كشف المدرب الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، المدير الفني السابق للنادي الأهلي المصري، عن شعوره بامتنان عميق للتقدير الذي يحظى به خارج بلده، مقارنة بما يتلقاه من تقدير داخلي، مؤكدًا أن تجربته مع "نادي القرن الإفريقي" غيّرت الكثير في مسيرته المهنية ونظرته لكرة القدم.
وقال موسيماني في تصريحات إعلامية: "أشعر بأنني أحظى بتقدير أكبر في الخارج، رغم أنني محبوب في بلدي. الناس هناك يظهرون لي الاحترام، وأنا ممتن لذلك، فقد منحتني كرة القدم هذه الفرصة. لكن عندما تتحدث عن مصر، فالقصة مختلفة تمامًا. الأهلي ليس مجرد نادٍ، بل مؤسسة كروية ضخمة وأحد أكبر الأندية في العالم".
وأشار إلى أن جماهير الأهلي لا ترضى إلا بالذهب، موضحًا: "عندما وصلت إلى الأهلي، أخذوني مباشرة إلى المتحف ليروني حجم البطولات. قالوا لي: الدوري؟ فزنا به 37 مرة.. نريده مرة أخرى، وكذلك دوري أبطال إفريقيا، ونريد منصة في كأس العالم للأندية".
وأضاف موسيماني أن الضغط داخل جدران الأهلي لا يشبه أي مكان آخر، واصفًا إياه بـ"الضغط الذي لا يُقارن"، مشيرًا إلى أن الإنجاز الحقيقي لا يُقاس محليًا فقط، بل قاريًا ودوليًا أيضًا.
وفي مقارنة بين ثقافة الكرة في مصر وجنوب إفريقيا، قال: "في بلدي نعرف كبار الأندية مثل كايزر تشيفز وأورلاندو بايرتس، لكن ثقافتهم قابلة للتبدل. أما في مصر، فلا مجال للفشل.. الجماهير تتابعك بدقة، وتُعاملك وكأنك إله، ولا ترحم عند التعثر".
كما أثنى موسيماني على الترحيب الذي لقيه عند مواجهة الأهلي بعد مغادرته قائلاً: "عدت بعد ثلاثة أشهر فقط من رحيلي، وتعادلنا. لكن الاستقبال كان استثنائيًا، فقد استقبلوني بالقمصان والهدايا. لم ينسوا من أين جاءوا، وهذا تواضع كبير".
وختم حديثه بنبرة حزينة حول ما يفتقده في بلده الأم: "أحيانًا أتمنى أن أتلقى نفس هذا التقدير في وطني. لكننا بحاجة لبناء ثقافة كرة قدم راسخة، وربما يتحقق ذلك مع الأجيال القادمة".