية
كأس العالم للأندية - 2025

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا